الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صغار المستثمرين يبحثون عن ملاذ آمن

23 ديسمبر 2006 01:23
استطلاع- قسم الاقتصاد: أكد غالبية المشاركين في استطلاع ''الاتحاد'' من مسؤولين وصغار المستثمرين، الحيرة التي يواجهها أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة مع تراجع سوق الأسهم خلال الفترة الأخيرة وصعوبة دخولهم إلى سوق العقارات التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار الوحدات السكنية والتجارية· وقال مشاركون في الاستطلاع إن صغار المستثمرين كانوا ''حطب النار'' في تراجع سوق الأسهم لكن من فر منهم بما استطاع من مدخرات يسعى لاستثمارها يجد نفسه في حيرة من أمره مع قلة القنوات الاستثمارية المتاحة· وأبدى مشاركون في الاستطلاع تخوفهم من الدخول في أي مشروع استثماري يكون مفتوحا أمام احتمالات الربح والخسارة علاوة على تكاليف الإنشاء والتشغيل، مشيرين إلى أن المحافظ البنكية وصناديق الاستثمار تعد بديلاً لا يخلو من المخاطر رغم أنها تدار من قبل مؤسسات متخصصة ومحترفة في الاستثمار، لكنهم قالوا إن معظم الصناديق الاستثمارية ذات العوائد المغرية والمتخصصة في مجالات بعيدة عن الأسهم المحلية مثل البنية التحتية والنقل تطلب حداً أدنى مرتفعاً يصل في بعض الأحيان إلى ملايين الدراهم، الأمر الذي لا يتناسب مع مدخراتهم البسيطة· وفيما أشار عدد من المسؤولين والمشاركين إلى أن السوق العقارية تشكل إغراء حقيقيا للمستثمرين، قال عدد كبير منهم إنها تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، خاصة أن أسعار الأراضي والوحدات السكنية والتجارية تشهد ارتفاعات قياسية في الفترة الأخيرة خاصة في أبوظبي ودبي، التي تتيح للمستثمر تحقيق عائدات مناسبة وإن كانت على المدى البعيد· ودعا المشاركون في الاستطلاع إلى ضرورة خلق المزيد من القنوات الاستثمارية البديلة أمام صغار المستثمرين خاصة في القطاع الصناعي وعدم الاقتصار على التوسع في المشاريع الخدمية والاستهلاكية· وقال مشاركون إن قطاع المشروعات الصغيرة يمثل أحد الأعمدة الرئيسية لاقتصاد معظم الدول النامية حيث تعمل هذه المشروعات في القطاعات الحيوية كالصناعة والتجارة والخدمات والسياحة، الأمر الذي يدعم معدلات النمو في هذه القطاعات كما أن هذه المشروعات تساهم في خلق فرص عمل جديدة ودعم الصادرات وزيادة الناتج المحلي الإجمالي· وقالوا إن المشروعات الصغيرة يمكن أن تكون بديلاً آخر لاستثمارات صغار المستثمرين، مطالبين الشباب بدخول مجال القطاع الخاص عبر ابتداع أفكار خلاقة في مجال المشروعات الصغيرة· وطالبوا الجهات المسؤولة بمنح المزيد من التسهيلات لصغار المستثمرين الراغبين في الاتجاه إلى الصناعة التي تعتبر عصب الاقتصاد لأي بلد خاصة فيما يتعلق بمنح التراخيص وأسعار الكهرباء· وعابوا على صغار المستثمرين من المواطنين الركون إلى القنوات التقليدية والاكتفاء بتجارة الرخص التجارية حيث يبقى المواطن ''شريكاً نائماً'' مقابل مبلغ محدد فيما يستثمر الوافد ويحقق أرباحاً وفيرة من عمله· وطالبوا بنشر الوعي التجاري والاقتصادي وتثقيف الراغبين في الدخول إلى مشاريع بحقائق من واقع خبرات الآخرين وحماية صغار المستثمرين· وعلى العكس من غالبية المشاركين، دعا بعضهم إلى ضرورة استفادة صغار المستثمرين من تراجع سوق الأسهم في الوقت الحالي حيث تشكل الأسعار فرصاً