فيينا (رويترز) - أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس الأول، أن الحكومة الليبية السابقة خزنت يورانيوم خاماً قرب سبها، بعدما ذكرت شبكة “سي.إن.إن” الإخبارية أن القوات المناهضة للقذافي عثرت على موقع عسكري يبدو أنه يحوي مواد مشعة.
وناقض تقرير “سي.إن.إن” وتعليق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بياناً أميركيا صدر الشهر الماضي قال إن مخزون ليبيا من الكعكة الصفراء مودع في منشأة تاجوراء للأبحاث النووية قرب طرابلس.
وقالت شبكة “سي.إن.إن” إن القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا اصطحبت طاقمها التلفزيوني إلى موقع قرب مدينة سبها في الصحراء الكبرى.
وقالت شبكة “سي.إن.إن” الاخبارية على موقعها الإلكتروني إن طاقمها “شاهد مستودعين كبيرين هناك، أحدهما يحوي آلاف البراميل الزرقاء، التي وضع على بعضها أشرطة كتب عليها “مشع”، وعدة أكياس بلاستيكية بها مسحوق أصفر مغلقة بنفس الشريط”.
كما عثر على سترات واقية معلقة في مكاتب يبدو أنها تخص الحكومة الليبية السابقة، وقفازات مطاطية وأجهزة لقياس النشاط الإشعاعي ووثائق عسكرية مختلفة. وقالت الشبكة إنه “لم يتم التأكد من أن المواد مشعة فعلاً”.
وفي فيينا قالت جيل تودور المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية “يمكننا تأكيد أنه هناك كعكة صفراء مخزنة داخل براميل في موقع قرب سبها”. وأكدت أن ليبيا أبلغت عنها الوكالة في السابق.
وفي إشارة إلى اتخاذ تدابير للتأكد من عدم تحويل المادة لأغراض غير سلمية أضافت المتحدثة أن “الوكالة قررت مبدئياً إجراء أنشطة وقائية في هذا الموقع عقب استقرار الوضع في البلاد”.
وعادة ما تشمل الإجراءات الوقائية للوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارات منتظمة للتفتيش ومراقبة بالأختام والكاميرات للمواقع النووية.
ويتم إنتاج اليورانيوم المخصب، اللازم لتشغيل المفاعلات النووية أو صنع القنابل الذرية، في أجهزة طرد مركزي بمساعدة غاز سادس فلوريد اليورانيوم.
ويشتق غاز سادس فلوريد اليورانيوم من الكعكة الصفراء وهو يورانيوم مركز مستخرج من اليورانيوم الخام. والكعكة الصفراء هي مسحوق لا يذوب في الماء ويحتوي على 80% من اليورانينيت.
وكانت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية قالت الشهر الماضي إن الولايات المتحدة تعتقد أن المخزونات الليبية من اليورانيوم المركز وغاز الخردل لدى الزعيم المخلوع معمر القذافي آمنة.
وأضافت فيكتوريا نولاند أن مخزون ليبيا من الكعكة الصفراء كان مودعا في تاجوراء على بعد حوالي 34 كيلومترا شرقي العاصمة طرابلس. وأن ليبيا لم يعد لديها الوسائل لتحويلها إلى مواد انشطارية لتصنيع القنابل.
وأوضحت أن “جميع العناصر الحساسة للبرنامج النووي الليبي” قد “نقلت مطلع 2004”، وأن آخر كميات اليورانيوم العالي التخصيب غادرت ليبيا في 2009.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في أواخر عام 2003 أن ليبيا وافقت على التخلي عن برامجها لأسلحة الدمار الشامل، وهو قرار مهد الطريق لتقارب بين الدولتين بعد سنوات من العداء.
عدد اليوم
