الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيان دخيل: الأمل في الشعب الأميركي

11 فبراير 2017 22:36
وصلت فيان دخيل عضو البرلمان العراقي عن الإيزيديين إلى واشنطن الأسبوع الماضي لاستلام جائزة في حقوق الإنسان على رغم حظر الرئيس دونالد ترامب دخول مواطني دول من ضمنها العراق. وكانت دخيل، في أغسطس عام 2014، ألقت أمام البرلمان العراقي كلمة مفعمة بالأسى تستغيث فيها مما يتعرض له الإيزيديون على أيدي مسلحي «داعش»، فكانت تلك الاستغاثة من العوامل التي حثت الولايات المتحدة على التدخل لإنقاذ الإيزيديين. وجاءت دخيل تحمل رسالة مفادها أن الشعوب حول العالم ما زالت تتطلع إلى الولايات المتحدة للدفاع عن الضعفاء وحقوق الإنسان، حتى لو كان الرئيس الأميركي لا يجعل من هذه القضايا أولوياته. وكانت دخيل قد حصلت بالفعل على تأشيرة دخول لزيارة واشنطن لاستلام الجائزة من مؤسسة «توم لانتوس» قبل أن يصدر ترامب أمره التنفيذي بوقف دخول مواطني سبع، دول ذات أغلبية مسلمة، من بينها العراق. وبعد عملية شاقة، شاركت فيها وزارة الخارجية الأميركية والسفارة العراقية، مُنحت دخيل استثناء من حظر السفر، وأصبح بوسعها حضور حفل استلام الجائزة في الكونجرس الأميركي. واستطاعت شقيقتها ومترجمها أيضاً الحصول على تأشيرة بعد أن أوقف قاض اتحادي مؤقتاً تطبيق الأمر التنفيذي. وفي مقابلة أجريت مع دخيل يوم الثلاثاء الماضي صرحت الناشطة الإيزيدية بأن الحظر سيستغله الإرهابيون ليشوهوا صورة أميركا، ويطعنوا في مصداقيتها في بلادها. وهي تعتقد أن العراقيين والإيزيديين ما زالوا يتطلعون إلى أميركا، وليس بالضرورة إلى الرئيس، في أن تتزعم مهمة الدفاع عن حقوق أكثر الناس عرضة لانتهاك الحقوق. وأضافت «في الأيام القليلة الماضية منذ صدور الأمر التنفيذي أدرك الجمهور العراقي الآن الفارق بين الحكومة الأميركية والشعب الأميركي... جميعنا في العراق نعتمد حالياً على الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان الموجودة في الولايات المتحدة. ونعتقد أن هذا سيسود ضد هذا الأمر التنفيذي. وجائزة «لانتوس» لحقوق الإنسان التي حصلت عليها دخيل تحمل اسم توم لانتوس الناجي مما يعرف بالهولوكوست، الذي أصبح عضواً في الكونجرس. وفي عام 1983، أسس «لانتوس» تكتل حقوق الإنسان في الكونجرس الذي صار يسمى باسم لجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان بعد وفاته عام 2008. وترأس كاترينا لانتوس سويت ابنته مؤسسة لانتوس حالياً. وأكدت دخيل أن ضحايا الانتهاكات يتطلعون للمؤسسات الأميركية ومن بينها الكونجرس في حمل لواء الدفاع عن حقوق الإنسان إذا لم يجعل البيت الأبيض هذه القضية من أولوياته. ومضت تقول «ما زلت أشعر بأن الشعب الأميركي يدعم ويحمي حقوق الإنسان ويساعد الآخرين، وأن لديه قدرة على التأثير على الكونجرس لإصدار تشريعات تحمي حقوق الإنسان... حتى لو كان هذا لا يتماشى مع سياسة البيت الأبيض». وقد أثار عدد من تصريحات ترامب ومقترحاته مخاوف من أنه سيقود الولايات المتحدة بعيداً عن دورها التقليدي، باعتبارها مدافعاً قوياً عن حقوق الإنسان في الخارج. فقد أشاد ترامب أحياناً بقادة قمعيين، واعتبرهم زعماء أقوياء. وتعهد بأن السياسة الخارجية الأميركية لن تسترشد إلا بالمصالح الأميركية، ولن تسعى لفرض القيم الأميركية على الدول الأخرى». وترحب دخيل بخطط إدارة ترامب الرامية لتكثيف الحرب ضد «داعش» في بلادها، ولكنها ترى أيضاً أن الحظر على السفر سيؤدي إلى نتائج عكسية لأنه يعاقب ضحايا الإرهاب، ومن يقاتلون إلى جانب الأميركيين في المعركة ضد «داعش» في العراق كل يوم. وتتفق دخيل مع وصف ترامب لما يفعله «داعش» في العراق وخاصة ضد الإيزيديين. وكان ترامب قد وصف أعمال «داعش» بأنها «إبادة عرقية» وهو الوصف نفسه الذي استخدمه الرئيس السابق باراك أوباما حين أمر بإرسال قوات أميركية إلى جبل سنجار. وبعد عامين ونصف عام تم تحرير آلاف الإيزيديين، ولكن ما زال آلاف آخرون منهم يعيشون في مخيمات اللاجئين دون خدمات ويواجهون مستقبلًا مجهولاً. وتؤكد دخيل أن «هناك مئات العائلات تقطعت بها السبل عند الحدود، وتحاول العثور على ملاذ آمن والوصول إلى بلد مثل الولايات المتحدة، ولكن هذه أغلقت أبوابها دونهم... مئات وآلاف من الناس العاديين من ضحايا الإرهاب أصبحوا حالياً ضحايا مرة أخرى». ومع ذلك ذكرت دخيل أن من حق الرئيس الأميركي ومن واجبه أن يفعل ما يعتقد أنه ضروري لحماية الولايات المتحدة والمواطنين الأميركيين. ولكنها تعتقد أن آمال المقموعين في العالم في رفع الظلم عنهم معلقة بالشعب الأميركي بصرف النظر عن السياسة التي يتبعها الرئيس الأميركي. ومضت تقول «يجب ألا ننسى أن هناك كثيراً من الناس في العالم، وخاصة الضحايا، يتطلعون إلى الولايات المتحدة لتحميهم». * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©