استثمارية مغرية للشراء، مؤكدين أن السوق في طريقها للانتعاش مرة أخرى حيث يمكن لمن يستثمر الآن أن يجني ثمار صبره عندما تعود الأسواق إلى الارتفاع· وانتقد عدد من المشاركين في الاستطلاع سيادة ثقافة الكسل والتقليد في التجارة· وأشاروا إلى وجود مشاريع عديدة تلائم صغار المستثمرين، لكنهم أشاروا إلى احتكار جنسيات بعينها العديد من المجالات مثل سوق الذهب التي تدر أرباحا سنوية تفوق ميزانيات دول علاوة على سوق الصرافة· قال سالم عبد الله، مستثمر في أسواق المال المحلية، إن صغار المستثمرين كانوا حطب النار التي التهمت أسواق المال فهم الخاسر الأكبر في حين أن كبار المضاربين- حسب رأيه- ينسقون فيما بينهم عند الدخول والخروج وفي كل مرة يزداد عدد صغار المستثمرين ''العاقين'' في الأسواق، وطالب بإيجاد هيئة شبه حكومية تحافظ على مصالح صغار المستثمرين· وقال إن البنوك لم تقم بدورها للحفاظ على مصالح صغار المستثمرين مشيرا إلى أن المستثمرين في الصناديق الاستثمارية تكبدوا خسائر قد تفوق خسائر المستثمرين الأفراد في السوق· وقال السوق مفتوح أمام احتمالات الربح والخسارة لذلك فإن خروج المستثمر بعد الخسارة يعني انه لا يعرف أصول الاستثمار وبالتالي يجب أن يستثمر من خلال محفظة· أما محمد العمري فيقول إنه استثمر كل أمواله في أسواق المال المحلية خلال عام 2005 ونهاية العام ،2004 وأضاف: رغم تحذيرات الكثيرين من أن السوق قد تتعرض لموجة حادة من التصحيح اعتقدت أن الاستثمار في الأسهم أحد أقصر الطرق للثراء مؤكدا أنه لن يخرج من السوق في حال عادت الأسعار إلى المستويات التي قام بعمليات الشراء عندها· وقال: لا بد من ضخ مزيد من الاستثمارات لتقليل الفجوة السعرية وتعويض جزء من الخسائر متسائلا: أين يمكن للفرد أن يستثمر أمواله إذا لم يكن في أسواق المال؟ وقال إن البدء في أي مشروع استثماري آخر سيكون مفتوحا أمام احتمالات الربح والخسارة علاوة على تكاليف الإنشاء والتشغيل· توقيت الانسحاب وأكد سالم سيف محمد أن هناك انسحابات كبيرة من السوق والواقع أن الكثير من المستثمرين الصغار وقعوا في خسائر كبيرة نتيجة عدم معرفتهم بتوقيت الانسحاب من السوق، ولم يكن أمامهم خيار سوى البقاء في السوق على أمل أن تعود إلى الانتعاش مرة أخرى، حتى وإن كان ذلك على المدى الطويل، لكن بعض صغار المستثمرين لم يتمكنوا من الصمود كثيرا نظرا لأن استثماراتهم كانت قائمة على الديون البنكية أو الائتمان الذي يقدمه الوسيط ولذلك فإن قرار الخروج من السوق كان قرارا صائبا حتى إن كان فيه خسائر· وقال: إن أفضل الاستثمارات المطروحة الآن أمام صغار المستثمرين هي المحافظ البنكية كونها تدار من قبل مؤسسات متخصصة ومحترفة في الاستثمار في الأسهم أو التحول إلى الاستثمارات طويلة الأجل فهي مجزية في نهاية المطاف لكنها تحتاج إلى بعض الصبر وعدم التسرع وإن كانت العوائد الربحية الناتجة عن التوزيعات السنوية قليلة غير أن سعر الأسهم غالبا ما يصبح مربحا مع مرور الوقت· وأضاف: أن السوق تحتاج إلى أدوات استثمارية جديدة مثل السندات والصكوك الاستثمارية بالإضافة إلى المحافظ البنكية ذات العوائد المغرية خصوصا إذا كانت تتداول في أسهم دولية أو أسهم منتقاة، موضحا أن الاستثمارات في العقارات تشكل إغراء حقيقيا للمستثمرين صغارا كانوا أم كبارا غير أن هذا النوع من الاستثمارات يحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة ولكن إذا أوجد نوع من المحافظ أو الصكوك التي تستثمر في العقارات فإن العين ستكون عليها من قبل كثير من المستثمرين الذين يحبون تنويع استثماراتهم وعدم وضع البيض في سلة واحدة· التنويع·· ضرورة أكد خالد الكندي، مدير إدارة العلاقات العامة بشركة جاسكو، أهمية تنويع الاستثمارات تحسبا لما قد تؤول إليه أحوال السوق بشكل عام، والأسهم بشكل خاص· وقال الكندي إن الفرص الاستثمارية في الدولة مشجعة بشكل كبير لما يتمتع به الاقتصاد الوطني من إمكانيات وتنوع وازدهار يشجع الكثير من المواطنين والمقيمين على طرق أبواب الاستثمارات المختلفة، داعياً الشباب إلى عدم ''وضع البيض كله في سلة واحدة'' لما لذلك من تبعات سيئة· وأضاف أن ما شهدته أسواق المال في الفترة الماضية خير دليل على ذلك، فقد شهدت طفرة نوعية دفعت الكثيرين إلى وضع كافة مدخراتهم فيها، الأمر الذي كانت له عواقبه الوخيمة· وحول عودة صغار المستثمرين إلى سوق المال مجدداً، قال: أتوقع أن تكبد صغار المستثمرين لخسائر في الفترة الماضية ستدفعهم للابتعاد عن السوق في الفترة المقبلة خاصة مع تخوفهم من تكبد المزيد من الخسائر· وأشار إلى أن هناك مجالات متعددة لاستثمار مدخرات أو رؤوس أموال صغار المستثمرين فهناك الكثير من الأنشطة التجارية التي يمكن أن تدر دخلاً جيداً، وتسهم في تعزيز عملية التنمية لكن البعض يفضل الاستثمارات التي تدر عائدات مرتفعة ولو كانت نسبة المخاطر مرتفعة· ويؤكد عمر المعمري أن تحقيق العائدات المرتفعة دون جهد يذكر هو ما دفع الكثير من الشباب إلى سوق الأسهم الذي ولد لدى الكثيرين منهم بأنها تجارة مربحة لكنهم لم يهتموا بدراسة الجوانب المختلفة· وقال إن الدولة تقوم بجهود مقدرة لتشجيع الشباب على بدء مشروعات صغيرة تدر عليهم دخلاً إضافياً أو أساسياً لكنها تحتاج إلى الكثير من الجهد· مسارات مختلفة يؤكد نايف جمعة المنصوري أن نسبة كبيرة من صغار المستثمرين خرجت من سوق الأسهم تجنبا لمزيد من الخسائر ومحاولة تعويض خسارة الفترة الماضية من خلال الاتجاه إلى أدوات استثمارية أخرى· وأوضح أن القطاع العقاري كان الملاذ الأول لكثير من صغار المستثمرين نظرا لما يمر به من مرحلة انتعاش كبيرة وإمكانية تحقيق مردود مضمون دون مخاطر، مشيرا إلى أن فترة تحقيق هذه العائدات قد تكون طويلة ولكن نسبة المخاطرة فيها محدودة للغاية· وأشار المنصوري إلى أن الغالبية اتجهوا للمشاريع العقارية الكبيرة خارج نطاق أبوظبي ودبي حيث أن الاسعار هناك تعتبر في متناول ميزانيات صغار المستثمرين والفرص أكبر وأوسع، معتبرا المشاريع المطروحة في رأس الخيمة وأم القيوين وعجمان فرصة ذهبية للمستثمرين الصغار في الوقت الراهن· ولم يقتصر تحول صغار المستثمرين بحسب المنصوري إلى العقار فحسب بل امتد إلى قطاعات وأدوات استثمارية أخرى مثل الصكوك والصناديق التي تطرحها البنوك العاملة في الدولة حيث أشار إلى أن الفوائد المجدية للمصارف وتلك التي تمنحها الصناديق أغرت بعض المستثمرين الصغار لا سيما وأن نسبة المخاطر فيها محدودة نسبيا· ولفت إلى اضطرار عدد من المستثمرين الصغار خاصة الذين قاموا بالشراء بأسعار مرتفعة للاستمرار في أسواق الأسهم رغم ما يشهده من تقلبات حادة وذلك في محاولة منهم لتعويض جزء من الخسائر وانتظارا لعودة الارتفاع للسوق في أي لحظة، مشيرا إلى أن العديد من المستثمرين لا يعتبرون ما يمر به