السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: الإسلام يحرر العقول ويرفض الأبراج والطالع

العلماء: الإسلام يحرر العقول ويرفض الأبراج والطالع
19 سبتمبر 2013 20:42
شدد علماء دين على حرمة التنجيم وتصديق الأبراج والطوالع، والإيمان بما تأتى به من توقعات وأحداث، مؤكدين أن الحرمة قاطعة ومحسومة، لأنها حديث عن الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولم يكشفه لأحد من البشر، محذرين من السقوط في حبائل المنجمين والكهان والعرافين. وأكد العلماء أن موقف الإسلام الرافض للتنجيم واضح حدده كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الإسلام جاء لتحرير الناس من مختلف صور الأوهام والأباطيل. أحمد مراد (القاهرة) - أوضح علماء الدين أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، ومن هنا جاءت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مشددة في عدم إتيان الكهنة والعرافين الذين يعبثون بعقول الناس ويعيثون في الأرض فسادًا بادعاء القدرة على معرفة الغيب، حيث يقول المفكر الإسلامي الدكتور زغلول النجار الباحث في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: تؤكد الكثير من الآيات القرآنية أن علم الغيب مقصور على الله سبحانه وتعالى وحده. كما حذر القرآن الكريم من مجرد الاستقسام بالأزلام، وحذر الرسول الله صلى الله عليه وسلم من السقوط في حبائل المنجمين والكهان والعرافين وغيرهم من مختلف صور الدجالين والمشعوذين بقوله عليه الصلاة والسلام عنهم إنهم كذابون ولو صدقوا وأنهم ليسوا على شيء وأن اللجوء إليهم يفقد المؤمن أجر صلاة أربعين يوماً وعلى ذلك، فإن موقف الإسلام من قضية التنجيم كان موقفاً واضحاً حدده كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الإسلام جاء لتحرير الناس من مختلف صور الأوهام والأباطيل. اضطرابات نفسية ويضيف: المنجمون يستغلون سذاجة الناس، وجهلهم واضطراباتهم النفسية في عالم احتدمت فيه الصراعات، وانتظر الناس فيه الغد بكثير من الخوف والقلق، ويستغل المنجمون كل ذلك في محاولة السيطرة على الناس وابتزاز أموالهم بوهم خادع مؤداه أن في إمكان النجوم أن تقرأ لهم مستقبلاً يجهلونه، ونحن نؤمن بأن المستقبل من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولكن بقيت غشاوات من الجهل في أعين الكثير من الناس تحجب عنهم نور الحق الساطع الذي يدحض الدجل والشعوذة. ويشير إلى أنه على الرغم من سقوط خرافة التنجيم علمياً وتحريمها إسلامياً، فإن بعض وسائل الإعلام ظلت تصدر جزءاً مخصصاً لطوالع مواليد الأبراج المختلفة، كما تفسح المجال بين الحين والآخر للإعلانات عن عدد من هؤلاء المنجمين أو لمقالات تكتب عن مثل ذلك الدجل، أو تصدر التقاويم والنشرات التي تهتم بتأويلات المنجمين، وهي كلها كذب فالتنجيم مخالف للفطرة الربانية وللسنن الكونية لأن الإنسان لو علم بمستقبل حياته لتوقفت الحياة، كما أن التنجيم به شيء من الشرك بالله الذي حرمه القرآن الكريم تحريماً بائناً، وعلى المسلمين ألا يقلدوا غيرهم في ذلك وأن يلتزموا بأوامر الله وبسنة رسول صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر وفى غيره من أمور الدين والدنيا حتى ينجوا من مخاطر الدجالين والمشعوذين. علم الغيب وشدد الدكتور منصور مندور من علماء الأزهر على أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، ومن هنا جاءت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مشددة في عدم إتيان الكهنة والسحرة والعرافين الذين يعبثون بعقول الناس ويعيثون في الأرض فساداً بادعاء القدرة على معرفة الغيب، والغيب المطلق لا يعرفه إلا الله سبحانه