سلمان كاصد:
استضاف اتحاد الكتاب والأدباء في أبوظبي أمس الأول الفنان التشكيلي جورج بهجوري في محاضرة قدمه فيها شاكر نوري لعرض تجربته في مراحل تطور الفن التشكيلي والكاريكاتير الذي أسهم فيه عبر عقود طويلة من الإبداع· من مصر إلى باريس وثانية إلى مصر كانت رحلة طويلة قدم فيها بهجوري الكثير من الأعمال التي تنقل فيها بين الكاريكاتير والتشكيل والفن الروائي والنحت الذي شغله وقدم فيه تجربة حياة كاملة·
عرض بهجوري في البدء تجربته الأولى التي يقول إنها ابتدأت عام 1957 عندما اشترك وساهم في مجلة ''صباح الخير'' المصرية حيث جمع بين الرسم والتشكيل وهو الذي جاء من صعيد مصر ومن قرية ''بهجور'' التابعة لمحافظة ''قنا''·
تحدث بهجوري عن مفهوم حرية الفنان لديه والذي يراه متطابقاً مع تقدم الدولة نجاحاً وفشلاً، اذ ان نجاح مفهوم الفن الكاريكاتيري منوط بنجاح الدولة ومرتبط ايضاً بطبيعة الشعوب العاطفية ونحن شعب ناقد بطبعنا ويقصد بذلك الشعب المصري ولهذا تجد انني استخدم هذا الفن بوصفه فناً ناقداً واذا كان النقد الكاريكاتيري مقنعاً فإنه لا بد ان يأخذ مكانته بموضوعية· ان فن الكاريكاتير لا بد له ان يختار عناوين محايدة لا هو بالأسود أو الأبيض بل هو لون رمادي·
وعن أسلوبه وبداياته في ربط الفن الكاريكاتيري بالفن التشكيلي تحدث بهجوري قائلاً: عشت في باريس فمنحتني امكانية التعرف على هذا العالم الفني الجديد ومزج هذين الفنين مع بعضهما وبصراحة إنني لا أحب ان يقال عني أنني فنان كاريكاتيري·· إذ أني متنوع الإبداع بين هذه الأنماط الأربعة ''التشكيل والكاريكاتير والنحت والفن الروائي''· بعد أربعين عاماً من غربتي في فرنسا، أصبحت فناناً شاملاً·· فلم يبق لي بعد هذه الأنماط الأربعة التي أمارسها غير الغناء والسينما·
بدأت من الكاريكاتير الى اللوحة الزينية لقد قرأت أن الفنان ساخر وارقى أنواع السخرية ألا يسخر الفنان من الآخرين فقط بل ان يسخر من نفسه كيف يمسك من ذاته ما لا يمسك·؟ أي كيف يقدم نفسه التي يحبها ؟ انني امتلك طاقة متعددة فكلما اتأمل العالم ابدع شيئاً مغايراً وجديداً·· اما المرأة فكما افهمها فإنني أجدها لا تسمح لك ان تجلس مع نفسك·
ثم تحدث عن باريس الذي يرى فيها وطنه الثاني حيث يصف حياته بأنه ينطلق حراً فيها· يقول: حتى لو تكلمت بصوت عال فيها فهي تمنحك الحرية ولكن تذكر أن هذه الحرية تتناصف مع حرية الآخر الذي عليك ان تحترمه في باريس هناك فرصة كبيرة للإلهام والوحي المتزايد والابداع·· ربما هنا اتساءل كيف الآن لا أعمل مثلما عملته في باريس؟·
يرى بهجوري انه استفاد كثيراً من التيارات الفنية في باريس، يتذكر انه قد لا يحصل على لقمته أثناء العيش فيها الا انه لا بد له ان يشتري الورق الذي يرسم عليه· لقد رسمت 200 رسمة في باريس·· رسمت الميادين والمطاعم والتماثيل على ''السين'' انها مجموعة متميزة وهناك مشروع لطبعها بالاضافة الى اللوحات الزيتية لقد وصلت الى باريس لاشتغل التكعيبية الا ان هناك من نصحني بألا أفعل فأنا لا استطيع تجاوز ما قدم· ولهذا عدت الى الفن المصري كي أغذيه حيث ساعدني أسلوبي المصري في تحديد هويتي·
وعن معرضه الأخير ''رسم على رسم'' يقول إنه درس الفن العالمي بإعجاب شديد حيث بيكاسو ورمبرانت ودافنشي وكوكان وفان كوخ ولهذا أخذت هذه الأعمال من قبل الناس لكونها فناً مختلفاً· أما عن من يعجبه من الفنانين العرب فإنه يرى في ضياء العزاوي ورافع الناصري وإسماعيل فتاح الترك ونزار سليم وراغب عياد اقرب الفنانين العرب اليه·
عدد اليوم
