أكدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان أن مبادرة «تبون تقرون»، تعزز الجانب التعليمي لدى الأطفال غير القادرين على الذهاب إلى مدارسهم بسبب إقامتهم في المستشفى، وتمكينهم من متابعة دراستهم خلال فترة مرضهم.
وقالت الشيخة شما خلال الحوار الذي أجرته معها وكالة أنباء الإمارات «وام»، إن المبادرة المجتمعية - التي تم إطلاقها خلال شهر يناير الماضي - توفر بيئة مناسبة للأطفال المرضى للقراءة والمطالعة في المستشفيات، وتسعى إلى تحقيق أهداف على المدى الطويل ولكن تحتاج إلى مراجعة برنامجها لتقييم الفوائد التي حققها.
وأضافت أن المبادرة نجحت في إدخال السعادة إلى قلوب الأطفال المرضى، مشيرة إلى أنها لمست هذا النجاح خلال زيارة قسم الأطفال الجديد في مستشفى المفرق وهذا من شأنه أن يسهم في علاجهم.
وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت هناك اتفاقيات أو مذكرات تفاهم سيتم توقيعها مع مجلس أبوظبي للتعليم أو وزارة التربية والتعليم لتعميم الفكرة على المدارس، قالت إنه تتم دراسة مجموعة من الأفكار بشأن هذا الموضوع، منوهة بأن العطلة الصيفية تفرض مجموعة من التحديات تجعل من الصعب ضمان استمرارية المبادرة.
وأضافت أنه كخطوة أولى تتم حاليا دراسة إمكانية توسيع المبادرة لتشمل جلسات مطالعة وكتابة إنشائية ونوادي الكتاب في المدارس خلال شهور الصيف، بحيث يستثمر الطلاب جزءاً من عطلتهم الصيفية في أنشطة لاصفية تعزز الجوانب اللغوية والتثقيفية والإبداعية لديهم.
وأشارت إلى أن هذا يحتاج إلى مزيد من الدراسة لتقييم تطبيق هذه البرامج الصيفية من حيث الناحية العملية والفوائد التي يمكن أن تحققها، إضافة إلى تحويل المبادرة من نشاط موسمي إلى برنامج سنوي متواصل وهذه ستكون الخطوة الثانية.
وحول كيفية إسهام المبادرات في إيجاد بيئة مناسبة للناشئة لحثهم على القراءة وتعزيزها في نفوسهم، قالت الشيخة شما إنه عند إطلاق أية مبادرة جديدة يجب اختيار نقطة الانطلاق المناسبة لها، وكان من الأفضل بدء المبادرة من الشريحة الأكثر هشاشة في المجتمع وهم الأطفال المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفيات، متطلعة لاستقطاب مزيد من الشباب الإماراتيين والسعي لتطال فوائد المبادرة أوسع قاعدة من أبناء المجتمع، وأوضحت أن توفير قاعات المطالعة لا يمثل الهدف التعليمي الأساسي من المبادرة، بل لتكون القاعات موردا إضافيا لتعزيز عملية التعليم الأساسي التي توفرها مدارس الدولة لجميع أبناء الإمارات، وهذا ما يستدعي تقييم التجربة وفق معايير مختلفة لا تنحصر في الجانب التعليمي فقط، بل تطال معايير أخرى مثل تشجيع القراءة والكتابة وإدخال عنصر الاستمتاع خلال ممارسة هذه الأنشطة الثقافية.
وبشأن الخطط المستقبلية التي سيتم تنفيذها خلال المرحلة القادمة، وهل ستركز المبادرة فقط على المستشفيات الحكومية والخاصة والمؤسسات والجهات المانحة التي تدعم جهودها الخيرية، قالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان إن المبادرة لا تقتصر على مؤسسة أو جهة بعينها، بل تنظر إلى القراءة على أنها نشاط ممتع واسع الأفق يشمل كل الناس، وبناء على هذه الرؤية لا نلتزم إلا بنشر متعة القراءة، مشيرة إلى أنه عند توافر الفرصة سيتم توسيع المعرفة لدى أبناء المجتمع وترسيخ متعة القراءة.
وأشارت إلى المخاوف والشكوك التي تنتاب كل إنسان عندما يكون مشروعه لا يزال في مرحلته الأولى، معربة عن اعتقادها بأن مبادرة «تبوون تقرون» قد تجاوزت هذه المرحلة، مستشهدة بالمبادرة التطوعية التي نفذها الأطفال في مدرسة الشهب الخاصة في أبوظبي، حيث جمعوا الكتب المستعملة لتوفير المزيد من الموارد للمبادرة، وقد جسدت هذه المبادرة روح المجتمع وعبرت عن موقف إيجابي من «تبوون تقرون».
وأعربت الشيخة شما عن أملها في نجاح المبادرة وأن تسير على الدرب الصحيح مثمنة المساهمات الكريمة التي يقدمها المتبرعون والجهود الطيبة التي يقوم بها كل المتطوعين.
ودعت في ختام الحوار كل من يرغب في المساهمة للتقدم بالمساعدة للشريحة الهشة من مجتمعنا وهم الأطفال، ومهما كانت تلك المساهمة صغيرة إلا أنها تصبح كبيرة لأنها تحقق إضافة إلى قضية نبيلة.
(أبوظبي - وام)
عدد اليوم
