الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نساء وادي سوات سجينات طالبان

نساء وادي سوات سجينات طالبان
7 مارس 2009 01:59
تحاول نساء وادي سوات، شمال غرب باكستان، السجينات في منازلهن لأنهن يواجهن خطر الموت إذا خرجن، التكيف مع قساوة نظام ''طالبان'' بعيداً عن الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس· وتهمس المدرسة هوما بتول (42 سنة): ''لسنا في أمان أياً كان المكان حتى في المنزل· نعيش خائفات من (طالبان)·· حياة نساء سوات تحولت إلى جحيم''· وباتت النساء لا يستطعن الخروج إلا برفقة محرم (أحد رجال العائلة) ومغطيات من الرأس الى القدمين· وقد انهارت مدارسهن واغلقت محالهن التجارية المفضلة وحرمن من كل تعبير علني، إلا أن بعضهن قبلن التحدث عن حياتهن اليومية عبر الهاتف· وقالت فتاة من المنطقة ''أنت مجنون ·· كيف تريدني أن أعطيك اسمي·· علموني ألا أقول اسمي لاحد لأن (طالبان) قد يعاقبونني''· وقد تخلت عن حلمها ان تصبح طبيبة واكدت: ''قالت لي امي انني استطيع ان أفعل ما شئت، لكن في قرارة نفسي اشعر بالقهر''· واضافت: ''علموني ان الاسلام يقول ان طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة لكن (طالبان) دمروا مدارسنا''· وقد شن عناصر ''طالبان'' قبل سنتين تقريباً حملة في وادي سوات الذي يقع في جبال الهيمالايا وكان موقعاً سياحياً يتردد عليه الكثير من السياح، لتطبيق الشريعة الاسلامية· وبعد معارك دامت شهوراً، وافقت السلطات على التفاوض حول اتفاق ينص على تطبيق الشريعة مقابل السلام· ولم يدخل الاتفاق الموقع في منتصف فبراير بعد حيز التنفيذ رسمياً، لكن ''طالبان'' تمكنت من بسط نفوذها على الوادي، حيث دمرت 191 مدرسة منها 122 للبنات خلال سنتين، حسب السلطات المحلية، مما أدى الى حرمان 62 الف طفل من الدراسة· وترى هوما، وهي مدرسة بنات وام طفلين، ان الحياة اشبه بدائرة مغلقة· وتقول ''لا استطيع حتى ان اقول لك كيف اذهب الى المدرسة· يجب علينا ارتداء البرقع افكر يومياً في الاستقالة''· ولا تتصور هوما التي تسعى الى كسب لقمة العيش بعد تخرجها، الذهاب لشراء ما تحتاجه دون ان يرافقها رجل من عائلتها· وتقول: ''يجب علينا ان ننتظر رجالاً قبل الخروج· من الغريب ألا تستطيع امرأة ان تخرج من منزلها حتى لو كانت في حالة صحية خطيرة''· وتضيف هوما ''انها حياة مملة الى درجة تدعو الى البكاء·· ليس هناك اي ترفيه ولا تلفزيون بالكابل او سينما او موسيقى· لا استطيع حتى أن أذهب إلى السوق أما سلمى جواد (35 سنة)، فهي ممرضة في مستشفى، حيث النساء لا يستطعن الدخول إلا برفقة رجل· وتقول ان ''كل النساء خائفات ان يقتلن اذا خرجن''· وتتمنى سلمى الرحيل، كما فعلت الكثير من النساء المثقفات، لكن ليس لديها ما يكفي من المال لتقيم في بيشاور كبرى المدن القريبة أو إسلام آباد العاصمة التي تبعد 160 كلم· وقالت: ''نتظر ما سيجري بعد اتفاق السلام، لكن ثق انه لن يتغير شيء بالنسبة للنساء''· وتعتبر شاهناز كوسا محظوظة؛ لأن (طالبان) يسمحون لها بالتردد على المدرسة، لكن شرط ان تكون مغطاة من رأسها الى قدميها· لكن الصبية محرومة من الاستمتاع بأي شيء حتى الزينة· وتقول ''أغلقت كل متاجر مستلزمات النساء او اصبحت فارغة، أتذكر عندما كنت اذهب الى السوق مع أمي وأخواتي· اصبح ذلك حلماً'
المصدر: بيشاور، باكستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©