السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الاتهام بالخيانة في مصراته أشبه بمطاردة الساحرات

24 سبتمبر 2011 00:25
مصراته (أ ف ب) - كتب على أحد الجدران المحروقة في مصراته “لا نريد عودة الخونة”، إلى هذه المدينة التي تحولت إلى رمز للثورة الليبية. و”الخونة” هم من يشتبه في تعاونهم مع قوات العقيد معمر القذافي الذي أطاحت به الثورة، عندما كانت تحاصر هذه المدينة لعدة أسابيع في بداية الثورة. وعينت السلطات الجديدة المنبثقة عن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا فريقا من سبعين شخصا كلفوا بمطاردة من بقوا في المدينة أو يحاولون العودة إليها. وقال شخص رفض البوح باسمه أمام مبنى رسمي تحول إلى سجن أودع فيه 600 معتقل متهمين بالتعامل مع قوات القذافي “لقد أصبح هذا الأمر معتادا الآن في مصراته، الجميع يتهم الجميع بالخيانة”، فيما يشبه ما يعرف بمطاردة الساحرات في القرون الوسطى. وكان هذا الشخص يبحث عن أحد أقاربه ظنا أنه هناك، ولكن ما أن رآه احد مقاتلي المجلس الانتقالي وهو يتحدث حتى اعتذر وقال “لا أستطيع أن أتحدث إليك، كل شيء جيد” قبل أن ينسحب خلسة. وأكد رجل آخر رفض أيضاً كشف هويته أن مقاتلي المجلس الانتقالي قدموا الخميس إلى منزله لتوقيف شقيقه المولود في مصراته، الذي أصبح طبيبا في العاصمة طرابلس. وقبل سقوط القذافي شوهد الطبيب في التلفزيون الرسمي يتحدث من المستشفى عن ضحايا مفترضين لقصف حلف شمال الأطلسي. وقال شقيقه إنه لم يكن أمامه حينها من خيار سوى أن يقوم بالدعاية للقذافي أمام الكاميرات. وأوضح إبراهيم الشركسية قائد الأمن في مصراته أن مشاهدة الصور التي بثت قبل الإطاحة بالقذافي بمثابة منجم لمحققي المجلس الوطني الانتقالي. كما أنهم يتصفحون الوثائق السرية لأجهزة القذافي التي ضبطها مقاتلو المجلس الانتقالي في المدن المحررة. وكذلك أرقام الهواتف النقالة التي ضبطت في حوزة الجنود الأسرى. وأكد أن الذين قدموا غذاء أو ماء أو ذخيرة أو معلومات لجنود القذافي يعتبرون خونة. ويتم تبرير الاعتقالات بضرورة تفكيك “طابور خامس” من أنصار النظام السابق ما زال مختبئا في المدينة. وبينما لا تزال الحرب متواصلة في سرت على بعد 150 كيلومتراً شرقا، حيث تتحصن قوات العقيد المطاح به، قال الشركسية إنه تم اعتقال العديد من الأشخاص مؤخرا عندما كانوا يحاولون إدخال قنابل يدوية وبنادق إلى مصراته. ويتكون فريق الشركسية من 54 مقاتلا و22 محاميا يعاملون الموقوفين بشكل مقبول. وشدد على أن بإمكان أقاربهم أن يزوروهم وأن المعتقلين يتلقون عناية طبية. وأوضح قائد الأمن أنه “إذا تأكدنا من أن أحدهم خائن فإننا نودعه السجن حتى قيام نظام شرعي جديد” لتتم محاكمته. وأشار إلى أنه تمت تبرئة 15% من الموقوفين حتى قبل المحاكمات بمجرد التأكد من أنهم كانوا يساندون الثورة، أو على الأقل لم يساندوا القذافي ورجاله. ولكن محمد رقيق الذي كانت عائلته تعيش في المدينة قبل تدمير شقتها خلال الحصار قال إنه “إذا فر شخص من مصراته ولم يشأ أن يقاوم فلا يمكنه أن يعود”. وأوضح إبراهيم الشركسية أن بعض الأسرى معتقلون فقط لحمايتهم من غضب الجيران الذين يعتبرونهم خونة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©