الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وزير التعليم: علاج المشكلة من جذورها بداية الفصل «الثالث»

وزير التعليم: علاج المشكلة من جذورها بداية الفصل «الثالث»
9 أكتوبر 2014 12:09
كشف معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم إنه سيتم قريباً إعلان سياسات وإجراءات جديدة تتعلق بغياب طلبة المدارس الحكومية في مختلف إمارات الدولة خلال الدوام وخصوصاً عقب الإجازات الرسمية لمعالجة حالة الغياب الجماعي من جذورها. وصرح معاليه لـ«الاتحاد» بأن «الوزارة» تعد حاليا دراسة علمية تتناول فيها مختلف الأطراف المسؤولة عن حضور وغياب الطلبة، من ولي الأمر إلى مدير المدرسة والمنطقة التعليمية. وتوقع البدء في تعميم تلك الإجراءات مع بداية الفصل الدراسي الثالث. وقال معالي الحمادي إن الوزارة تتواصل مع المدارس بشأن غياب الطلبة، وأن الإجراءات لن تكون مجرد توجيه كلام وحملات توعية، وإنما نظم واضحة تدفع الجميع لتحمّل مسؤولياته بجدية، مشيرا إلى أن الوزارة تأخذ بعين الاعتبار أن تكون القرارات التي سيتم اتخاذها مناسبة للجميع. وقال وزير التربية والتعليم إن الهدف من ذلك هو أن ينجز الطالب عمله وواجباته تجاه نفسه ومستقبله، بدعم وإشراف من القيادة المدرسية والمعلم وولي الأمر، مؤكدا أن مسيرة العملية التعليمية لا تكتمل إلا بتضافر الشركاء فيها نظراً للعلاقة التكاملية بين البيت والمدرسة. كما اعتبر معاليه انه لا يجوز على الإطلاق عرقلة الطالب المجتهد والملتزم الذي آثر الحضور إلى المدرسة وإرساله إلى المنزل بسبب قلة الطلبة، وهو لا ذنب له سوى انه يسعى إلى تحقيق أفضل النتائج وتحصيل أعلى الدرجات لتحقيق حلم أو طموح ما. وأشار إلى أن حالات الغياب لا تنحصر فقط في المدارس الحكومية، وإنما تمتد لتشمل المدارس الخاصة والجامعات، وبالتالي فإنها أيضاً تعدّ مشكلة ثقافة عامة لابد من تغييرها. وكانت خولة المعلا الوكيل المساعد لقطاع السياسات التربوية في وزارة التربية والتعليم قالت لـ«الاتحاد» في وقت سابق أمس إنه من غير المنطقي على الإطلاق أن يصل الطالب إلى مدرسته ولا يجد الخدمة التي ينتظرها، في ظل التوجهات الواضحة في استراتيجية وزارة التربية والتعليم بالتركيز على الطالب وجعله محور العملية التعليمية. وأضافت أن غياب الطلبة موضوع إشكالي يتحمل مسؤوليته الطالب، وولي الأمر ومدير المدرسة والمنطقة التعليمية والوزارة، علماً أن المدرسة تتحمل المسؤولية الأكبر. وأقرت بأن هناك غياباً لبعض القوانين والأنظمة الرادعة، لكن يفترض بمديري بعض المدارس إشعار الطلبة بأهمية حضورهم في اليوم الدراسي الذي أعقب إجازة عيد الأضحى، والاهتمام بهم. وقالت إن المعلم كان يجب أن يعتبر تلك فرصة ذهبية ليجلس مع الطالب الملتزم ويساعده على فهم دروسه وحلّ المسائل العالقة في أي من الوحدات الدراسية، وأن يركز مثلاً على تنمية أي ضعف في مهاراته بهدوء، متسائلة عن السبب الذي قد يدفع أي مدير لعدم استدعاء المعلم لإعطاء حصته، حتى ولو كان الحضور يقتصر على طالب واحد في الصف. وشددت خولة المعلا على أن أي تهاون في حقوق الطلبة قد يؤدي في نهاية الأمر لبث رسائل سلبية للطالب الملتزم وولي أمره، قد تجعله يفكر في المرة المقبلة انه لا أهمية لمسألة الانتظام، مشيرة إلى أن مدير المدرسة منوط به إعلاء أهمية القوانين والأنظمة، وأن يعمل ثانياً على تطبيقها بجدية وحزم، ما يضمن التزام الطلبة وأولياء أمورهم. وقالت خولة المعلا إنها حرصت خلال جولة ميدانية في عدد من المدارس على التواصل مع المديرين والمعلمين والطلبة وحثهم على بذل ما يمكن كي لا تتعطّل العملية التعليمية. وأكدت أن حنكة القيادة المدرسية وقدرتها في الإمساك بزمام الأمور في المدرسة تظهر في تلك