الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهود بحثية تراجع الأنظمة الغذائية الخالية من «الجلوتين» و«الجازين»

جهود بحثية تراجع الأنظمة الغذائية الخالية من «الجلوتين» و«الجازين»
9 أكتوبر 2014 22:45
ظل تناول اضطراب طيف التوحد لعقود عدة تناولاً نادراً غير محدد المنهجية، وربما أعتبر لسنوات طويلة شكلاً من أشكال الفصام. وقد بدأ التعريف الدقيق يظهر في أدلة الطب النفسي عام 1980. لكن توسيع نطاق البحث إلى «اضطراب الطيف التوحدي» ظهر للمرة الأولى عام1994. كان من أهم نتائج ذلك ازداد عدد الأطفال المشخصة لديهم حالة التوحد في الولايات المتحدة منذرة المدارس بتقديم فصول للتعليم الخاص بهم، والآباء ليطالبوا بإيجاد علاجات أفضل، والممارسين ليقدموا المزيد من العلاجات المحيرة وغير المثبتة. وفي عام 1998، أصبح هورمون «السيكريتين» أحد أهم العلاجات المشهورة، بعد صدور دراسة تشير إلى أن ثلاثة من الأطفال قد تحسن لديهم التواصل البصري، والتيقّظ، واستخدام اللغة التعبيرية، بعد استخدامهم لهذا الهورمون أثناء إجراء تشخيصيّ لمشكلات هضمية لديهم. وقد روجت وسائل الإعلام الأميركية كثيراً لهذا الاكتشاف، بتكرار روايات وأكاذيب وإشاعات فرح لها آباء الأطفال المتحسنة حالتهم، فسارع المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية إلى تمويل التجارب السريرية على أطفال هذا الطيف. بحلول عام 2005، فشلت خمس تجارب سريرية عشوائية في إظهار أية فائدة بالسيكريتين، وتلاشى الاهتمام به. لقد احتاج التوصل إلى ذلك أعواماً أخرى؛ لأن الأبحاث تحتاج المزيد من الوقت والجهد، وما تحقق من تقدم كان بطيئاً للغاية، مما أدى إلى شعور الآباء باليأس، وهم لا يريدون ترك أي باب يمكن طرقه. التمويل المادي تذهب نانسي شوت «اختصاصية الأمراض العصبية للأطفال»، بحسب موقع أخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي، إلى أن التقنيات الجديدة الحديثة وزيادة الوعي العام، قد ساعدا على جعل التوحد أحد المحاور الجاذبة للأبحاث. وفي منتصف تسعينات القرن الماضي بدأ الآباء بتكوين مجموعات ضغط متطورة ومؤثرة للضغط على المشرعين ولجمع الأموال بالأسلوب نفسه الذي تم استخدامه في أمراض الإيدز وسرطان الثدي، وذلك بالاعتماد على المؤسسات والحكومة الفيدرالية. لقد تنامى الطلب على العلاجات المجازة، وبدأ يجذب التمويل المادي نحو الأبحاث الطبية. فعندما عُقد أول لقاء عالمي لأبحاث التوحد عام 2001، حضره بالكاد نحو 250 شخصاً. أما في 2010، فقد حضر اجتماع ?يلادل?يا 1700 من الباحثين والطلبة الدارسين وداعمي الآباء والأسر التي بها أطفال من هذا النوع. ونتيجة ذلك، فقد زاد دعم أبحاث التوحد في الولايات المتحدة في العقد الماضي أكثر من 15% سنوياً، مع التركيز على التطبيقات السريرية. وقد خصصت معاهد الصحة الوطنية 132 مليون دولار لأبحاث التوحد في عام 2009، إضافة إلى 64 مليون دولار من قانون الاستشفاء الأميركي وإعادة الاستثمار، الذي خصص أغلبه لتطوير تسجيلات المرضى وأدوات التقصي الأخرى. أما المؤسسات الخاصة، بما فيها «مؤسسة سايمون» و«أصوات التوحد»، فقد قدمت 79 مليون دولار في عام2008. وطبقاً لما أوردته المؤسسة الأخيرة، فقد صُرف نحو 27% من التمويل على استقصاء المعالجات، و29% على اكتشاف الأسباب، و24% على البيولوجيا الأساسية، و9% على التشخيص. التدخل المبكر لقد شملت هذه المتابعات الجديدة جهودا لإثبات إمكان استخدام التدخل المبكر في المعالجات السلوكية، التي تعلِّم الأطفال المهارات الاجتماعية من خلال التكرار والمكافأة، بنجاح مع الأطفال الصغار جداً، عندما يكون الدماغ قادرا على تعلم اللغة والتأثر الاجتماعي. وفي دراسة أجرتها جامعات عدة ونُشرت في الشهر 11 /2009، ظهر أن الأطفال الذين تلقوا المعالجة السلوكية لمدة سنتين، وبمعدل 31 ساعة أسبوعياً، وهم بعمر30 - 18 شهراً، قد تحسّن لديهم معدل الذكاء IQجوهرياً (17?6 نقطة مقارنة بسبع نقاط في المجموعة الشاهدة، وكذلك تحسنت مهارات لديهم المعيشة اليومية واللغة. لقد تحسنت لديهم قدرات سبعة من 24 طفلاً في مجموعة العلاج لدرجة تعديل التشخيص عندهم من التوحد إلى الشكل الأخف «غير المصنف بطرائق أخرى»؛ في حين كان هناك طفل واحد فقط من الـ 24 طفلاً الذين تلقوا تدخلات أخرى، حصل على التشخيص بالشكل الأخف. وفي هذا السياق، فقد أقامت شبكة علاج التوحد سجلا بأكثر من 2300 طفل للأبحاث حول علاج المضاعفات الطبية التي غالبا ما يعانيها الأطفال المصابون بالتوحد، خصوصاً المشكلات الهضمية وصعوبة النوم، وهي تخطط لإصدار دلائل إرشادية، يمكن لأطباء الأطفال استخدامها في جميع أنحاء البلاد. كادر مراجعة الأنظمة الغذائية إن الأبحاث العلمية الحديثة الخاصة بالعديد من علاجات التوحد ليست موجودة، وعندما توجد فغالباً ما يكون عدد الأطفال الخاضعين للدراسة قليلاً. ففي عام 2007 قامت المؤسسة كوكرين الأميركية، وهي مؤسسة مستقلة تُعنى بتقييم الأبحاث الطبية، بمراجعة الأنظمة الغذائية الخالية من الجلوتين والجازين، التي تقوم على أساس أن المركبات في الجازين «أحد روتينات الحليب» والجلوتين «أحد بروتينات القمح» تتداخل مع المستقبِلات في الدماغ. وقد قامت المؤسسة بتجربتين سريريتين صغيرتين جداً، إحداهما من عشرين مشاركاً، والأخرى بخمسة عشر مشاركين. فقد وجدت الدراسة الأولى تراجعاً في أعراض التوحد، أما الثانية فلا. وفي دراسة حديثة عشوائية ذات شواهد شملت 14 طفلاً قامت بها الدكتورة هايمان، أستاذ طب الأطفال المشارك في جامعة روشيستر، ونشرت نتائجها في شهر مايو 2010، لم تجد «هايمان» أي تغيير في الانتباه أو النوم أو نماذج التغوّط أو السلوكيات المميزة للتوحد، وبدأت الأدلة تتراكم ببطء لتؤكد بأن النظام الغذائي ليس المعجزة التي يحلم بها الناس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©