الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دلال خليل تحلم بالطيران فوق سقف العالم ولا تخشى سوى الراكب المريض

دلال خليل تحلم بالطيران فوق سقف العالم ولا تخشى سوى الراكب المريض
14 فبراير 2010 19:45
حلم الطيران لم يكن يراود دلال خليل في طفولتها بل كانت تحلم بأن تكون طبيبة إلا أنها بعد أن تخرجت في كلية التجارة راودها حلم الطيران بعدما شاهدت مصادفة أثناء رحلة مع صديقاتها في مطار إمبابة بالقاهرة الكابتن ناهد عفيفي وهي تطير بالطيران الشراعي فوقفت تتأملها وطلبت منها أن تعلمها الطيران الشراعي، ومن أجل الاقتراب أكثر من ذلك العالم قررت العمل كمضيفة طيران، وهو ما كان سبباً في زيادة حبها لعالم الطيران وأزال الخوف والرهبة من نفسها. فتاة في الثلاثينيات من عمرها أصبحت ثالثة “كابتن” من الجنس الناعم تعمل في شركة مصر للطيران، إنها دلال خليل التي حققت طموحها بشق عنان السماء ومنافسة الرجل في ميدان قيادة الطائرات. ومكثت دلال سنوات طويلة في الطيران الشراعي، ثم بدأت تدرس الطيران نظرياً ثم بحثت عن أشهر مدارس تعليم الطيران في العالم إلى أن وجدتها في أميركا. ولم تمكث هناك سوى ثمانية أشهر وعادت إلى مصر بعد أن أصبحت جاهزة تماماً لقيادة الطائرات الركاب الحديثة. وتقدمت دلال إلى مصر للطيران وبعد الاختبارات والتدريبات على قيادة الطائرة الإيرباص 320 كانت أول رحلة. وعن مشاعرها في تلك الرحلة. خوف وثقة تقول دلال: شعرت برهبة شديدة في المرة الأولى التي كنت أطير فيها بمفردي بلا مدرب ولا ممتحن وكانت رحلة داخلية القاهرة/ شرم الشيخ لكنها مرت بسلام وزادت ثقتي بنفسي وكل رحلة تزيد الثقة والخبرة. وكان لتشجيع والدي، وهو من قدامى المحاربين أكبر الأثر في نجاحي رغم أن والدتي ظلت لفترة طويلة رافضة ومعترضة على دخولي عالم الطيران خوفاً من فكرة تعلقي بالجو لفترات طويلة إلا أنها بعد تكرار الرحلات بين دول العالم المختلفة هدأت لكنها حتى تلك اللحظة تكون قلقة ولا يغمض لها جفن حتى أعود. وتضيف: الأحلام لا تنتهي ولا يوجد لها سقف وحلمي على الصعيد المهني هو الطيران بالطائرات الحديثة وأن أقتحم عوالم وأجواء أخرى مثل الطيران فوق جبال الهيمالايا (سقف العالم). وتبين: لا فرق بين الرجل والمرأة في الطيران، بل قد تتميز المرأة على الرجل، فقواعد الطيران واحدة والقدرات والإمكانات العقلية متشابهة بشكل لا يعطي أياً منهما ميزة على الآخر سوى من ناحية القدرة على التركيز والطموح وحب الطيران. ولكن المجتمع عادة لا يؤمن بهذا إلا بعد التجربة. ولفتت إلى أنها في أثناء رحلة طيران من أسيوط إلى الكويت وأثناء صعود الركاب إلى الطائرة كان باب الكابينة مفتوحاً فلمحها بعض الركاب الذين لم يتخيلوا أنها كابتن الطائرة وسألوا المضيفة فأكدت لهم ذلك فانتابهم القلق، لكن بعدما وصلوا إلى أرض مطار الكويت وجدت بعضهم حريصاً على مصافحتها. وتقول: لم ألجأ إطلاقاً لأسلوب مفاجأة الركاب أو أن أتوارى حتى تقلع الطائرة، بل أتحدث معهم في بداية الرحلة مرحبة بهم وأصف لهم الرحلة وتوقيتها وهناك من يعرفني من خلال الصوت وهناك من لا يبالي. قواعد وحسابات تبين دلال: لا أخشى أي شيء أثناء الطيران سواء الاختطاف أو العنف أو القرصنة؛ لأن كل شيء مدروس وله حسابات وخطوات نتبعها سواء أكان قائد الطائرة رجلاً أم امرأة وعوامل الأمن والأمان على الطائرات أصبحت عالية سواء في المطارات أو على الطائرات وهي قواعد عالمية، وكذلك أفراد الأمن على الطائرة مدربون على مواجهة تلك الحوادث، مؤكدة أن قيادة الطائرة بالنسبة لها أسهل من قيادة السيارة فهي قيادة بلا منغصات ومشاكل وزحام وسلوكيات غير لائقة. وتقول دلال إن الأجواء الأفريقية هي الأصعب في الطيران ولها امتحانات خاصة بها وسر صعوبتها أنها أجواء استوائية ولا بد لها من خبرة معينة ولا توجد مساعدات يمكن أن تأتي للطائرة إذا حدث أي شيء؛ لأن الإمكانات مازالت بدائية. وتتابع: الطيار المصري يتميز عن الآخرين في عمليات الصعود والهبوط نظراً لأن مطاراتنا من أصعب مطارات العالم جغرافيا سواء مطارات الأقصر أو شرم الشيخ أو سانت كاترين والاسكندرية. فالطيارون الأجانب لا بد من اختبارهم على هذه المطارات لكي يحصلوا على رخصة الطيران وهي بالنسبة لنا محطاتنا اليومية جغرافيتها الصعبة منحتنا خبرة ومهارة ملاحية كافية». وتبين كابتن دلال أن أكبر مشكلة تواجه أي طيار هي وجود راكب مريض على الطائرة فلو أصابه شيء تصبح مسؤولية كبيرة، موضحة: في إحدى المرات كان معي راكب نيجيري عائد من رحلة حج ـ ترانزيت ـ في القاهرة وكان عادياً وفجأة أُصيب بنزيف وتوفي على الطائرة وكان هذا أول وأصعب موقف واجهته.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©