الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

متون الكلام

23 ديسمبر 2006 02:08
معارك ·· وحضور المجتمع في لغة الأضداد والنقائض تبدو حركة الحياة جلية، نابضة، باحثة عن العلل والأسباب، ومعبرة عن العلاقات بين العقول باعتبارها كائنات منتجة وبين الأفكار التي تمثل نتاج الجهد من فهم وإدراك، والتي تظهر في علاقات البشر لجهة الأفعال حبا أو كرها سلاما أو حربا، وتظهر على مستوى الفكر جدالاً ومناظرات ونقاشات وأحاديث للذات أولا وللآخر ثانيا ، وهو ما يطلق عليه البعض اسم ''معارك فكرية ''··· فهل هي بالفعل كذلك أم ترانا ونحن ندفع بالآراء إلى فضاءات النقاش أو ندافع عنها، نجلب إلى عالمنا الذهني وقائع الحروب ؟ القول بالمعارك الفكريّة نوع من التطويع غير الواعي أحيانا لمقاصد الرؤى والتصورات بحيث يخدم أهداف نظام الحكم، كما في ذلك المشهد التاريخي لمسألة خلق القرآن، أو لتحقق عجز المؤسسات كما هو الحال في قضية طه حسين الخاصة بالشعر الجاهلي أو هي تغطية عن فعل سياسي كما حدث في الضجة التي أثيرت حول رواية '' وليمة لأعشاب البحر'' ، لكن المسألة في بعدها المجتمعي عبر كل المراحل سواء في مدارس العراق '' البصرة والكوفة أنموذجا ، أو في رحلة '' ابن رشد '' ولقائه بفلاسفة مصر أو في الحوار الدائر بين المشرق والمغرب في تهافت الفلاسفة وتهافت التهافت بين الغزالي وابن رشد ، أو حتى في الحوار الذي دار بين ''عابد الجابري وحسن حنفي'' على صفحات مجلة ''اليوم السابع'' في عام 1989 كل هذه المعارك كان للعامة دور بنسب مختلفة ، ما أثر في كثير من الأحيان على مجرى النقاش الدائر إن حضور العامة من أجل الدعم والمساندة أو من أجل التعجيل في الحكم على الآخر المناقض لفكرنا، هو الذي جعل من القضايا الفكرية المطروحة معارك، وهذه الأخيرة تتطلب منتصرا ومنهزما، وتدفع إلى الدماء و لهذا ليس عجيبا أن يتحول الحوار بين النقيضين إلى تكفير، يكون في الغالب انتصار للهوى وليس للدين أو الوطن ··هنا ننتهي إلى السؤال التالي : كيف لنا أن نتحرك في مجالات الأفكار دون أن نصل إلى صدام ؟ كثيرة هي المعارك الفكرية، التي لم تبتعد عن مدارها، وانتهت إلى انتصار العلم على الجهل ومكنت البعض من تعديل أو تغيير رؤاهم تجاه الحياة والكون، لكن بالمقابل هناك جماعات وفرق ظلّت رهينة أفكار تسببّت في تفضيل السياسي على الفكري وبذلك قضت على التعارف وعلى الأهداف الكبرى للقاء الأفكار أو تصادمها ·· علينا إذن أن نعيد النظر في مسألة الفرق الفكرية بحيث تكون الحقيقة ضالة المؤمن، تلك هي البداية لمعرفة نساهم فيها جميعا من أجل الوصول إلى تنوع الأفكار ورقي الذوق وتفاعل الوجدان· خالد عمر بن ققه
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©