جميل رفيع (العين) - اختتمت بلدية مدينة العين مؤخراً، حملة «تقليم أشجار الغاف» التي انطلقت خلال شهر ديسمبر الماضي، وشملت جميع المناطق الداخلية والخارجية، واستهدفت تحسين المظهر العام للمدينة، ومشاركة المجتمع في الحفاظ على البيئة.
وقال المهندس سالم محمد الجابري مدير إدارة الحدائق والمتنزهات الترفيهية بالإنابة، إن الحملة تأتي إحياء لعادة متوارثة كان يمارسها المواطنون قديما خاصة فئة كبار السن، وهي تقليم أشجار الغاف منتصف شهر ديسمبر، باستخدام الخصين وهو الأداة المستخدمة لقطع الأشجار، لما تشكله هذه شجرة من أهمية في الموروث الثقافي، ودورها المهم في الحياة البدوية.
وأكد أن الحملة التي تنظم سنوياً، تأتي ضمن برامج مدروسة ومنظمة بالتعاون بين قطاع وسط المدينة في بلدية مدينة العين، وعدد من الجهات هي: مركز أبوظبي لإدارة النفايات، والشركات الزراعية والمتعهدة بالمناطق الزراعية والتابعة لإدارات الحدائق والمتنزهات الترفيهية، ومركز الطوارئ لبلدية مدينة العين.
وأوضح أن الحملة تضمنت عملية التقليم، بالإضافة إلى إزالة المخلفات الناتجة عنها، وفق شروط وضوابط تم تعميمها على الشركات المتعهدة للمناطق الزراعية، من حيث موسم التقليم والالتزام بموعده المحدد وطريقة التقليم والأجزاء والأغصان والبراعم التي يجب قصها والأدوات اليدوية التي تستخدم في هذا الغرض.
وأشار إلى أن البلدية حريصة على إنجاز الحملة بشكل منظم لا يؤدي إلى تشويه المظهر العام للمدينة، والحفاظ عليها وعلى أشجارها المحلية، واتخاذ الإجراء اللازم في حال وجود أية مخالفات لقواعد وضوابط التقليم، لافتاً إلى أنه يتم حاليا الإعداد لآلية دقيقة لتنظيم عملية التقليم خلال السنوات المقبلة للقضاء على السلبيات والممارسات الخاطئة من قبل الجمهور لتعم الفائدة على الجميع، والمحافظة على المظهر العام لمدينة العين.
وقال، إن بلدية مدينة العين عملت خلال الحملة على تقليم أشجار الغاف بشكل نظامي، من خلال المراقبة والتوجيه، فيما ساهم المشاركون فيها من خلال استخدام بعض الأدوات التقليدية التي كانت تستخدم في تقليم الغاف قديما، كما تم تخصيص نتاج الحملة من الأخشاب للمشاركين.
من جانبهم، أشاد المشاركون في الحملة بمبادرة البلدية بتقليم أشجار الغاف، وأعربوا عن شكرهم لإفساح المجال أمامهم للتواجد في مثل هذه الفعاليات، مؤكدين أهمية الحملة في إحياء الممارسات التي تدخل في نطاق الموروث الشعبي لدولة الإمارات بشكل منظم بعيدا عن القطع الجائر الذي يمكن أن يضر بالبيئة، ويشكل خطورة على بقاء أنواع معينة من الأشجار يعتبر الغاف من أهمها، مطالبين بتنظيم فعاليات مماثلة لحملة تقليم الغاف، لما لذلك من دعم للمشاركة والتعاون بين بلدية مدينة العين والجمهور والارتقاء بمستوى الخدمات.
وتعد بساتين الغاف بمثابة مخيمات للإبل والجمال ومأوى وارف يستظل به الإنسان والحيوان في أشهر الصيف، إضافة لفوائدها الغذائية والدوائية العديدة التي تقدمها لهم، وهو الأمر الذي ارتأت بلدية مدينة العين أن تعيد إحياءه، انطلاقا من مبدأ المسؤولية الاجتماعية.
وتتحمل شجرة الغاف الصحراوية درجات الحرارة العالية والجفاف الشديد، إضافة إلى تحملها ارتفاع نسبة الملوحة في التربة والمياه، وكذلك تقلبات الجو والرياح، وهي ملائمة للزراعة في التربة الرملية الخفيفة والتربة الملحية، وتمتاز أشجارها بسهولة تكاثرها وسرعة نموّها والتكيف مع الأجواء البيئية المحيطة بها، حيث تتعمق جذورها في التربة لمسافات بعيدة.
ويصل ارتفاع شجرة الغاف إلى 12 مترا، ويحتوي معظمها على أشواك، وتعدّ من أكبر الأشجار البرية، وتعد ثروة متعددة الفوائد، وتحمل أسماء مختلفة بحسب مراحل عمرها، حيث تسمى في صغرها «بالحضيب» وعند كبر عودها تسمى «نشوة » ثم «عود»، ولشجرة الغاف جذع مستقيم يبدأ بالتفرع لبضعة أمتار فقط من الأرض وفروعها العلوية مرنة طويلة ومتدلية، ما يمنحها مظهراً فريداً على شكل مظلة.
عدد اليوم
