الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«أبطال المدينة» و «هيا نلعب» تقدمان عالماً بريئاً وصراع الخير والشر

«أبطال المدينة» و «هيا نلعب» تقدمان عالماً بريئاً وصراع الخير والشر
18 ديسمبر 2010 23:18
جرى مساء أمس الأول، على خشبة مسرح معهد الشارقة للفنون المسرحية، عرض المسرحيتين: “أبطال المدينة” لفرقة مسرح دبي الأهلي من تأليف طلال محمود وإخراج بلال عبدالله و”هيا نلعب” لفرقة مسرح أبوظبي وهي من تأليف صالح كرامة وإخراج ناجي ونّاس من تونس وذلك في إطار مهرجان الإمارات السادس لمسرح الطفل الذي يستمر حتى الثلاثاء المقبل. ويمكن القول إنه ما بدا فكرةً أساسية في “أبطال المدينة” هي فكرة الصراع الأزلي ما بين الخير والشر، عموما، فثمة “عالِم” شرير يقوم في مختبره بتجارب شريرة لتدمير “الطاحونة” في مدينة وادعة وآمنة، فلا تجد من أهلها مَن يدافع عنها سوى ثلاثة أبطال “أطفال” يوحي الملفوظ من قبلهم أنهم يتامى أو ذوو أب غائب. إلى هذا الحدّ تبدو التجربة مقنعة بالنسبة لمسرحية تخص مهرجان يتوجه أساسا إلى مخاطبة الطفل، لكن النزعة إلى التجريب لدى المخرج بلال عبد الله في البناء السينوغرافي للعمل قد حجبت وصول فكرة العمل للمشاهدين الصغار وبالتالي تحقق الهدف من المسرحية ذاتها. لقد لعبت الإضاءة دورا مهما في هذا السياق، إذ أكثر المخرج من استخدام تلك الإضاءة التي تشبه “فلاش” الكاميرا والملابس التي تتولد منها الإضاءة، هي التي ربما تتناسب مع روح التجريب في مسرح الكبار أكثر من مسرح الطفل عندما يحتاج هذا الطفل إلى إدراك الفكرة بحد ذاتها وعلى نحو واضح. ربما من الصحيح أن تكرار فكرة الصراع بين الخير والشر في المسرح لا تضير أي عمل مسرحي مثلما أنها لا تضيف إليه شيئا إذ أنها باتت أمرا كلاسيكيا، لكن كيفية التناول بدا أنها أعلى من وعي طفل، لأمرين، الأول منهما أن “فهم” الطفل، على مستوى الأفكار، لا يستطيع احتمال ما يمكن تسميته بعمومية طرح فكرة هذا الصراع والأمر الآخر تمثل الشر بالعالِم، حيث إن الشر قد انحسر في مختبر هذا العالِم الذي يدور فيه الصراع الدرامي، في حين أن التوجه لطفل في خطاب ما ينبغي أن يتوفر فيه هو كونه أكثر تبسيطا وأكثر حيوية مما جرى تقديمه على الخشبة. لقد بدا الأمر أن العالِم الذي من المفترض أنه مثال للطفل من ناحية عقلانية وتوجه نحو العلم لاتخاذه منهجا لحياة في المستقبل هو منبع الشر وهي فكرة بحق تتناقض مع منظومة القيم العامة عندما يتوجه المرء بخطابه إلى طفل ما بين السادسة والثامنة من العمر أو ما بين العاشرة والثانية عشرة. أما “هيا نلعب”، فبدت فكرتها أكثر بساطة لكنها لافتة للاهتمام لجهة حكايتها، حيث لاشيء آخر في الديكور سوى الأنقاض والحجارة المتناثرة. إنها عن “لهو” الأطفال، أخ وأخت، في أثناء الحروب دون تحديد زمان ومكان لحدوثها الأمر بما يعني أن الامتناع عن التحديد هو التقاطة ذكية مثيرة للاهتمام بالفعل، عندما تركز على ذلك الجانب الإنساني في الطفل. غير أن ما بدا جديرا بالملاحظة هو مستوى انخفاض الصوت لدى الممثلة، يكاد لايصل وكذلك ضعف بناء السينوغرافيا التي بدا أنها مرتجلة أكثر مما أنها مصنوعة أو محبوكة ومشغولة، وفقا لتدريبات متتابعة لجهة الوقت والمكان والزمان، ومثلا على ذلك فإن الموسيقى عندما كانت ترافق الحوار الذي كان يطول مما ينبغي أحيانا فإن الصوت كان لا يصل، إلى حدّ أنه ما من مبالغة في القول إن هذه هي “ورطة” العمل التي أفقدت الجهد الفني للنص والعرض معا ثمرتهما. وذلك فضلا عن بعض الجمود في التعبير على مستوى الأداء. ولهذا المساء تعرض على خشبة معهد الفنون المسرحية بالشارقة عند السادسة مساء مسرحية “جميلة” لجمعية شمل للفنون والتراث الشعبي والمسحية ومن تأليف وإخراج أمل عيسى تليها في الثامنة مساء مسرحية “الفلاح الطيب” من إعداد وإخراج سمير خوالدة.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©