الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمن المصالح وغدر الصديق

8 مارس 2009 04:10
قد تتعرف على صديق في أول أيام عملك أو في مقهى أو على ظهر الطائرة أو حتى عند أحد أصدقائك في مكان ما وتحت ظروف معينة، أخذك الحديث معه لعالم مجهول، تحس فيه أنك تحتاجه كرفيق تشكو له همك وتستمع لحاجاته توفر له السعادة وتكبر العلاقة وتصبح حقا صداقة· وتراه الصديق الضعيف المظلوم والمحتاج والمغلوب على أمره يحتاج عونك ورعايتك واهتمامك وهو لايفكر في مال ولا في منصب، يريد الستر فقط ! وانت لاتبخل عليه بمال ولا مأكل ولاملبس ولا سفر برا ولا جوا ولا بحرا· وهو ذلك الصديق الطيب المنصت لمشاكلك، ذي الصدر الحنون لهمومك ولا يشتكي ولكن ''يتمسكن حت يتمكن'' ويعين ويعاون ويصنع المعجزات بلسانه الطيب، وأنت تحرم نفسك لتعطيه وتحميه حتى من نفسه لتكون له نعم الصديق· ومع الأيام قد تساهم في تأمين عمل له، عندما يغتني من كل النواحي ويرتاح من كل الضغوط، قد تمر بظرف كأي انسان وتحتاج الى مالك الذي أقرضته أو الذي ساعدته به ويبدأ بالابتعاد والعصبية والثوران وكأنك أهنته أو طالبت بما هو ليس لك أو أنك ظلمته وضغطت عليه ولم تراع مصالحة وأوضاعه المالية والوظيفية· وهنا الطامة الكبرى، وتحس بفتور، ببعد، وانشغال صديقك وتقنع نفسك انه مشغول يثبت نفسه ويجهز لمستقبله وتجد له 70 عذرا لكل تصرفاته الغريبة، ثم يبدأ بمحاربيك في عملك، ويفرقك عن اصحابك، وينشر عنك الشائعات، ويبدأ بالتظلم عند الكل، حتى يكرهوك، وتنبذ من أحب الناس اليك· وتجده يتعرف على أصدقائك المقربين ويقوي علاقته بهم ويبعدهم عن دربك، معاملته تتحسن معهم ومعك تجف أكثر، يكذب ويتمرد، وفي سهراته وطلعاته يتهرب، ويسافر في السر وتكتشفه بالصدفة أمامك جالس في مول أو بالكوفي يدعي أنه مشغول أو انه لم يسمع رنين الهاتف أو كان نائما أو مريضا· والنتيجة انك تُصدم عندما تكتشف ظهور تكتلات من الاصدقاء ضدك، وعندما تمر تسمع الغيبة والنميمة وتصبح انت حديث المجالس والظالم والمقصر بحق ربيعك· عندها فقط تعض أصابع الندم وتسأل نفسك كل ساعة: ماذا فعلت؟ فيم أجرمت؟ وهل قصرت؟ وكيف أعامل بجفاء؟ وماذا قال عني حتى يبعد أصحابي عني؟ وألف سؤال وسؤال ولا تجد الإجابة إلا كما وجدتها أنا اليوم: زمن المصالح وغدر الصديق ''المصلحجي ''بلهجة أهل الخليج''· مثل هؤلاء الأصدقاء من الصعب أن تكتشفهم إلا بعد ما تكون أعطيتهم نصف عمرك من الاهتمام إذا لم يكن العمر كله· عندها تكون خسرت كل شيء، وسحب هذا الشخص سجادة الثقة بالحياة والناس من تحت أقدامك للأبد· هـدى العلي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©