الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حدود المستوى العلمي للطالب ترسمه العلاقة بين البيت والمدرسة

حدود المستوى العلمي للطالب ترسمه العلاقة بين البيت والمدرسة
12 سبتمبر 2012
نسرين درزي (أبوظبي) - لا تقتصر الاستعدادات للموسم الدراسي الجديد على شراء الكتب والقرطاسية ودفع الأقساط في وقتها والمذاكرة في البيت، إذ إن العملية التربوية تنطوي على هيكلية متكاملة ما بين تنظيم الوقت من قبل الهيئة التعليمية، والمتابعة الدقيقة من قبل الأهل. ويكون ذلك بدءا من مواعيد الحافلة إلى الحصص الإضافية ووجبات المقاصف، والتأكد من كل تفصيل يتعلق بالروتين الأكاديمي، منذ لحظة دخول ملعب المدرسة وإغلاق البوابة إلى حين انتهاء الدوام. متابعة وإشراف تواصل أولياء الأمور مع إدارة المدرسة والمعلمين وحتى القائمين على قسم الأنشطة، أمر لابد منه حرصاً على مصلحة الطلبة وضمانا لتحقيق أقصى درجات الاسفادة، ولا يكفي أن يتمحور اهتمام الأهل على المسائل المالية أو الدراسية وحسب، لأن المنهج التعليمي لا يسلك درب النجاح المقدر له إلا بالالتزام المتكافئ ما بين البيت والمدرسة، وبالتعاون المتبادل يسير البرنامج اليومي للطالب بأقل قدر من الأخطاء أو الإرباك الناتج عن سوء التنظيم أو عدم المتابعة. وهنا يشعر كلا الطرفين بأنهما يؤديان واجبهما التربوي على أكمل وجه، ومن دون أن يلقي أحد الطرفين المسؤولية الكاملة على الآخر. وعلى الرغم من أن منظار التربية يختلف من بيت إلى آخر، إلا أن التعامل مع قواعد المدرسة وتوصياتها لا يحتمل غير أسلوب واحد، وبغض النظر عن مدى التزام الأهل أو طريقتهم في التعاطي مع أبنائهم لجهة الحرص أو الاستهتار، فإن متابعة أدق التفاصيل مع المشرفين على تعليمهم ليست أمراً اختارياً، وبالحديث مع عدد من أولياء الأمور عن هواجسهم مع دخول السنة الدراسية الجديدة، يتضح أن حالة من فوضى الأفكار تسيطر على فئة منهم. وتتحدث سامية شومان عن شعور الإرباك الذي ينتابها مع بدء السنة الدراسية، حيث إنها تضع قائمة طويلة من الترتيبات، ومع ذلك تقع أحيانا رهينة ضغوط اللحظات الأخيرة، وتقول إن أكثر ما يوترها هو تنظيم جدول أوقات أبنائها الـ4، إذ إنهم في صفوف مختلفة. أكبرهم في الصف المتوسط الثالث وأصغرهم في الصف الأول. وهذا يعني أنها تعيش حالات مختلفة مع كل منهم، وذلك بحسب متطلبات التدريس والتوصيل والنشاطات وما إلى هنالك. وتذكر سامية التي تعمل سكرتيرة إدارية في إحدى الشركات أنها اضطرت هذه السنة إلى طلب تخفيض ساعات دوامها، بحيث تتمكن من العودة إلى البيت باكرا لمتابعة شؤون أبنائها. وتعتبر أن مسؤولية التربية تصبح أكثر صعوبة مع تقدم الأطفال في السن، بعكس ما يعتقده البعض، إذ كلما كبر الطالب ازدادت الصعوبات التعليمية عليه، وبات أكثر حاجة من ذي قبل إلى المتابعة والإشراف. وخصوصا إذا ما كان يواظب على نشاط رياضي ما داخل المدرسة أو خارجها. عملية التنظيم وترى سامية أنه ليس من السهل أبدا إيجاد وسيلة ناجحة لتحقيق التوازن بين الوظيفة وعمل البيت ومتابعة أحوال الأبناء، ولاسيما خلال السنة الدراسية. إذ إنها وبحسب تعبيرها كانت مرتاحة خلال الصيف من التزامات كثيرة تتعلق بالبرنامج الأكاديمي. على النقيض تروي إيمان أحمد قصتها مع تنظيم الوقت، موضحة أن الأمر عملية حسابية مبنية على تقديم الأولويات. وتقول إنه على الرغم من عملها في أحد المصارف حتى الرابعة عصرا، فهي تسير على خطة يومية لا تحيد عنها. إذ تضع ضمن حساباتها الكشف على جدول مواعيد كل من أبنائها، وهي تحاول قدر الإمكان أن تتابع كل كبيرة وصغيرة بنفسها، وما تعجز عنه لسبب طارئ فهي توفر من ينوب عنها لإنجازه. وتذكر إيمان أن الأمور التنظيمية تتطلب منها جهدا مضاعفا خلال الأيام الأولى من دخول المدرسة، حيث تقوم