وتعالى. ويضيف: وما ينشر في الصحف من الطوالع وحظوظ أصحابها يطلق عليه اسم التنجيم، وجاء فيه حديث أبى داود وابن ماجة وغيرهما: «من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد». وقال الحافظ: والمنهي عنه من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمن كمجيء المطر وهبوب الريح وتغير الأسعار ونحو ذلك، ويزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان، وهذا علم استأثر الله به، لا يعلمه أحد غيره، فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم والذي يعرف به الزوال وجهة القبلة وكم مضى من الليل والنهار وكم بقى فإنه غير داخل في النهى. وقال بعض العلماء: من صدَّق هذه الطوالع واعتقد أنها تضر وتنفع بدون إذن الله، أو أن غير الله يعلم الغيب فهو كافر. ومن آمن بأنها ظنية ولم يعتقد أنها تضر وتنفع فهو مؤمن عاص ينقص ذلك من حسناته، وفى ذلك يقول الحديث الذي رواه الطبراني: «من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد برئ مما أُنزل على محمد، ومن أتاه غير مصدق له لم تُقبل له صلاه أربعين ليلة». حرمة الأبراج ولفت الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق إلى أن حرمة الأبراج والإيمان بما تأتى به من توقعات وأحداث حرمة قاطعة ومحسومة، لأنها حديث عن الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولم يكشفه لأحد من البشر، وهناك فرقاً بين الحظ والمصادفة وبين كشف الغيب، فالأول نوع من التسلية وقضاء للوقت فإذا آمن الإنسان بما تقوله الأبراج إيماناً جازماً بأن هذا هو الحقيقة، فإن ذلك شرك لأنه خالف نصوصاً مقطوعاً بشأنها في أن أمور الغيب لله تعالى وحده ولا تدخل لأحد من الأشخاص فيها، أما إذا قرأها القارئ بهدف التسلية فقط دون التأثير أو الإيمان أو الاقتناع بها فهذا لا شيء فيه إلا أنه من الأفضل الابتعاد عنها، ويجب التسليم بأن الذي ينشر في الصحف عن الأبراج كذب ولو صادف الواقع. لذا يجب على الذين يقرؤون الأبراج عدم التسليم بما تقوله لأنه تنجيم وكذب، فديننا دين العقل والمنطق السليم ودين الفطرة السوية التي تسلم الأمر كله لله. ويؤكد الدكتور أحمد السبع أستاذ الفقه العام بجامعة الأزهر أن الأبراج وما ينشر عنها يدخل في باب التنجيم الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: «كذب المنجمون ولو صدقوا» فالقضية محسومة، وهذا عمل من باب الدجل والشعوذة وخداع الناس كما أنه خارج تماماً عن الإطار الشرعي والإسلامي، بل لا يقره شرع أو دين، والمسلم مطالب بالإيمان بالغيب لأنه جزء أساسي من العقيدة فنحن كمسلمين مطالبون بالإيمان بالجنة والنار واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والتسليم التام بقضاء الله وقدره هو نوع من الإيمان، ولا ينبغي أن ينشغل المسلم بما سيحدث له اليوم أو غداً أو بعد ذلك، بل يجب عليه التسليم والقبول بكل خير أو شر. ويقول: الإسلام أبطل كثيراً من أعمال السحر والتنجيم التي كانت سائدة في العصر الجاهلي، وحرم التعامل بها، لأنها تبعد المسلم عن التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه، ومن المؤسف أنها قد عادت لتنتشر بشكل واسع وخطير بين مختلف الأوساط الاجتماعية، ويعتقد الأفراد بصحتها بدرجة تصل إلى التسليم الكامل بها، وقد جاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتنهى عنها نهيا قاطعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهناً أو عرافاً فقد برئت منه ذمة محمد». كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق المنجمين حتى ولو صادف قولهم إرادة الله تعالى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©