الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير

عيّن خير
14 فبراير 2010 19:43
عزيزي الدكتور: أنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، نشأت في أسرة محافظة، ومشكلتي تتمثل في أنني لا أتفاهم أبداً مع أهلي سواء والديّ أو إخوتي، ففارق السن بيننا كبير، وأجد صعوبة في فهمهم وأجد صعوبة أكبر في أن أصل إليهم تعبيري بما أريد أو أفكر، فالمسافة بيننا واسعة جداً، فوجهات نظري دائماً مختلفة عنهم تماماً، ولا أعلم إن كنت أنا على حق أم لا؟ فعائلتي لا تقتنع أبداً أعني أننا الآن في زمن مختلف عن الزمن الذي عاشوه فيه، أو أن العالم في تقدم وتطور مستمرين! كثيراً ما حاولت جاهدة أن أتناقش معهم في أي شيء أريده أنا، لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل، وهذا لم يزعجني كثيراً؛ لأنهم مهما كان فهم والدي وأعلم الناس بمصلحتي، لكن مشكلتي الأكبر تكمن مع إخواني وأخواتي، فأنا أصغر من في البيت، وأواجه مشاكل كبيرة معهم، حتى أنني لا أقول أي من أسراري لإحدى أخواتي أبداً، وأعتمد فقط على صديقتي في مناقشة مشاكلي لدرجة أنني بدأت مؤخراً أخبر صديقتي بأنني أشعر بأن إخواني وأخواتي يكرهونني، لكنها كانت تهوّن عليّ دائماً. أشعر أنني في غربة عنهم، فما الذي يجب علي أن أفعله حتى أصل إلى عقولهم وأكون قريبة منهم؟ أريد أن أقنعهم بخطأ وجهة نظرهم، وأريد أن أشعر بأن أخواتي محل ثقة لأخبر الجميع بكل ما يحدث معي وبكل مشاكلي وأسراري. لا أعلم إن كنت قد تكلمت عن نفسي بشكل جيد، فالكتابة لا توصف شعوري بدقة أبداً، لكن أظن أنك فهمت ما أريد، وأتمنى النصيحة. ملك و.و النصيحة بنتي: أشكر ثقتك بنا، هوني على نفسك، فبكل تأكيد نتفهم ما تعانين ولو لم تجيدي الوصف بالكلمات بدقة، لكن المعنى واضح، وغالباً هي مشكلة معظم الفتيات في سنك، أو أنها ظاهرة عامة وطبيعية بين أبناء الجيل الجديد من جانب، وجيل الآباء والأمهات من جانب آخر. الأهم في رسالتك، ألا تترجم تناقض الآراء أو عدم الاتفاق أو عدم تطابق الرؤى ووجهات النظر إلى أنها كراهية، فليس من المعقول أن يكره الأب أو الأم ابنته أو ابنه لمجرد الاختلاف في الرأي. إن لكل جيل ثقافته، ولكل جيل حدود ومعايير للقيم، ومن المؤكد أن حكم ورأي الكبار حافل بالخبرة، ومن ثم نجد تقاطعاً أو عدم اتفاق بين جيلين، أو حتى بين شخصين ينتميان لجيل واحد، ومن المؤكد أن مواقف الآباء ما تغلف بالخوف أو الحرص الزائد على الأبناء أيضاً، وعادة ما تفهم على أنها انعدام ثقة، وكثيراً ما يقول الأبناء عندما يكبرون: “لو عاد بنا الزمن إلى الوراء ما اختلفنا مع آبائنا حول هذه المشكلة أو تلك”. والآباء هدفهم في الدنيا أن يروا أبناءهم أحسن منهم. وأمر جيد أن تتواصلي مع صديقة أمينة تحفظ سرك، وتفهمك وتفهمينها، لكن لا تغلقي نوافذ الاتصال والحوار مع أهلك، وزني الأمور بميزان العقل والمنطق واتركي الهوى جانباً لن هوى النفس يرمينا في المآزق غالباً. لذا دعي الحديث عما تسمينه مشكلة عامة، لكننا سنرحب بكل تأكيد لو أعلمتينا بموقف معين، أو مشكلة محددة لك مع أسرتك لنتناولها معاً بشكل موضوعي حتى نتبين الحقيقة، ونفكر فيها معاً، ونساعدك على تجاوزها بشكل أفضل إن شاء الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©