طلبت حكومة رئيس ساحل العاج لوران جباجبو من قوات الأمم المتحدة والقوات الفرنسية لحفظ السلام مغادرة البلاد في تصعيد لنزاع بشأن الانتخابات التي جرت الشهر الماضي. فيما دعا شارل بلي جودي زعيم شباب أنصار جباجبو أمس الشعب إلى “الاستعداد لخوض معركة” ضد معسكر الحسن وتارا.
وقالت المتحدثة باسم حكومة جباجبو جاكلين أوبلي وهي تقرأ من بيان على التلفزيون الحكومي “تطالب الحكومة برحيل قوات الأمم المتحدة والقوات الفرنسية لحفظ السلام من ساحل العاج وتعارض أي تجديد للتفويض الخاص بهما”. وقالت “قوات الأمم المتحدة تدخلت بدرجة خطيرة في الشؤون الداخلية لساحل العاج”.
وكانت الأمم المتحدة قد اعلنت أمس تعرض مقرها في أبيدجان لإطلاق نار من “مسلحين يرتدون زيا عسكريا”. وقالت في بيان إن دورية تابعة لها كانت تقوم بمهام اعتيادية في ابيدجان تم تتبعها من مجموعة من ستة رجال مسلحين يرتدون زيا عسكريا كانوا في سيارة مدنية”. وأضاف البيان “لدى وصول الدورية الى مقر البعثة اطلق ركاب السيارة المدنية النار باتجاه الدورية حين كان عناصرها يدخلون مقرها”. وتابع “واصل المهاجمون اطلاق النار على طول سور المقر ما اضطر الحارس على الرد”. دون مزيد من التوضيح.
إلى ذلك، دعا شارل بلي جودي زعيم شباب أنصار لوران جباجبو أحد الرئيسين المعلنين في ساحل العاج، أمس الشعب إلى “الاستعداد لخوض معركة” ضد معسكر الحسن وتارا.
وقال جودي زعيم “الشباب الوطنيين” ووزير الشباب لدى جباجبو “سندافع عن كرامة بلادنا وسيادتها حتى آخر حبة عرق”. وأضاف “أطلب من العاجيين جميعا الاستعداد لخوض هذه المعركة، سنحرر بلادنا بالكامل”. وقال “انتهت الاستراحة”. وأعلن عن تجمع “للشباب الوطنيين” بعد ظهر أمس في حي يوبوجون المؤيد لجباجبو في ابيدجان وذلك بهدف “تنظيم المعركة في كامل انحاء البلاد”. وأضاف جودي إن “جباجبو ليس مساعد محافظ لدى (الرئيس الفرنسي نيكولاي) ساركوزي” و”عليه أن يمر على أجسادنا قبل أن يهاجم جباجبو”.
في غضون ذلك، سلم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج، لوران جباجبو رسالة تطلب منه التنحي عن السلطة، كما أعلن أمس مصدر قريب من الاتحاد الأفريقي. واوضح هذا المصدر إن بينج الذي غادر ابيدجان مساء أمس الأول “سلم” جباجبو رسالة من جودلاك جوناتان الرئيس النيجيري والرئيس الدوري للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وكان وزير الخارجية النيجيري أودين أجوموغوبيا أكد أمس إن “هذه الرسالة تكرر تصميم المجموعة الاقتصادية والمجموعة الدولية برمتها على أن ينقل جباجبو السلطة على الفور الى الرئيس المنتخب وتارا ويحول دون العودة الوشيكة لنزاع دام لا فائدة منه”.
إلى ذلك، ذكرت منظمة مراسلون بلا حدود أن عددا كبيرا من الصحف المؤيدة للحسن وتارا منعت أمس الأول من الصدور بقرار من نظام جباجبو، معبرة عن “قلقها العميق” على الصحافة في هذا البلد. وعلق بث شبكات الاعلام الدولية في البلاد بعد اندلاع الأزمة السياسية الخطيرة التي نشبت اثر الانتخابات الرئاسية في 28 نوفمبر.
ويشهد البلد الواقع في غرب أفريقيا اضطرابات منذ الانتخابات التي جرت في 28 نوفمبر التي أعلن جباجبو الفوز فيها وأيدته أعلى هيئة قانونية في البلاد ورفض النتائج التي أظهرت انه خسر أمام منافسه الحسن واتارا قائلا إنها مزورة. وطالبت كل من الأمم المتحدة -التي لها 10000 جندي وشرطي في ساحل العاج منذ انتهاء حرب أهلية في 2002 و2003، وفرنسا المستعمر السابق للبلاد جباجبو بقبول الهزيمة. وتحول النزاع الى العنف الأسبوع الماضي عندما اشتبكت مسيرات لمؤيدين لوتارا مع قوات الأمن مما خلف 20 قتيلا على الأقل.
عدد اليوم
