الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا:ترقب روسي

18 ديسمبر 2010 21:07
ويل إنجلاند محلل سياسي أميركي تحاول روسيا في هذه الأثناء ممارسة الضغوط على بيلاروسيا لحجز مكان لها في الاقتصاد البيلاروسي وضمان موطئ قدم لها ضمن الصفقات الاقتصادية المرتقبة. وتتزامن هذه المساعي الروسية مع الانتخابات البيلاروسية التي ستنظم اليوم الأحد وما يمكن أن تلعبه من دور في تحقيق الأغراض الروسية، أو ربما تصعيبها، والأمر ليس لأن الرئيس الحالي "ألكسندر لوكاشينكو" الذي حكم البلاد على مدى الست عشرة سنة الماضية، يواجه خطراً سياسياً، بل هو على كل حال الأوفر حظاً في الانتخابات المقبلة. لكن المشكلة ربما بالنسبة لروسيا تكمن في الطريقة التي أدار بها لوكاشينكو البلاد في الفترة الماضية ومراوحته بين العداء لروسيا وتطلعاتها وبين إبداء مشاعر الصداقة تجاهها، وأخيراً جرب الرئيس حظه أيضاً مع الغرب في محاولة لتحسين صورته قبل الانتخابات الرئاسية، فلو أن الحكومات الغربية قبلت بنتائج الانتخابات البيلاروسية، واعتبرتها شرعية، وهو ما لم تفعله في الانتخابات السابقة التي نأت بنفسها عنها ورفضت مساندتها، فإن ذلك قد يصب لا محالة في مصلحة الرئيس "لوكاشينكو" الذي سيكسب أوراقاً مهمة تساعده في التفاوض مع موسكو. والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي الشعبية التي يتمتع بها "لوكاشينكو" لدى الرأي العام البيلاروسي، وهو ما يؤكده بعض المراقبين للساحة السياسية البيلاروسية ومن بينهم "إيرينا كوبرينسكايا"، الباحثة البارزة في المعهد الدولي للاقتصاد والعلاقات الدولية بموسكو، لكن ومع ذلك لم تكن ساحة المنافسة سهلة ومفتوحة أمام الجميع. فالرئيس المنتهية ولايته، لوكاشينكو، يحظى لوحده بتغطية إعلامية مكثفة يستحوذ من خلالها على 90 في المئة من اهتمام التلفزيون الرسمي. كما أنه وفي يوم الإثنين الماضي، وبينما كان يُحضر لاجتماع مع بعض أنصاره من الطلبة وأساتذة الجامعات في العاصمة "مينسك" أعلموا في اللحظة الأخيرة أن السلطات أغلقت مقر الاجتماع بدعوى أنها تقوم بإصلاحات لنظام الصرف الصحي، ولا يمكن استخدام المكان. ويبدو أن عملية الإدلاء بالأصوات بدأت فعلاً وهو ما يعتبره المرشح "رامانشوك" فرصة للسلطة كي تتدخل، مشيراً إلى أن استطلاعات الرأي التي تجري ما بعد التصويت لمعرفة توجهات الناخبين والتي حاولت في السابق إقناع الأوكرانيين أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التي سبقت الثورة البرتقالية كانت مزورة في العام 2004 قد تشبه ما يجري من استطلاعات للرأي في بيلاروسيا، إذ تحتكرها شركات خاصة لها علاقة بالحكومة وتتحرك تحت وصايتها، مؤكداً تخوفه بقوله "ستلجأ السلطات إلى سياسيات متعددة لتوجيه إرادة الناس". ولأن روسيا حاولت في السابق التدخل لإجهاض الثورة "البرتقالية" التي شهدتها كييف قبل ست سنوات وفشلت فشلا ذريعاً فإنها تعلمت الدرس حسب "كوبرينسكايا" لذا تعتمد اليوم أسلوب أكثر ذكاء في الانتخابات البيلاروسية تجنباً لأخطاء أوكرانيا. روسيا تعرف جيداً أن أية محاولة لفرض مرشحها لن يكتب لها النجاح وستُواجه بمقاومة شديدة من قبل الرأي العام في بيلاروسيا، وحتى لو استطاعت التأثير على الناخبين وفرض مرشحها فلا يوجد ما يضمن أنه سنفذ سياساتها بالحرف. والحقيقة أن ما تريده روسيا من جارتها الأصغر هو البدء دون إبطاء في خصخصة مؤسساتها الاقتصادية وتحرير اقتصادها الذي مازال لحد الآن في أيدي الدولة، وهو الأمر الذي ينتظره رجال الأعمال الروس بفارغ الصبر للحصول على حصة الأسد من عملية الخصخصة تلك، لا سيما وأن الغرب لا يعارض تحرير الاقتصاد البيلاروسي في ظل العجز الذي تعاني منه ميزانية الحكومة ما يجعل من مسألة طرح شركاتها للبيع مسألة وقت ليس إلا. وفي مجال آخر أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، في الشهر الماضي أن الولايات المتحدة نجحت في إقناع بيلاروسيا بالتخلص من أسلحتها النووية مقابل مشاركتها في قمة الأمن النووي المقبلة التي ترعاها أميركا في 2012. لكن رغم ما يطبع العلاقات بين بيلاروسيا والغرب من دفء في الآونة الأخير نجح لوكاشنكو في التوقيع على اتفاقية مع روسيا تقضي برفع بعض الحواجز التجارية بين البلدين؛ وعن النفوذ الروسي المتنامي في بيلاروسيا، قال "نياكليو"، وهو أحد المحللين السياسيين لراديو الحرية الذي تموله الولايات المتحدة "إن الوضع في بيلاروسيا اليوم يختلف عن الوضع في الانتخابات الماضية، لأن النفوذ الروسي اليوم صار أكبر وأوضح. وهناك توتر في العلاقة بين "لوكاشنيكو" والكرملين، وهي علاقات ترتكز أساساً على قضايا تجارية ". ويعتقد المرشح "رامانشوك" أن صفقة الرئيس مع روسيا هي "وهمية" ما دام الغرض منها هو تعزيز صورته داخل بيلاروسيا، والأمر نفسه ينطبق على القادة في روسيا الذين يسعون لأي نجاح غير حقيقي في العلاقة مع بيلاروسيا دعماً لمواقفهم قبيل الانتخابات الوشيكة في روسيا، ويرجع سبب انتقاد "رامانشوك"، الذي يعمل خبيراً اقتصادياً في أحد مراكز البحوث بالإضافة إلى ترشحه للرئاسة، للصفقة التجارية مع روسيا لأنها ستصب في مصلحة المهربين وليس رجال الأعمال الحقيقيين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبورج ميديا سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©