الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نافذة على القلب

23 ديسمبر 2006 01:51
حارب الظاهري – amarat_h@hotmail.com: "أم صقر" إنسانة قد طبعت في ذهني منذ الوهلة الأولى صورة جميلة ذات نسق وحضور تربوي عال، وقد ابتكرت على مر الأيام لنفسها مكانة فيها من الرقي والتحضر الشيء الرائع مما بات يتأصل في حياتها بالنجاح والمثابرة على هذا النحو، فخيوط الذاكرة لا يمكن أن تتناسق بأي شكل من الأشكال حول شخصية إلا ولها أبعادها وتفاصيلها العلمية والفكرية وكذلك الإنسانية، فمنذ كنت بالمرحلة الثانوية ساقتني نتائج الامتحانات إلى مدرسة عائشة أم المؤمنين بالبطين من أجل أن أشرف على النتائج لأخوات لي بالمدرسة، ويومها كانت تعلق لوحة النتائج عند مدخل الإدارة، وبينما كنت أغرز عيناي بين السطور بحثا بين أسماء الناجحات وإذ بالسيدة الفاضلة أم صقر مديرة المدرسة تخرج لي وتسألني بأسلوب تربوي متزن عن سبب حضوري، شعرت كما لو كنت متطفل على مساحة تعد مدرسة للبنات، هذا أمر لا يغتفر! لكنها أيقنت ذلك بسرعة ملؤها الفطنة وسرعة البديهة وحرص المربية، بل أخذت المبادرة وأرشدتني، وبعد ذلك الموقف بمرحلة وبعد تخرجها من الجامعة انضمت أختي للمدرسة نفسها التي تشرف عليها الشيخة صديقة القاسمي ''أم صقر'' وهي نسق جميل يتشرف المرء بسموها الثقافي والفكري و الأيام آخذة بروعة الحياة حين تموج، وأساسها الحب الأسري ودفء الترابط الاجتماعي، ولأنها لم تكن وحسب مديرة مدرسة بل أخذت النجاح على أبعاده المختلفة ونظام التعليم المنشود لديها النموذجي من قبل أن تنشأ النموذجيات، كانت أم صقر تبحث وتنقب عن كيفية تطوير أدوات التعليم، ولم تشأ ان تنال من التعليم مصلحة أو تهجر أبجدياته بسبب نزعة حياتية أخرى، بل عززت مكانتها في قلوب الطالبات وأطياف من المعلمات، وقد سعت بمالها وجهدها من أجل رفعة العلم من خلال إدارتها لمدرسة لازالت تحتفظ بموقعها وملامحها، فكان إخلاصها لبلدها الإمارات من خلال الانتماء لمهنة العلم والثقافة، فتخرج على يدها الكثير من سيدات المجتمع، فما أعلاها من مهنة و ما بعده من إخلاص، فحين نالت جائزة أبوظبي التقديرية وحظيت بالتكريم، كانت للأمانة أم صقر أهلاً لذلك بالنسبة للعطاء النير والنجاح الباهر، بل أضفت على الحفل رونق التكريم الذي صادف أهل العطاء والتفاني والجهد اللامحدود فكيف، وهي من كوكبة معالي أحمد خليفة السويدي الذي لا يتجاوز تاريخ الإمارات مكانته وسعيه الدؤوب نحو بلورة مكانة الدولة بالمحافل الدولية والعالمية ومهما تعاقبت الأجيال لن يمحو الزمن الرسم الجميل الذي أفرزته الدولة من شخصيات سياسية وتربوية يشار إليها بالمكانة البارزة والمهمة على الصعيد المهني، وهذا ما لفت جائزة بهذا الحجم إلى كوكبة فعلا تستحق التكريم والعرفان، فكانت لفتة من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حين كرم أم صقر بشكل خاص وأثنى على مكانتها التربوية التي خرجت أجيالاً من الفتيات أصبح لهن يد في بناء الدولة، فالشيخة صديقة القاسمي تستحق أن تطلق مدرسة بأسمها تعبيرا منا كمجتمع لا ينسى العطاء التعليمي والجهد التربوي بل يعتبرذلك تكريما لكل المنظومة التربوية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©