الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رجاءً.. توقفوا عن «فتوى الأدوية»

12 سبتمبر 2012
لا تخلو نشرة دواء أو عقار طبي من تحذير مسببات الدواء ـ عند فئة من المرضى ـ من أعراض جانبية قد يسببها العقار، وكثيرون يهملون قراءة هذه التعليمات بدقة، أو يغفلون إبلاغ الطبيب المعالج بأعراض أو أمراض أخرى يشكون منها، أو إطلاعهم على تاريخهم المرضي بكل دقة. ومهما بلغنا من إلمام وثقافة علاجية، فان علم “الفارماكولوجي” ـ علم التأثيرات الدوائية - يتوصل كل يوم لنتائج جديدة قد تكون غائبة عنا تماماً، فليس هناك من يدعي العلم بكل شيء. فقد تعرضنا التداخلات الدوائية مع بعضها لأعراض جانبية غير متوقعة، وغير محسوبة، فنحن لا نعلم بدقة مكونات هذا العقار من تلك، فعلى سبيل المثال المريض الذي يشكو من التهابات أو قرحة المعدة، عليه أن يتجنب تعاطي الأسبرين، أو أي أدوية مسكنة لآلام العظام. بالأمس فقط عرفت حقيقة دوائية بالغة الخطورة، ويجهلها الآلاف بل الملايين غيري، وهي أن يمنع تماما إعطاء الطفل المصاب بالجديري المائي مستحضرات تحتوي على مركبات الأسبرين لخفض درجة حرارته، لأن ذلك يعرض الطفل للإصابة بمرض خطير يسمى “متلازمة راي Reye syndrome “. ومتلازمة راي تلك، مرض عصبي حاد يتطور بشكل أساسي عند الأطفال بعد الإصابة بالانفلونزا، أو الجديري أو أي عدوى فيروسية أخرى، ويمكن أن يؤدي إلى تجمع الدهون في الكبد وورم في الدماغ، وقد تؤدي إلى حدوث فشل كبدي ومضاعفات خطيرة للطفل، ومن الممكن أيضاً أن تحدث بعد التسمم بالوارفارين أو الأفلاتوكسين، وقد لوحظ أيضا بأنها مرتبطة باستعمال الأسبيرين أو الساليسيلات الأخرى خلال علاج المرض الفيروسي. المسألة جد خطيرة. فكم من الآباء والأمهات يمكنهم أن يدركوا هذه الحقيقة؟ فالآسبرين نتعاطاه ونصفه لغيرنا بمناسبة ودون مناسبة، ولو افترضنا وقرأنا النشرات الدوائية، وصادفنا كلمة “ الساليسيلات”، فكم واحد من عامة الناس يستطيع أن يفسر معناها ؟. إن السبب الطبي الدقيق لمتلازمة راي غير معروف، لكن يعتقد بأنه يتعلق بالضرر الفيروسي المحدث في الجسيمات الكوندرية الدماغية وهي البنى الخلوية المسؤولة عن استقلاب الطاقة. إن انخفاض استخدام “الساليسيلات” في معالجة الإصابة الفيروسية عند الأطفال يسهم في انخفاض حصول هذه المتلازمة، وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج محدد لها، لكن تتضمن المعالجة مراقبة الوظائف الحيوية للمريض بعناية فائقة ومحاولة تصحيح اضطراب التوازن لديه بالمضادات الحيوية مثل الأنسولين، وعناصر مساعدة أخرى. لذلك ينصح بل نحذر من عدم إعطاء الأطفال أي دواء أو عقار مهما كنا نثق في مفعوله إلا بعد استشارة الطبيب المعالج. ونكف عن إسداء النصائح الجاهزة المعلبة عند وجود شكوى معينة. أرجوكم.. توقفوا عن فتوى الأدوية خاصة إن تعلقت بأطفالكم.. وربنا يستر! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©