الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غطاء العطاء

8 أكتوبر 2014 23:55
أيادي العطاء السخي أضحت نادرة، لم يعد باستطاعة بعض الناس أن يعطي بلا مقابل، لذلك مفهوم العطاء أصبح يعني الامتناع رغم حث قيمنا الإسلامية عليه، ولكن طغى على قلوب البشر الأنانية وحب الذات فأصبحوا لا يرون ألا أنفسهم في مرآة العطاء، وأنهم هم المستحقون لهذا. إن مفهوم العطاء أكثر شمولية، فالعطاء لا يعني أن نعطي فقط بل يكون هذا العطاء نفعياً ومفيداً في آن وهو ما يندرج تحت مسمى الصدقة أيضاً، ولتعلم أن كل شيء إذا فاق الحد المطلوب يأتي بمردود عكسي إلا العطاء فإنه كلما ازداد ازدادت معه السعادة والشعور بالرضا لدى الإنسان، ولهذا مقدار الرضا الذاتي للفرد لا يكمن وراء التحصيل المادي والأشياء المأخوذة، بل وراء عطاء معنوي وملموس. وأعلم أن مقياس السعادة مرتبط بمقياس العطاء طردياً، فالعطاء من مصادر السعادة للشخص المحتاج له فأنت بذلك تدخل السرور على قلب أخيك المسلم وهذا يعد من أفضل الأعمال عند الله - سبحانه وتعالى-. فالتفكير بالذات جريمة من جرائم قتل الإنجاز العطائي، نعم فالعطاء إنجاز، إنجاز منفرد بجعل الشخص يوسع من إطار حياته، فلا تتمحور حياته حول نفسه بل تمتد إلى من حوله من أهل وأصدقاء ومجتمع بأكمله. ومن ناحية أخرى، فالعطاء الشعوري الناتج عن الفعل نفسه يولد الإحساس بالإنجاز الشخصي للفرد بمعنى أنه أدى ما يجعله يشعر بأنه فعل ما يستحق فعله والذي بدوره يحفز استمرار العطاء للإنسان ذاته. ولذلك فإن العطاء يصهر كل قيود حب التملك لأشياء زائلة وإذابة كل أطر الحقد والكراهية ويقوي أسس التواد والتراحم والمحبة المبنية على عطاء متين نفعي وقوي. لجعل الحياة ذات معنى سام وإنساني لا تجعل مناط تركيزها على ما أنت عليه وماذا تريد لأنك بذلك تسجن نفسك في زنزانة فقر النفس .. العطاء هو الغطاء الذي يقيك برد الأنانية والمظلة التي تحميك من النار. عائشة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©