السوق أزمة حيث يعرفون أن أوضاع السوق دائما متقلبة ومنهم من اتصف بالصبر واستطاع تحمل التراجع ومنهم من أجبرته الظروف أن يبيع بالخسارة· ودعا نايف جمعة المنصوري إلى ضرورة خلق المزيد من القنوات الاستثمارية البديلة أمام صغار المستثمرين خاصة في القطاع الصناعي وعدم الاقتصار على التوسع في المشاريع الخدمية والاستهلاكية· ودعا عبد الله الفلاسي الحكومة إلى منح المزيد من التسهيلات لصغار المستثمرين الراغبين في الاتجاه إلى الصناعة التي تعتبر عصب الاقتصاد لأي بلد خاصة فيما يتعلق بمنح التراخيص وأسعار الكهرباء· وأضاف الفلاسي أن المردود السريع للاستثمار في الأسهم والعقار لا يجب أن يكون الهدف الذي يسعى إليه المستثمرون، بل لابد من التطلع أكثر إلى الصناعة والتعلم من خبرات أشهر رجال الأعمال في الإمارات الذين أولوا الصناعة والتجارة جل اهتمامهم· قنوات آمنة أكد حسين علي البزي، موظف، ضرورة قيام المستثمرين بتنويع مصادر وأدوات تحسين دخولهم والبحث عن قنوات استثمارية آمنة ومجدية اقتصاديا على المستويات القصيرة والمتوسطة والطويلة· وقال البزي إن ما يحدث في سوق الأسهم المحلية من حالة تذبذب وعدم استقرار والهبوط الذي شهدته الأسواق خلال الأشهر الماضية لا يجب أن يدفع المستثمرين الى التفكير بالخروج نهائيا وبيع أسهمهم بأقل من قيمها الحقيقية خصوصا أن الاسعار العادلة للاسهم تعد فوق الاسعار الحالية· وشدد على أن الوقت الحالي ليس الوقت المناسب للخروج من السوق، فالأسعار مغرية للشراء رغم أنها استمرت عند هذه المستويات منذ فترات طويلة نسبيا، الا أن الفرص القادمة بلا شك ستكون كبيرة ومثمرة لمن فضل الانتظار والصبر على حال السوق والانتظار حتى تعود الاسواق الى الارتفاع من جديد· وقال إن الارتفاع قادم لا محالة، فمثلما لم يستمر الارتفاع الذي شهدته الاسواق في عام 2005 طويلا، فإن الانخفاض ايضا لن يستمر طويلا، وستعود الاسواق لتأخذ مؤشرات متصاعدة في وقت ما، وعندها سيدرك من صبر أن انتظاره لم يكن بلا فائدة، وسيندم من يقوم ببيع اسهمه بأرخص الاسعار ويسير وراء عبارات المبالغين في التهويل لما يحدث، وأضاف: أتصور أن الخاسر الحقيقي هو من يقوم بالبيع في الوقت الحالي، اما من ينتظر فلن يكون خاسرا بالتأكيد· وأكد البزي على اهمية عدم الاكتراث للشائعات التي يطلقها بعض المستثمرين وتحليلات بعض المحللين من اصحاب المصالح والمحافظ الاستثمارية والذين قد يعطون معلومات مضللة لأهداف واغراض معينة، مشددا في الوقت نفسه على اهمية الاستثمار على المدى البعيد وليس من خلال المضاربات اليومية فقط والتي تضر السوق والمستثمرين وتتسبب في خسائر فادحة في الكثير من الاوقات· وأكد البزي أنه بالرغم من الخسائر التي تكبدها نتيجة انخفاض الاسعار الا أنها اصبحت محدودة الى حد ما، وقال: لا أعتقد أن هناك ما يمنع من دخولي الى سوق الاسهم من خلال استثمارات جديدة في المستقبل، فأنا أتوقع أن تحقق الاسهم ارتفاعا كبيرا خلال المرحلة المقبلة ربما بشكل يفوق ما وصل اليه السوق في الارتفاع السابق، الا أن العقلانية وحسن التصرف والصبر تظل عناصر مهمة في الاستثمار في الاسهم خصوصا لدى صغار المستثمرين الذين تكبدوا خسائر كبيرة خلال الاشهر الماضية، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة السعي نحو إيجاد مصادر بديلة لتحسين مستوى الدخل مثل الاستثمار في مشاريع صغيرة او الاستثمار