المناسبات. نسبة حضور 90% من جانبهم، قال طاهر درويش مدير مدرسة آل مكتوم إن نسبة الحضور قاربت 90% أمس، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى تكاتف الكادر الإداري والمعلمين لإقناع أولياء الأمور والتأكيد عليهم بضرورة حضور أبنائهم الدوام المدرسي. وأكد أنه لا يجوز على الإطلاق تمديد الإجازة المدرسية كما يحلو لكل طالب، لما يمكن أن يشكله ذلك من عرقلة للعملية التعليمية والجدول الدراسي. من جهته، قال عبدالله علي عيسى مدير مدرسة محمد بن راشد آل مكتوم للتعليم الثانوي إن نسبة الحضور بلغت 97%، مشيرا إلى أنه من غير المقبول لديه على الإطلاق أن يضيع الطالب 21 حصة دراسية من دون عذر، ولكن لرغبة منه فقط في تمديد الإجازة. وأكد حرص المدرسة على على التواصل مع أولياء الأمور خلال إجازة عيد الأضحى وبعد الدوام، ما ساهم في رفع نسبة الالتزام بين الطلبة. وقال انه كان من المتوقع أن يحدث بعض حالات الغياب في المدرسة نتيجة سفر البعض خارج الدولة، أو لإتمام مراسم الحج. أما الغياب الجماعي في بعض المدارس فلا يدل إلا على سلبية أولياء الأمور مع أبنائهم، واستهتارهم بمستقبلهم التعليمي. صفر للطالب المتغيب وقال منصور شكري مدير مدرسة المعارف الثانوية إن نسبة الحضور ارتفعت إلى 80% في اليوم الثاني من الدوام المدرسي، مشيرا إلى أن الإجراءات الرادعة لا بد منها ليضع أولياء الأمور في حسبانهم كلفة غياب أبنائهم عن المدرسة بهذا الشكل العشوائي. ودعا الوزارة إلى التعميم على المناطق التعليمية بوضع علامة صفر على الامتحان الذي يتغيب عنه الطالب عقب الإجازات الرسمية، معربا عن اعتقاده بأن هذا يكفي لإقلاق أولياء الأمور. أولياء أمور ينتقدون أما أولياء الأمور، فقد تساءل معظمهم إلى السبب الذي دفع بالوزارة لتقليص عدد أيام إجازة عيد الأضحى، في الوقت الذي يحصل فيه الطالب في المدارس الخاصة التي تطبق منهاج الوزارة على أسبوع كامل. ودعوا المسؤولين لمقارنة فترة الإجازة في المدارس الحكومية خلال الأعياد الإسلامية. وقالت مريم سعيد التي يدرس أبناؤها في مدرسة الخليج الوطنية الخاصة إن إجازة عيد الأضحى تنتهي وفقاً لتوجيهات المدرسة يوم الخميس المقبل، لتستأنف الدراسة يوم الأحد. وأشارت إلى أن الطالب يحتاج قبيل اختبارات التقويم التي تبدأ الأسبوع المقبل إلى فترة راحة ليتمكن من العودة بحماس ونشاط إلى الدوام المدرسي. وأرجعت تفوق أبنائها في المدرسة، لعدم عدم اتباع المدرسة أسلوباً ضاغطاً خلال العام الدراسي. إجازة «بالقطارة» أما خولة عبدالله سالم، فقالت إن شقيقتها التي تدرس في مدرسة الألفية، انتظرت الحافلة في اليوم الأول للدوام المدرسي، إلا أنها لم تأت رغم أن المدرسة قد أعلمتها بضرورة الحضور. وأشارت إلى أنه بعد التواصل مع إحدى الأخصائيات في المدرسة، تم إعلامها بأنه من غير المعروف إذا كان الدوام سيستمر نظراً لقلة عدد الطلبة. ودعت الوزارة إلى الاقتداء بدول الخليج الذين يمنحون الطلبة خلال الأعياد الإسلامية أسبوعاً كاملاً، وليس «بالقطارة» كما يحدث هنا. أما حامد أحمد باقر فقال إن أولاده الذين يدرسون مدرستي أحمد بن سليم وأحمد بن راشد في دبي حرصوا على الحضور منذ اليوم الأول. لكنه تساءل في الوقت نفسه عن السبب في عدم الاهتمام بإجازات الأعياد الإسلامية. وقال إن المدارس الخاصة التي تطبق منهاج الوزارة حسمت الموضوع ومنحت الطلبة إجازة أسبوعاً كاملاً في عيد الأضحى، علماً أنها تطبق المنهاج نفسه. وقال إن ولي الأمر لن يلغي إجازة عائلية خارج الدولة إذا كان أولاده يدرسون في الروضة أو في المرحلة الإعدادية، متسائلاً عن أهمية الدروس التي يمكن أن تفوتهم والتي قد تؤثر على مستقبلهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©