السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مبادرة التنمية البشرية» تلبي طموحات فقراء المغرب

24 سبتمبر 2011 22:41
(الرباط) - نجحت مشاريع مبادرة التنمية البشرية في تحسين ظروف عيش الفئات الفقيرة وتأمين الخدمات الاجتماعية المتعلقة بالصحة والتعليم والماء والسكن والنقل في القرى والمناطق الحضرية التي تعاني الهشاشة في المغرب، ووفقا للدراسات التي أجريت فإن مبادرة التنمية، التي أطلقت في 2005، للقضاء على الفقر والرفع مستوى المعيشة ساهمت في النهوض بالأنشطة المنتجة للشغل والمدرة لمداخيل القارة، ودعم جهود الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية في مساعدة الأشخاص الأكثر احتياجا بمنحهم القروض الصغيرة وتطوير صناعاتهم. رفع الميزانية شجع نجاح ورش مبادرة التنمية البشرية التي كان لها تأثير مهم في مجال محاربة الفقر والهشاشة، في الرفع من الميزانية المخصصة لها، حيث ستعرف هذه السنة زيادة مهمة بقيمة 2.7 مليار درهم. وتستهدف هذه الزيادة تحفيز النمو الاقتصادي من خلال تحسين الإنتاجية الفلاحية، وتأهيل قطاع الصيد التقليدي، وتطوير الصناعة التقليدية، ودعم المقاولة والأنشطة المدرة للدخل. ففي المجال الزراعي يستهدف البرنامج مساعدة المزارعين على تحويل محاصيلهم الزراعية من ضعيفة الإنتاج وكثيفة استهلاك المياه إلى محاصيل تستهلك ماء أقل وتحقق عوائد أفضل. وفي ميدان الصناعة والمقاولات سوف تعمل مبادرة التنمية البشرية على منح قروض للصناع والمقاولين ودعم الحرف اليدوية وتعزيز الخدمات المالية للمؤسسات الصغيرة، وفي ميدان الصيد ستساعد المبادرة على تطوير مشاريع الصيد وتسويق الأسماك وتحسين النفاذ إلى الأسواق المحلية والخارجية، ومنح قوارب الصيد وتجهيز قوارب الصيد التقليدي بمحركات لفائدة الصيادين الصغار وإحداث قرية الصيادين وتهيئة أحواض رسو القوارب ومنشآت الحماية. تقليص العوز من أهم إنجازات مبادرة التنمية البشرية تقليص عدد الفقراء من 4 ملايين و461 ألفاً إلى مليونين و773 ألف شخص، أي بما يناهز 50%، بالتالي انخفض معدل الفقر من 15,3% إلى 9% بفضل مشاريع مبادرة التنمية البشرية، وانخفضت نسبة الفقر في الجماعات المعنية بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بـ41%، مقابل 28% بالنسبة للجماعات الأخرى، واستفاد نحو 5,2 مليون شخص من برامج محاربة الفقر والهشاشة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث سجلت إحصاءات رسمية تقلص الهشاشة والإقصاء الاجتماعي من 22,8% إلى 17,5%، بفضل إنجاز نحو 22 ألف مشروع خاص بمحاربة الفقر والهشاشة. كما كان لمبادرة التنمية البشرية دور مهم في مجال الرعاية الاجتماعية من خلال دعم الأشخاص الذين في وضعية صعبة ببناء وتجهيز وتأهيل 1755 مركزا للرعاية الاجتماعية في ظرف خمس سنوات، وتعبئة ما يزيد على 6 آلاف جمعية و11 ألف جهاز لمراقبة مشاريع المبادرة. واستفاد نحو ربع مليون شخص من برنامج الرفع من عدد المراكز الاجتماعية للقرب وإنشاء مراكز ومركبات اجتماعية جديدة خاصة في البرامج المتعلقة بمحاربة التسول والهدر المدرسي ومساعدة أطفال الشوارع. الدعم