الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كما في الأردن... (1)

كما في الأردن... (1)
14 فبراير 2010 19:49
كان الوضع هادئاً تماماً في قسم الطوارئ..... فقال الطبيب للممرض: «شو رايك اتروح تعمل إلنا كاسه شاي ع كيف كيفك، خلينا انمز عليها، ما دام ما فيه لا شغلة ولا عملة». انطلق «التمرجي» (وهو اسم الدلع الشعبي للممرض) من أجل تجهيز إبريق الشاي. في هذه الأثناء، أحضرت سيارة الإسعاف مريضاً معه مجموعة هائلة من أقاربه وجيرانه. وضعوا المريض على طاولة الإسعاف، وبدأ الدكتور بالعمل، وجاء «التمرجي» مسرعاً، وخلال العمل المعتاد قال الممرض للدكتور: ما لقيت ولا (tea bag). طبعاً المقصود أنه لم يجد ميدالية شاي ليبتون .. أحد الأقارب المتحمسين للمريض التقط وجود نقص ما فصرخ: شوووو...مركز طوارئ وما فيه (تي باغ)... بدكوا اتضيعوا الزلمة؟؟ حاول الطبيب والتمرجي أن يشرحا له معنى (تي باغ) إلا أن صراخه وانفعاله انتقل إلى الحضور من أقارب وجيران وضجريين وفضوليين، فشرعوا يسبون ويشتمون الممرض والطبيب والطوارئ ووزارة الصحة و......!! انتقل النقد النظري إلى نقد يدوي وهجموا جميعاً، بمن فيهم المريض شخصياً، على الطبيب والممرض واشبعوهما ضرباً. (2) جلس الصحفي بتواضع أمام المليونير الأردني، وسأله كيف أصبح مليونيراً فقال: - كان عندنا بيت صغير على قطعة أرض زراعية، وكنت أجمع نبتة الخبيزة من الأرض، وأجعلها على شكل ضمم وأبيعها على جوانب الطرقات.. وادخر النقود. وبعد أن ادخرت نقوداً صرت أفلح الأرض، ثم أقوم ببيع المحصول، إلى أن استطعت شراء بيك أب صغير وصرت أنقل به المحصول. ثم اشتريت بيك أب أكبر، وصرت اشتري المحاصيل وأقوم بتصديرها إلى دول الخليج.. ثمَّ ...... !! هنا قاطعه الصحفي : - وهكذا يا سيدي صرت بالجهد والعرق والمثابرة مليونيراً. - لا ليس بهذه الطريقة!!....فجأة ارتفع سعر الأرض التي كنت أزرعها فبعت الأرض، بثلاثة ملايين دينار لشركة قررت أن تبني عليها مجموعة من الفلل... وهكذا صرت مليونيراً!! (3) كان بغلاً نشيطاً، كان يحرث الأرض ويساهم في جني المحصول ونقله إلى الأسواق، وجد صاحب البغل أنه وبعد سنوات من العمل المثمر يمتلك حوالي خمسة آلاف دينار، فقرر أن يستثمر المبلغ المتوفر معه. ليقول إنه استغل بغله خير استغلال. كانت موضة شركات الاستثمار التي تعطيك أكثر من 20% ربحاً شهرياً، وقد فكر فيها صاحب البغل جيدا، فأدرك أنه يستطيع أن يضاعف أرباحه ويشتري قافلة من البغال، أو يبيع البغل ويرتاح، بينما أمواله تتنامى وتتنامى، وهو يحط رجلاً على رجل في البيت. طبعاً تعرفون ما حصل، إذ قبل أن يستلم الرجل أول دفعة من الفوائد كان أصحاب شركات الاستثمار المالي يعلنون إفلاسهم، ومنهم من هرب ومنهم من حاول.... هذا ليس شأننا.. المهم أن الرجل خسر كامل المبلغ.. الذي كان جمعه قرشاً قرشاً بالعمل المضني والدؤوب مع البغل طوال سنوات العمر. وفي اليوم الذي أدرك فيه الرجل أنه قد خسر كل شيء –عدا البغل- عاد إلى البيت متعباً، فوضعت زوجته سدراً كبيراً أمامه: شو هاظ ؟؟ عدس وجبنه وخبز مشان تتعشى. وشو حطيتي للبغل ؟؟ حطيت له تبن وعشب في العليقة..مشان يتعشى كمان. لأ لأ ....خذي عشاي حطيه للبغل، وهاتي التبن مشان اتعشى عليه. لأنه ثبت بعد اللي عملته بالمصاري اللي خسرتهن بتياسة.. ثبت أنه أنا البغل... مش هوّه. يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©