مصطفى عبد العظيم (دبي) - تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة خيارات المؤسسات المالية والاستثمارية والتجارية، كأحد أبرز الممرات الجديدة للتجارة والتمويل التي تربط قارتي آسيا وأفريقيا اللتين تشكلان معاً مناطق النمو الأكثر ديناميكية خلال السنوات المقبلة، بحسب خبراء.
وأكد هؤلاء خلال جلسة “الممرات التجارية والنمو” خلال مؤتمر سايبوس، أن المكانة التي تحظى بها دولة الإمارات وخاصة دبي كأحد المراكز المالية والتجارية المحورية إقليمياً وعالمياً، فضلا عن البنية التحتية العالمية، أهلتها لأن تشكل قاعدة الانطلاق والتوسع للمؤسسات المالية والاستثمارية العالمية للاستفادة من فرص النمو في قارتي آسيا وأفريقيا.
وشارك في الجلسة حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي ومحمـد الأنصـاري، الرئيـس التنفيذي لـ الأنصاري للصرافـة، وميلسون نارث نائب محافظ بنك غانا ورزيم سوك الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بنك ستاندرد.
وقال المهندس حمد بوعميم إن دبي أسست نفسها كمركز تجاري ومالي للمنطقة، مشيراً إلى أن اقتصاد دبي قائم على التجارة التي تشكل ما يتراوح بين 30 الى 40% من إجمالي الناتج المحلي للإمارة، لافتاً إلى أن الغرفة تتطلع إلى توسيع تلك المكانة لتشمل القارة الأفريقية، وأن تصبح دبي الممر التجاري الرئيسي بين آسيا وأفريقيا.وأضاف أن تجارة دبي غير النفطية مع أفريقيا نمت ثلاثة أضعاف لتسجل اليوم 30 مليار دولار مقارنة مع 10 مليارات دولار في 2009 بنمو 10% أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عام 2009 .
وأشار إلى أن حصة أفريقيا في التجارة غير النفطية لدبي مع العالم في عام 2009 كانت 6,6 %، مشيرا إلى أن تلك الحصة تنمو إلى 7,8 % مع وجود مؤشرات على أن هذا النمو سيستمر تماشيا مع تطوير القارة الأفريقية.
وأكد بوعميم أن أوروبا مستمرة في كونها سوقا مهمة رغم استمرار التباطؤ جراء الأزمة المالية العالمية، مضيفا أنه في عام 2009 سجلت التجارة غير النفطية لدبي مع أوروبا ما قيمته 205,1 مليار درهم في عام 2011 محققة نمو من 159,2 مليار درهم سجلت في عام 2009، إلا أن حصة أوروبا من إجمالي تجارة دبي غير النفطية قد تراجعت من 21,2 % إلى 18,9 % لتعكس التحول نحو الأسواق الناشئة الجديدة.
وتحدث بوعميم عن فرصة كبيرة لجعل دبي المركز التجاري الأول لعملة “الرنمينبي” الصينية للمنطقة ككل بما فيها أفريقيا، مشيرا إلى أن 4% (1,4 مليار دولار) من تجارة الإمارات مع الصين تتم بـ اليوان الصيني، في حين أن حصة اليوان في تجارة الصين مع العالم أكثر بكثير بحدود 9 % من إجمالي التجارة والتي تبلغ قيمتها 30 مليار دولار، متوقعا أن ترتفع حصة الإمارات إلي 10 % في العام المقبل 2014.
وأشار بوعميم إلى أن التجارة لا تعتمد بشكل رئيسي فقط على تبادل البضائع والخدمات فقط وإنما أيضا على التحويلات المالية، فلدينا اليوم تحديات مع بعض الدول ليس في عدم قدرتنا على تسليم البضائع لتلك الدول وإنما لعدم وجود إمكانية لإجراء التبادل في المعاملات المالية مع تلك الدول، وبالتالي المعاملات المالية مهمة جدا، مما يجعل التبادل المالي جزءا رئيسيا في المعاملات التجارية، ولابد أن تعمل الدول على تحسينها، وأعتقد أن الكثير من التحديات القائمة في منطقة الشرق الأوسط وفي أفريقيا تحديدا مرتبطة بها.
دبي بوابة أفريقيا
بدوره، قال رزيم سوك الرئيس التنفيذي لبنك ستاندارد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن دبي أصبحت بوابة لأفريقيا بسبب موقعها الجغرافي وكونها مركزا ماليا وخدماتيا ولوجستيا مهما للغاية، الأمر الذي يمكن لبلدان القارة الأفريقية الاستفادة منه، فضلا عن استفادة المؤسسات الاستثمارية المالية العالمية من فرص النمو الواعدة في القارة السمراء.
من جانبه، استعرض ميلسون نارث نائب محافظ بنك غانا خلال الجلسة، النمو القوي لاقتصاد لبلاده، مشيرا إلى أن الإصلاحات التي تبنتها الحكومة الغانية وخاصة في القطاع المالي أعطت دفعة قوية للاقتصاد، بما انعكس على نمو الاقتصاد الغاني من 4% خلال 20 عاما الماضية إلي 8 % خلال السنوات الخمس الماضية.وقال ميلسون إن حكومة بلاده أطلقت الكثير من المبادرات التي تسهم في تعزيز النمو في اقتصاد غانا وكان من أهم تلك المبادرات خلق شراكة ما بين القطاعين العام والخاص في غانا وتعزيز أنشطة الإنتاج في غانا، والحفاظ على تنافسية القطاع الخاص. وعن ثقل الصين الاستثماري المتزايد في القارة الأفريقية، وصف ميلسون الصين بالشريك المهم لأفريقيا وبأنها تساهم بثقل في تطوير البنية التحتية لغانا وخاصة سد الثغرة التي تعاني منها غانا فيما يتعلق بالكهرباء، إلى جانب مشاريع البنية التحتية العديدة في غانا حيث تستثمر الصين 3 مليارات دولار في مشاريع لتطوير البنية التحتية في الصين.
عدد اليوم