العقلاني والمدروس في السوق العقارية، الى جانب الاستثمار في مشاريع منتجة تعطي نتائج إيجابية على المديين المتوسط والبعيد· مشروعات صغيرة قال خالد محمد الجاسم مدير عام غرفة تجارة وصناعة وزراعة الفجيرة إن الأسواق المالية الإماراتية تحرص على إدراج أكبر عدد ممكن من الشركات بهدف تنويع الفرص الاستثمارية أمام مختلف شرائح المستثمرين إضافة الى المساهمة في زيادة فاعلية هذه الأسواق ورفع حجم التداول فيها وتوسيع قاعدة المستثمرين· وأضاف خالد الجاسم إن الاستثمار في الأسهم يحتاج الى خبرة عملية كبيرة وممارسة فعلية ودراسة جيدة لأحوال السوق ورغم أن صغار المستثمرين قد تأثروا خلال العام الجاري من خسائر الا أن احتمالات الربح واردة، حيث أن الضربات التي تلقتها أسواق المال في العالم أكثر من مرة أكدت أن أحدا ليس بعيدا عن الخسارة مهما كانت خبرته· وأكد الجاسم أن دوران رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة في السوق المحلية خلال العام الجاري ظاهرة صحية ودليل واضح على إنعاش الاقتصاد الوطني· ولا شك ان أسواق المال بالدولة ليست بمعزل عن بقية أسواق المنطقة حيث تشهد جميع أسواق المنطقة موجة تصحيح بسبب التضخم الكبير الذي حدث للأسعار قبل عام· وحالياً فإن الأسواق المال في نهاية الموجة التصحيحية وستعاود حركة الاستثمارات الداخلية نشاطها وسيرتفع حجم التداول على أسهم رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة والذي يسهم بدوره في رفع مستوى سيولة أسهمها وارتفاع معدل دورانها خاصة بعد أن بدأت العديد من الشركات المدرجة الإعلان عن أرباحها· واضاف الجاسم: يشكل قطاع المشروعات الصغيرة أحد الأعمدة الرئيسية لاقتصاد معظم الدول النامية حيث تعمل هذه المشروعات في القطاعات الحيوية كالصناعة والتجارة والخدمات والسياحة ما يدعم معدلات النمو في هذه القطاعات كما أن هذه المشروعات تساهم في خلق فرص عمل جديدة ودعم الصادرات وزيادة الناتج المحلي الإجمالي· ويرى خالد الجاسم أن المشروعات الصغيرة يمكن أن تكون بديلاً آخر لاستثمارات صغار المستثمرين خاصة أنها أصبحت تحظى برعاية واهتمام قيادتنا الرشيدة وعليه فإنني أحث الشباب على دخول مجال القطاع الخاص بابتداع أفكار خلاقة في مجال المشروعات الصغيرة· وأضاف الجاسم: نحن بحاجة إلى أدوات استثمارية جديدة بالسوق تستوعب الاستثمارات المجمدة في سوق الأسهم حالياً، حيث أن ملف الأسهم يحظى باهتمام من قبل الحكومة ومؤسساتها وهيئاتها المتعددة ليس لكونه قناة استثمارية رئيسية في الاقتصاد الوطني فقط ولكن لارتباطه بمختلف القطاعات الاقتصادية وتأثيره فيها وللجوانب الاجتماعية التي يحملها على أكثر من صعيد والكل يقر بدور البنوك وأهميتها فهي عصب أي اقتصاد ومحرك رئيسي لأنشطته ولذا فهي مطالبة بممارسة دورها في حل أزمة الأسهم· ورطة قال سلطان جميع عبيد، نائب مدير عام غرفة تجارة وصناعة وزراعة الفجيرة، إن اندفاع المستثمرين نحو أسواق الأوراق المالية بصورة تفتقر الى العقلانية وتعتبر من المغامرات غير المحسوبة الى وضع شبه كارثي وخاصة على المضاربين أو صغار المستثمرين ويرجع الفشل الذريع للأسواق المالية الى مجموعة من الأسباب من الارتفاعات التي تحققت خلال الفترة السابقة لبداية الانحدار والتي وصلت الى أعلى قمة المنحنى أو نقطة الهاوية وعدم توفر الشفافية بالصورة المطلوبة عن الشركات المدرجة وانخفاض