بزيارات مكثفة إلى الإدارة والاطلاع على برنامج كل مدرس وتلبية طلبات كل منهم فيما يعود بالفائدة على أبنائها. أما بعد ذلك، فهي ترتاح وتتعامل مع العملية التربوية على أنها روتين يومي يسير بطريق السلامة. وتوضح إيمان أن هذا الاطمئنان لا يعني أن تتخاذل عن الاتصال من وقت إلى آخر للتأكد من بعض التعديلات أو الاستثناءات، ولاسيما ما يتعلق بشؤون الحافلة، لأن أكثر ما يقلقها مسائل اللغط التي تقع أحيانا مع السائق. فهي تحرص على كتابة رسالة إلى معلمة ابنها الأصغر في صف الروضة، وذلك في حال وجود أي طارئ. ولاسيما لتخبرها بما إذا كانت ستأتي لاصطحابه بنفسها إلى البيت، تفاديا لأي سوء تفاهم تقع سلبياته على طفلها. وتنصح إيمان أولياء الأمور بالتأكد يوميا من سير العملية التربوية بنجاح، بدءا من أكثر الأمور أهمية إلى أقلها. وبهذا يكونون قد ضمنوا ولو بنسبة معينة أن أبناءهم يسيرون على الدرب الأكاديمي الصحيح. الوقت الكافي وبالمنطق نفسه يتحدث سيف البلوشي الذي يعتبر أنه كلما كان الأهل واعين لتعدد التزاماتهم تجاه أبنائهم، ازدادت التوقعات بالنتائج المرضية من قبلهم، ويذكر وهو مشرف تربوي في أحد النوادي الرياضية الخاصة، أنه يلاحظ مدى الاهتمام الذي يبذله الأهل للتوفيق ما بين الدراسة والأنشطة، وأن هذا المشهد الذي أثار إعجابه على مدى سنوات دفعه للتمثل بهذا النوع من أولياء الأمور، وبمجرد وصول ابنه الأكبر إلى الصف الابتدائي الأول بدأ يتابع أموره التربوية بنفسه، وقد انتهج هذا الأسلوب مع ابنتيه، إلى أن كبر الجميع ووصلوا حاليا إلى المرحلة الإعدادية. ويقول إن أكثر ما يزعجه في أمر المدرسة أن الأساتذة يعتمدون على الطلبات الشفهية أكثر من الخطية، وهذا ما كان في السابق يضعه في حيرة من أمره بين تصديق أبنائه أو التأكد بنفسه من أي أمر يتعلق بالمدرسة. وكذلك قضية التنسيق ما بين دوام المدرسة وما بين النشاطات الإضافية المصاحبة، التي كانت ومازالت تلزمه بتوصيل أبنائه بنفسه وانتظار كل منهم بحسب الجدول المخصص له، وأكثر من ذلك ضرورة عودتهم باكرا إلى البيت للمذاكرة. وكل ذلك يجعل سيف متأكدا من أن الأبناء الناجحين لا يمكن أن ينظر إليهم على أنهم مصدر فخر لذويهم وحسب، وإنما لابد للأهل من أن يساهموا خطوة بخطوة في تركيبة شخصية أبنائهم والحرص على توفير الوقت الكافي لهم. رسائل الهيئات التعليمية خطوط لجدول الطلاب العلمي أبوظبي (الاتحاد)- عن ضرورة الوعي بأهمية العلاقة بين البيت والمدرسة، أشارت الأخصائية التربوية هناء البدوي إلى أن أي خلل فيها كفيل بتراجع المستوى العلمي للأبناء، وأن الهيئات التعليمية عموما تتوجه إلى الأهالي بالرسائل التوضيحية لوضع الخطوط العريضة للجدول العلمي لكل طالب، غير أن أمر المتابعة ينصب أولا وأخيرا على الأهل. وتذكر هناء أن أهم ما يمكن اتباعه لتجاوز أي تقصير يذكر، هو احترام مسألة التنظيم ووضع الأولويات على ورقة. وبناء عليه، يكون من السهل الانتقال من مرحلة إلى أخرى أو إلغاء ما هو أقل أهمية. وتقول الأخصائية التربوية إن أي خلل في احترام الوقت يؤدي حتما إلى فوضى في ترتيب الالتزامات اليومية. وهي تحذر من خطورة الأمر، والذي يؤدي في حالات معينة إلى وقوع الطالب في مأزق، وقد يعرضه ذلك إلى نوع من أنواع الخطر، في حال تعلق الأمر بمواعيد عودته إلى البيت بالحافلة أو بقائه في المدرسة لوقت إضافي، وهكذا. وتورد هناء البدوي أن متطلبات المدرسة على مدار السنة لا يمكن إحصاؤها أو تلخيصها، لذلك فإن الرأي الأرجح يكون بالمثابرة على التواصل مع الهيئة التعليمية من جهة ومع الإدارة من جهة أخرى. وكل ذلك يصب في مصلحة الطالب الذي لا يمكن أن يحقق التفوق المنشود ما لم يكن محتضنا من قبل البيت والمدرسة في آن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©