الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علم الاجتماع: «الإجازة الشخصية» عادة اجتماعية يجب تغييرها

علم الاجتماع: «الإجازة الشخصية» عادة اجتماعية يجب تغييرها
9 أكتوبر 2014 01:35
قال الدكتور محمد أبو العينين أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمارات المتحدة، إن الناس يدخلون في «مزاج العطلة» حتى قبل أن تبدأ، فتجدهم يتهيؤون لها نفسياً ويبدأ كل منهم في التخطيط لبرنامجها. ولما كان الإنسان يميل بطبعه إلى الراحة ودعة العيش، فإنه من المتوقع أن يقوم البعض «بتمديد أيام الإجازة ووصلها بإجازة أخرى يعطيها لنفسه فوق الإجازة التي منحها له القانون أو صاحب العمل». واعتبر الدكتور أبو العينين أن ما يحدث «إجازة شخصية، تظهر حب الناس للاسترخاء، والبعد عما تمثله العودة للعمل من تغير المزاج العام، والرجوع إلى الروتين الذي يطغى على معظم أيام السنة». وأضاف أن هذه الظاهرة، أو العادة الاجتماعية، تنسحب على غالبية الناس بصرف النظر عن الفئة العمرية، أو النوع، أو المهنة، فتلاميذ المدارس يودون لو تطول الإجازة، فإذا ما انتهت أعطوا أنفسهم إجازة أخرى، وكذلك الموظفون والعمال رجالاً ونساء،» وقال v إنه بقدر ما يتفهم الحاجة الفردية إلى الاستمتاع والاسترخاء، إلا أنه ينظر بالعين الأخرى إلى حاجة المجتمع للإنتاج والنظام، مؤكداً أهمية تغيير بعض العادات الاجتماعية للصالح العام، واقترح البحث عن وسائل تحبب أماكن العمل والدراسة إلى الناس. وتابع قائلا إننا امام «شعور اجتماعي عام له ما يبرره من الناحية الفردية، لكنه غير إيجابي من الزاوية المجتمعية العامة». لأن كثرة الإجازات تعني خصماً من أيام وساعات العمل والإنتاج، ولها حساباتها الاقتصادية المعقدة التي تتلخص في توقف دولاب العمل وعجلة الإنتاج، لا لشيء، إلا ليستمتع الناس بمزيد من الراحة. واعتبر أبو العينين»الاجازة الشخصية» عادة اجتماعية لا يجب تشجيعها، وربما آن الأوان لنفكر في حلول عملية لها. ويجب أن نتساءل كيف نجعل من أماكن الدراسة والعمل أماكن محببة يعود الناس إليها بعد الإجازة في شوق ولهفة للعمل والإنتاج؟ ربما بتغيير بيئة العمل، أو بإضفاء قدر من المرونة على ساعات العمل، وتشجيع العمل من البيت وليس بالضرورة من المكتب، أو زيادة ساعات الراحة خلال العمل، وإتاحة أماكن داخل مؤسسات العمل يتناول فيها العاملون وجبات غذائية مجانية أو مدعمة، ويتبادلون أطراف الحديث. وشدد أستاذ علم الاجتماع على أهمية، خلق مناخ اجتماعي داخل بيئة العمل بما لا ينتقص من الوقت والجهد المخصصين لإنجاز الأعمال والمهام المنوطة بهم. وتابع أنه من المهم أيضاً تحسين علاقة العمل بين الرئيس ومرؤوسيه، وبين العمال أو الموظفين بعضهم ببعض. وقال «أخيراً، وهذا مهم جداً، كيف نزرع الولاء والانتماء بين العاملين لمؤسساتهم أو جهة عملهم؟ لا بد أن يشعر العامل أو الموظف بأن نجاح المؤسسة من نجاحه، وفشلها أو انهيارها سيجلب له الشقاء والبطالة. هذا التوحد بين العامل وجهة العمل هو الذي سيجعله يعود من إجازته وهو مليء بالحماس والرغبة في مواصلة العمل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©