الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة الصغرى.. امرأة لا تعرف الشر تابعون وتابعيات

9 أكتوبر 2014 23:00
حفيدة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، تابعية جليلة، من رواة الحديث، كانت عالمة، محدثة، مجاهدة، تركت أثراً لا يمحى في التاريخ الإسلامي، ذكرت ذات مرة عند الخليفة عمر بن عبد العزيز فقال عنها إنها امرأة لا تعرف الشر، وعدم معرفتها الشر جنبها الشر، وكانت توصي أبناءها دائماً فتقول لهم استتروا بستر الله. هي فاطمة الصغرى بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، والدتها أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، سميت بفاطمة الصغرى تمييزاً عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولدت فاطمة الصغرى سنة 40، وقيل 41 للهجرة، وتزوجت ابن عمها الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقد ورد في كتاب «مقاتل الطالبيين» لأبي فرج الأصفهاني «خطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه، فقال له الحسين اختر يا بني أحبهما إليك فاستحيا الحسن ولم يحر جوابا، فقال له الحسين: فإني قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله»، وفي رواية أخرى أن ابن عمها الحسن بن الحسن تقدم لعمه الحسين للخطبة، فقال له الحسين: يا ابن أخي، لقد انتظرت هذا منك، انطلق معي، فخرج به حتى أدخله منزله، ثم أخرج إليه ابنتيه فاطمة وسكينة، فقال: اختر، فاختار فاطمة، فزوجه إياها، فولدت له عبد الله، وإبراهيم، وحسن، وزينب، ومات عنها ابن عمها الحسن المثنى العام 97 هجرية ولم تتزوج بعده بأحد حتى توفيت العام 110 أو العام 117 للهجرة بالمدينة المنورة. أحاديث روتها روت فاطمة بنت الحسين أحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق جدتها فاطمة الزهراء، وأبيها الحسين، ومما روته أنها قالت: كان النبي إذا دخل المسجد قال: «بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي، وافتح لي أبواب رحمتك»، وإذا خرج قال: «بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك»، وكانت فاطمة تحب العلم وتحفظ القرآن الكريم، كما كانت تحب الشعر، روى أنه لما دخل الكميت بيتها، قالت: هذا شاعرنا أهل البيت، وأمرت له بثلاثين دينارا، فدمعت عيناه وقال: لا والله لا أقبلها إني لم أحبكم للدنيا. ولما أراد الإمام الحسين أن يبدأ رحلته التي انتهت بشهادته في كربلاء ودع ابنته فاطمة ولم يصحبها معه بسبب مرض شديد أصابها، وقد أقنعها بالبقاء في المدينة رحمة بحالها وودعها مقبلاً إياها موصياً بالصبر والتصبر. وفي رواية أن فاطمة بنت الحسين جاءت إلى يزيد بعد أن قُتل أبوها الحسين بن علي، وقالت له يا يزيد أبنات رسول اللَّه سبايا؟ قال بل حرائر كرام، ادخلي على بنات عمك تجدينهن قد فعلن ما فعلت. رفضت الزواج من الحاكم ويروى أن عبد الرحمن بن الضحاك خطبها بعد وفاة زوجها، وكان حاكما للمدينة، فرفضت، فغضب عليها، فشكته إلى رجل شامي يدعى ابن هرمز، فقالت له: تخبر أمير المؤمنين بما ألقى من ابن الضحاك وما يتعرض مني، كما أوفدت رسولاً بكتاب إلى يزيد، فلما قرأه جعل يضرب بخيزران في يديه. ويقول: لقد اجترأ ابن الضحاك؛ هل من رجل يسمعني صوته في العذاب وأنا على فراشي؟ فقيل له: عبد الواحد بن عبد الله بن بشر الخضري، فدعا يزيد بقرطاس فكتب بيده إلى عبد الواحد، وهو بالطائف: سلام عليك، أما بعد، فإني قد وليتك المدينة، فإذا جاءك كتابي هذا فاهبط واعزل عنها ابن الضحاك وأغرمه أربعين ألف دينار، وعذبه حتى تسمعني صوته وأنا على فراشي، فلما علم ابن الضحاك هرب ونزل على مسلمة بن عبد الملك، فقال: أنا في جوارك، فذهب مسلمة إلى يزيد في قصره وذكر حاجة جاء من أجلها، فقال يزيد: كل حاجة تكلمت فيها هي في يدك ما لم يكن ابن الضحاك، فقال: هو واللَّه ابن الضحاك، فقال: والله لا أعفيه أبدا وقد فعل ما فعل، فأغرمه عبد الواحد أربعين ألف دينار وعذبه وطاف به في جبة من صوف. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©