والتأطير تدعم مبادرة التنمية المقاولة الصغرى والمتوسطة المحدثة لفرص الشغل من خلال تطوير إنتاجيتها وتنافسيتها وتسويق منتجاتها وتشجيع ملاكها على توسيع نشاطهم والرفع من نسبة التشغيل، وتولي المبادرة للصناعات ذات المحتوى الثقافي كالصناعة التقليدية والحرف اهتماماً خاصاً، نظراً لقدرة هذه الصناعات على الرفع من الناتج الداخلي الخام والتقليص من نسبة الفقر. ومن بين المستفيدات من الدعم المادي والتأطير الخاص بالمقاولات الصغرى والمتوسطة في مجال الصناعة التقليدية، رشيدة العياشي، التي كانت تملك مشغلا صغيرا لصناعة بعض منتوجات النسيج كالسجاجيد والملابس الصوفية، واستفادت مما تقدمه مبادرة التنمية البشرية ليتحول مشغلها الصغير الى مصنع متوسط تصل منتوجاته إلى أوروبا بفضل التسويق الذي تؤمنه مشاريع مبادرة التنمية. وتقول رشيدة عن تجربتها “بدأت مشروعي بطموح كبير لكن التسويق وتواضع رأس المال وقفا عائقا أمام طموحي على الرغم من توافر اليد العاملة والمواد الأولية اللازمة، ومرت سنوات لم أتمكن فيها من تحقيق أي تقدم، وكنت أتولى عملية بيع وتسويق منتوجات هذه الصناعة التقليدية بنفسي في الأسواق القريبة، إضافة إلى إشرافي على المشروع وتأثير ذلك على ارتباطاتي العائلية، إلى أن بدأت مبادرة التنمية في دعم الصناعات التقليدية، حيث تمكنت من الاستفادة من الدعم والتأطير والتخصص في صناعة السجاجيد وبعض قطع الصوف المعدة باليد”. وتقول رشيدة إنه بفضل مبادرة التنمية البشرية استطاعت تحقيق ذاتها والتركيز على صناعة السجاد والإبداع فيه والمشاركة في المعارض التي تنظمها المبادرة داخل المغرب وخارجه، وبفضل الدعم المالي والقروض التي تمنحها المبادرة تحول مشغلها الصغير إلى مصنع للسجاد والمنتوجات التقليدية. تقول نديرة الكرماعي المنسقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إن المبادرة مكنت خلال السنوات الخمس الأخيرة من تنفيذ 3700 مشروع مدر للدخل وإحداث 40 ألف فرصة عمل.وتشير إلى الدور الأساسي الذي تقوم به المرأة في برامج التنمية، خاصة في قطاع الأنشطة المدرة للدخل، حيث إن 40 في المائة من هذه الأنشطة تقوم بها النساء في إطار مبادرة التنمية البشرية. وتعتبر الكرماعي أن مشاريع المبادرة لا تحل محل دور القطاعات الحكومية، بل هي مكملة لمجهوداتها، وتواكبها في جميع المجالات، مشددة على أن فلسفة المبادرة وفرت الكرامة للمستفيدين، من خلال منحهم مسؤولية التدبير وابتكار مشاريع تلبي حاجياتهم، وتعزيز ثقافة الثقة في النفس لديهم. وتؤكد أن مبادرة التنمية البشرية استفادت من الأفكار والخبرات المتبادلة في قطاع الأنشطة المدرة للدخل، وفي برامج تطوير الفلاحة الاجتماعية والمنتوجات المحلية والاستراتيجيات المعمول بها في قطاعات الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، لكن الكرماعي أقرت بوجود بعض الصعوبات، فيما يتعلق بإطلاق المشاريع والتمويل والتسويق في مجال الأنشطة المدرة للدخل، وتطمح إلى تجاوز هذه العقبات وتقديم مقترحات عملية وواقعية وقابلة للتنفيذ وملائمة للمجتمع المغربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©