الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثوار سوريا... وإمكانية التفوق على قوات الأسد

ثوار سوريا... وإمكانية التفوق على قوات الأسد
12 سبتمبر 2012
خلال الأشهر التي سبقت إقدام محمد قدري على الانشقاق عن الجيش السوري والالتحاق بصفوف الثوار، وصلته أخبار من عائلته تفيد بأن طائرة حربية حكومية قد قامت بقصف منزله. ولحسن الحظ، فإن أي أحد من أعضاء عائلته لم يصب بأذى، ولكنه يقول إن أي أحد لم يستطع أن يفهم لماذا يعمد الجيش إلى تدمير منزل عائلة يحارب ابنها إلى جانب الحكومة. اليوم، يعد قدري واحداً من الجنود الحكوميين الكثيرين الذين اختـاروا الانشقـاق عن القوات الرسمية خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، جنود يتحدثون عن جيش نظامي مجهز تجهيزاً جيداً لا تعوزه الإمدادات، ولكن معنوياته ضعيفة ويبحث عن سبب للاستمرار في القتال، وذلك بعد مرور نحو 18 شهراً على بدء الانتفاضة في سوريا. وفي هذا الإطار، يقول "قدري"، الذي يقاتل الآن ضمن صفوف ثوار الجيش السوري الحر في مدينة حلب: "إن الكثير من الجنود في جيش الأسد خائفون جداً لأنهم لا يستطيعون الهرب. ذلك أنهم يعرفون أنه لا ينبغي لهم أن يبقوا هناك مع الجيش الحكومي. ولكن القناصـة لن يتـرددوا فـي إطـلاق النـار عليهم إن هم حاولوا الرحيل"، مضيفاً "إنني حزين جداً لمحاربتهم لأنني أعلم أن الكثير منهم مرغَمون على القتال، ولكني أعرف أنهم سيطلقون علي النار إن هم اضطروا لذلك، ولذلك فإنني سأكون أول من يطلق النار". وفي وقت مازالت فيه ذكريات صراعهم الداخلي أثناء قتالهم لحساب جيش الأسد قوية، يقول عدد من المنشقين الجدد إنهم واثقون من أن الأسئلة الأخلاقية التي يطرحها الكثير من الجنود الذين يحاربون ضمن القوات الحكومية على أنفسهم حتماً تمنح "الجيش السوري الحر" الأفضلية. وفي هذا السياق، يقول النقيب "أبو عزام"، الذي انشق عن الجيش السوري النظامي قبل نحو شهرين، ويقود اليوم الجنود في مدينة حلب، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية والتجارية لسوريا: لقد كنت عسكرياً في جيش الأسد، وأنا أعرفهم جيداً. إنهم منهكون وخائفون، وليست ثمة ثقة داخل جيش الأسد"، مضيفاً "إذا كانت لدى الجنود في جيش الأسد فرصة للرحيل، فإني أستطيع أن أؤكد لك أنهم لن يترددوا في القيام بذلك". غير أن "الجيش السوري الحر"، بالمقابل، يظل أقل تسليحاً من الجيش الحكومي إلى حد كبير، حيث يكافح في أحيان كثيرة من أجل إيجاد ما يكفي من الأسلحة والذخيرة لتسليح مقاتليه. وإضافة إلى ذلك، فإنه لا يملك شيئاً ليواجه به على نحو فعال القوة الجوية الحكومية التي تقوم بقصف مواقعه، ويكافح أيضاً من أجل صد تقدم الدبابات الحكومية. بيد أنه على الرغم من الأفضلية التي يمتلكها الجيش الحكومي، فإن عدداً من مسؤولي الجيش السوري الحر يشددون على أنهم يحققون تقدماً مضطرداً، وإن كان بطيئاً، في مدينة حلب التي تمثل ساحة المعركة الرئيسية. وعلى الرغم من أن النتيجة مازالت غير معروفة ومن الصعب التكهن بها، فإن بعض المسؤولين يقولون إن قوات المعارضة باتت تسيطر اليوم على ما بين نصف وثلاثة أرباع المدينة تقريباً. إلى ذلك، يقول الجنود الذين انشقوا عن الجيش النظامي حديثاً إنه كثيراً ما يكون من الصعب على العديد من الجنود الحكوميين الحصول على فكرة واضحة حول حجم التقدم الذي يحرزه جيشهم أو لا يحرزه، وذلك لأن لديهم إمكانية وصولهم إلى أخبار من خارج التلفزيون الرسمي التابع للدولة والتقارير الحكومية الرسمية الأخرى تظل محدودة، كما أن الحكومة ما زالت تسمي الأشخاص الذين ينضمون إلى المعارضة "إرهابيين" يسعون إلى تدمير البلاد. وفي هذا الإطار، يقول "مصطفى بقه"، الذي انشق عن الجيش الحكومي قبل نحو أسبوعين ويقاتل اليوم ضمن صفوف الجيش السوري الحر في مدينة حلب: "قبل أن أغادر الجيش، كنت أرى أن الجيش السوري الحر يشبه إلى حد ما عصابة إجرامية، غير أنه عندما شرع أصدقائي في الانشقاق عن الجيش واتصلوا بي وأخبروني بما يحدث، قررت أن أترك الجيش على الفور". ومن جانبه، يقول "بقه" إنه بدأ أيضاً يتساءل بشأن عمله ضمن قوات الجيش السوري، بعد أن أوكلت إليه مهمة إنهاء مظاهرات سلمية لمحتجين غير مسلحين بالقوة. ويضيف مقاتلو الجيش السوري الحر أن النصر، بالنسبة للجنود المشاة في الجيش السوري، لا يمثل ضرورة بالمعنى نفسه مثلما هو عند ثوار الجيش السوري الحر. ذلك أن معارضة الحكومة السورية تمثل التزاماً حقيقياً بالنسبة للثوار، كما أن الأشخاص الذين صوبوا أسلحتهم نحو النظام ليست لديهم خيارات كثيرة، حتى لا نقول إنها منعدمة، بين النصر أو الموت. وفي هذا الإطار، يقول أبو محمد، الذي يقود قوات الجيش السوري الحر في مدينة حلب: "إن جميع الأشخاص الذين يقاتلون ضمن قوات الثوار ليس لديهم راتب. وقد تركوا منازلهم، وليس لديهم خيار غير مواصلة القتال. ولكننا واثقون من أن الفوز سيكون من نصيبنا". توم إيه. بيتر حلب - سوريا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©