المستثمر الصغير وركضه وراء الإشاعات التي تطلق بالسوق عمداً، وعدم استثمار الأسواق المالية للأموال التي تم حشدها وجعلها تدور في حلقة مفرغة لا تفضي الى أي نتيجة إيجابية وعدم تنظيم الأسواق بصفة عامة وجود ما يشبه الفوضى في بعضها كل ذلك وغيره أدى الى ما آل إليه الوضع الراهن· ويعتقد سلطان جميع أن معظم صغار المستثمرين الآن في ورطة أو ما يشبه الورطة، وقال: في تقديري فإن معظم من يستطيع الخروج من السوق من صغار المستثمرين سوف يخرج منه لالتقاط أنفاسه أولاً ثم التفكير في الدخول في قطاعات أخرى وغالباً ما يكون من أهمها قطاع العقارات· وقال: لا بد من إجراء دراسة شاملة للتجربة ووضع الأسس التي من شأنها أن تجد حلاً جذرياً لما حدث من مشاكل ومثال لذلك توجيه جزء من مدخرات أسواق الأوراق المالية نحو قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتي من شأنها أن تدعم الاقتصاد وتساهم في خلق فرص عمل جيدة وتقديم بعض من المستلزمات الوسيطة للقطاعات الاقتصادية المختلفة· ضحايا التلاعب من جانبه، قال ياسر مهند علي، وسيط مالي، إن خروج صغار المستثمرين من السوق أمر غير صحيح لأن توقف صغار المستثمرين عن التداول لا يعني خروجهم بل هو انتظار لارتفاع الأسواق لكنه أكد أهمية زيادة القنوات الاستثمارية· وترى سماح محمد أن صغار المستثمرين كانوا ضحايا لتلاعب من كبار المضاربين والمستثمرين، وقالت: أعتقد أن صغار المستثمرين سيظلون متواجدين في الأسواق لكن سيتغير سلوكهم الاستثماري بدلا من المضاربة إلى الاستثمار طويل الأجل· وقالت: كانت الخسائر التي تكبدوها قاسية ولكنها كانت درسا لتغيير المفاهيم الاستثمارية لديهم، ودعت الجهات الحكومية والبنوك وشركات الوساطة إلى تأسيس شركات استثمارية لتوظيف أموال صغار المستثمرين أو إنشاء صناديق تضمن رأس المال للحفاظ على صغار المستثمرين الذين يشكلون نسبة كبيرة من إجمالي المتعاملين في الأسواق· هواة ومحترفون قال جاد سليمان مرسي محمود محاسب: إن التحركات القوية لأسواق الأسهم وضعت كبار المستثمرين في مواجهة المستثمرين الصغار الهواة الذين دخلوا سوق الأسهم ببضعة آلاف من الدراهم يحاولون زيادتها تدريجياً عبر صفقات تبدأ صغيرة على أمل أن تكبر مع تراكم الأرباح المحدود ليدخل أصحابها إلى عالم الكبار· وأضاف: لا شك أن كل مستثمر صغير لا يمتلك مصادر معلومات موثوقة وقريبة من كبار المضاربين سيكون معرضاً للخسائر، فعلى المستثمر أن يعتمد سياسة النفس الطويل ويحدد فترة تصل إلى 5 سنوات للاستثمارات وتحقيق الأرباح لأن الدخول والخروج السريع من سوق الأسهم يسبب الخسارة· والمخاطرة الكبرى التي أحذر منها أن يقترض المستثمر ما يعادل رأسماله مثلاً ويدخلها للاستثمار ويتعرض لخسائر تأكل رأس المال والمبلغ المقترض فتكون الكارثة· وقال إن سوق العقارات تشكل بديلاً جيداً فعلى المستثمر الصغير أن يؤمن نفسه وأن يحقق الموازنة في الاستثمار كأن يضع جزءا من أمواله في سوق العقار وآخر على شكل ودائع مصرفية وآخر في الأسهم أي تنويع الاستثمارات، وهذا ينطبق على المواطنين والمقيمين لأن الباب مفتوح للمقيمين للاستثمار العقاري بشراء الشقق السكنية في دبي وأبوظبي ورأس الخيمة وعجمان على سبيل المثال· وأضاف: يعد تملك الوحدة العقارية من أدوات الاستثمار ذات العائد المرتفع حيث يقوم البعض بتملك وحدات عقارية بهدف تأجيرها، كما يقوم البعض بالتملك