الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السوريون الهاربون إلى لبنان قلقون من لجوء طويل الأمد

السوريون الهاربون إلى لبنان قلقون من لجوء طويل الأمد
24 سبتمبر 2011 21:28
مشتى حمود (ا ف ب) - تترقب عبير وأفراد عائلتها الذين قدموا إلى لبنان منذ بضعة أشهر هرباً من القمع في سوريا، بقلق اقتراب فصل الشتاء الذي سيمضيه لاجئون سوريون داخل مدرسة مهجورة على تخوم منطقة وادي خالد الفقيرة شمالي لبنان، حيث تقيم. وتكاد عبير (29 عاماً) لا تصدق أنها ستمضي الشتاء مع ابنيها وزوجها في غرفة غير مجهزة للسكن داخل مدرسة مشتى حمود المهجورة. وتقول “اعجز حتى عن طلب كنزات دافئة لولدي من منظمات الإغاثة”. ثم تضيف، وهي تشعل موقد غاز صغيراً لسلق البطاطس “اللاجئون هنا في المدرسة يستعدون لفصل الشتاء، لكنني في قرارة نفسي لم أقبل بعد فكرة أنني لن أعود إلى منزلي قريباً، وأن موسم البرد سيبدأ ونحن لا نزال هنا”. وتقطن نحو 20 عائلة سورية في المدرسة التي تنقصها التدفئة والتجهيزات الأخرى. وسجل 3784 سوريا أسماءهم لاجئين لدى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في شمال لبنان. وقدرت المفوضية في تقرير أصدرته أمس أن أكثر من 900 شخص بين أولئك اللاجئين تتراوح اعمارهم بين 4 أعوام و17 عاماً، ويفترض إيجاد مدارس لهم. وقال نائب ممثلها في لبنان جان بول كافالييري “إن وزارة التربية اللبنانية وافقت على السماح للنازحين السوريين بدخول المدارس الحكومية، وستؤمن المفوضية رسوم التسجيل”. إلا أن قلق السوريين يتعدى المسائل المادية فحسب. وتقول نزهة (35 عاما) القادمة من بلدة هيت السورية الحدودية، انها تخشى على ولديها من معاملتهما بتمييز داخل المدارس اللبنانية. وتضيف “أخشى عليهما على مستويات عدة، لذلك قررت ألا أرسلهما إلى المدرسة هذه السنة”. وتبدو نزهة، كالعديد من اللاجئين، مقتنعة بأن النظام السوري يتمتع بنفوذ بالغ في لبنان عبر حلفائه وأبرزهم “حزب الله” المهيمن على الحكومة اللبنانية. وتقول “كلما خرج زوجي من هنا للقيام بنزهة، اشعر بالهلع، وأخاف ان يعثر عليه النظام أو أصدقاء النظام اللبنانيون”. وذكرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أن نحو 200 نازح سوري، معظمهم من بلدة تلكلخ الحدودية وحمص وصلوا إلى لبنان خلال الأسبوع الماضي. وقال كافالييري “إن بعض السوريين يجدون أنفسهم عالقين على الحدود، وهناك تقارير تفيد بأن رجال الأمن في الجانب السوري يحكمون الرقابة على المعابر”. واستقر معظم اللاجئين عند اقارب لهم في وادي خالد، حيث تتداخل الأراضي والعائلات بين البلدين. لكن آخرين يعتمدون في معيشتهم على المساعدات من وكالات الامم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأهلية. وفي مدرسة مشتى حمود المهجورة، لم يستحم عدد كبير من الاطفال منذ بضعة أيام بسبب انقطاع المياه وتتقاسم كل العائلات حمامين فقط، كما يفتقر إلى الاحذية المناسبة لفصل الشتاء القادم. ويلهو الاطفال بلعبة “وقعت الحرب”، حيث درسموا خريطة لسوريا يلقون عليها الحجارة، وتقع الحرب في البلدة التي يصيبها الحجر فيهرب أهلها ويلحق بهم الآخرون. ويخشى العديد من اللاجئين أن يطول النزاع في بلادهم، ما لم يحصل تدخل دولي حاسم. وتقول عبير، بحسرة، انها اضطرت إلى مغادرة بلدها، حيث تركت والديها ومنزلها في تلكلخ بعد اختفاء شقيقيها الأصغرين خلال تظاهرة قبل 3 أشهر. وأوضحت أن أحدهما عاد إلى المنزل في وقت لاحق مصابا بكسور في كل أنحاء جسمه بعد تعرضه للاعتقال والضرب، أما الآخر، فقد عُثر عليه في مشرحة مستشفى محلي مقتولاً ودفن قبل 24 ساعة من هربها إلى لبنان. وأضافت، دامعة وهي تشير إلى صورة شقيقيها على هاتفها المحمول، أن ابنيها أصيبا بالرعب، وعاد أكبرهما (4 سنوات) إلى التبول في سريره، وكانا يصرخان ويختبئان في غرفتهما عندما يبدأ إطلاق الرصاص. تبعت “يجب أن يعرف العالم أجمع أننا هربنا بسبب حرب مفتوحة يشنها بشار الأسد على الشعب السوري”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©