بهدف إعادة البيع بأسعار مرتفعة مع ارتفاع الإيجارات، الأمر الذي دفع المستثمرين للاتجاه إلى هذا القطاع بقوة، مشيراً إلى أن الأسعار ارتفعت بنسبة 100% بعد صدور القانون الذي ينظم حركة القطاع العقاري· الأسهم·· أفضل فرصة! قالت نورة درويش مسلم المنصوري، مديرة شركة للأسهم في الفجيرة، إن أهم الاستثمارات وأكثرها مرونة في الوقت الحالي هو سوق الأسهم المحلية لأنها متاحة لجميع أنواع الاستثمارات كانت كبيرة أم صغيرة· لكن الخطأ الذي يرتكبه بعض المستثمرين هو دخول السوق كمشترين عندما وصلت الأسعار ذروتها في النصف الثاني من عام ،2005 وبعد الهبوط المستمر منذ نوفمبر 2005 حتى الآن تكبد المستثمرون خسائر إما دفترية أو فعلية· أما الآن فالوضع معكوس والأسعار جذابة والوقت الآن مناسب للشراء أو الانتظار لمن يحمل أسهما حتى ترتفع الأسعار أما عمليات البيع فلا أنصح بها لأن الأسعار في طريقها إلى الارتفاع· وتعتقد نورة المنصوري أن الأموال الصغيرة والمتوسطة ستتوجه إلى سوق الأسهم خلال عام 2007 خصوصاً عندما تبدأ أسعار الأسهم بالارتفاع وسوف يشكل السوق وعاء استثماريا جيدا وواعدا في نفس الوقت خصوصاً إذا تم تأسيس شركات مساهمة جديدة بطريقة مدروسة أي تفيد صغار المودعين ولا تؤثر سلباً على أسعار السوق الثانوية· وقالت نورة المنصوري: لا يوجد أفضل من سوق الأسهم في الوقت الحاضر كاستثمار مضمون لصغار المستثمرين خصوصاً للاستثمار متوسط الأمد أي من 6 شهور إلى سنتين أما المضاربة فهي غير مضمونة خصوصاً لصغار المستثمرين فنحن بحاجة إلى أدوات استثمارية لكبار المستثمرين بسبب فائض السيولة لديهم فقطاع الصناعة قطاع استراتيجي مهم أغفله الكثير منهم وتوجهوا إلى قطاع العقار الذي يشهد تشبعا في الوقت الحاضر· أما صغار المستثمرين فأعتقد أن سوق الأسهم سيفي بحاجتهم على المدى المنظور· خوف وحلقة مفرغة قال أحمد عبيد السويدي: إن دخول رؤوس الأموال الصغيرة والمتوسطة إلى السوق المحلية خلال العام الجاري كان يشوبه الحذر في كثير من الأحيان، لذلك كان أداء الأسواق ضعيفا جدا الأمر الذي انعكس على حالة السوق المتدهورة أصلا، لكن خوف رؤوس الأموال من الدخول إلى السوق أو انسحابها كان أحد الأسباب التي دفعت السوق إلى الهاوية · وأضاف: بالرغم من الفرص المتاحة في مثل هذه المنحنيات فإن حالة عدم الثقة التي سيطرت على المستثمرين الصغار والكبار لكن الصغار بدرجة أكبر، موضحا أن الأمر تحول إلى ما يشبه الدوران في حلقة مفرغة فالسوق بحاجة إلى رؤوس الأموال لتتحرك ارتفاعا لكن رؤوس الأموال تخشى من المفاجآت وبالتالي ولدت حالة من عدم الثقة المتبادلة بين السوق والمستثمرين· وأكد أن أهم شيء تحتاجه السوق هو إعادة هذه الثقة إلى المستثمرين وهذا أمر أصبح صعبا في الوقت الحالي، خصوصا أن الشركات تخلت عن تعهداتها بشراء أسهمها بالرغم من أنها أعلنت ذلك في وقت سابق من العام الجاري· وقال السويدي: إن البقاء في النهاية يكون للأصلح وللأقوى أيضا فمن يعرف أساليب الاستثمار المبني على فهم ودراسة فإنه لا يزال يجني الكثير من الأرباح بشكل يومي ولم يتأثر كثيرا بما حدث من هزات أو تدهور للسوق· وربما يكتشف صغار المستثمرين أن الأمر ليس أمراً سهلاً يمارس في وقت الفراغ، ومثل هذه الدروس يمكن أن تخلق جيلا من المستثمرين الجادين حتى لو كانوا من الصغار·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©