إعداد - محمد عبدالرحيم:
يبدو أن الشعبية الجارفة التي اكتسبتها السيارات الهجينة في العالم أدت إلى زيادة الطلب على الحافلات التي تعمل بالديزل والكهرباء في مدن أميركا الشمالية، وتقدر شركة ديملر كرايسلر التي اقتربت علامتها التجارية من نوع اوريون من اقتناص حصة سوقية بمعدل 60 في المائة، وفقاً لطلبات الشراء الحالية أن أعداد الحافلات الهجينة في الطرق الأميركية والكندية سوف يرتفع بثلاثة أرباعه خلال العام المقبل من مستوى 1200 إلى 2100 حافلة·
وكما ورد في صحيفة الـ''فاينانشيال تايمز'' مؤخراً يقول بريان ماكليود نائب رئيس شركة جيلينج المصنعة للحافلات في ولاية كاليفورنيا ''لقد بدأت هذه الحافلات تشهد مبيعات متسارعة الوتيرة''·
ومنذ أن بدأت شركة جيلينج في الإنتاج التجاري للحافلات المهجنة، قامت بتوفير أحجام كبيرة من الوقود· ولهذا أسبابه، فالحافلات في نيويورك التي لديها أكبر أسطول في العالم حاليا من الحافلات المهجنة، تسير بمتوسط سرعة لا يزيد على 7 أميال في الساعة، كما أن معظم طاقة البطارية التي يتم استخدامها من أجل زيادة السرعة تأتي من الطاقة المخزنة· وقامت شركة جيلينج بتجربة العديد من أنواع الوقود البديل بما في ذلك الميثانول والايثانول والبروبين والغاز الطبيعي، وكما يقول ماكلويد فإن جميعها قد حقق قدرا من النجاح، إلا أن بعض هذا الوقود مثل الميثانول أنتجت كمية من المواد السامة، وأضاف: ''بعضها يتسم بكفاءة لا تقل عن كفاءة محركات الديزل، وعلى كل فبمساعدة من وقود الديزل الخالي من الكبريت والذي طرح للبيع في الأسواق الأميركية في الشهر الماضي فقد أصبح من الممكن الحصول على سيارة نظيفة بالكامل''·
وعلى صعيد آخر، فإن تكنولوجيا التهجين الخاصة بشركة جيلينج ظلت توفرها شركة اليسون ترانسميشن التابعة لمجموعة جنرال موتورز التي أصبحت تزود أيضا شركة نيوفلاير للصناعات المصنعة الأخرى للحافلات بهذا النوع الجديد من المحركات، وهي شركة تتخذ من وينبيج في ولاية اوريون مقراً لها، وتستخدم تكنولوجيا شركة بي إيه إي للأنظمة في إنتاج الحافلات، وقد دخلت شركة جنرال موتورز في شراكة مع كل من ديملر كرايسلر وشركة بي إم دبليو لتبني تكنولوجيا الحافلات الخاصة بشركة اليسون لتطبيقها على السيارات والشاحنات صغيرة الحجم، كما تخطط شركة جنرال موتورز لإطلاق سيارة رياضية ثم شاحنة من نوع البيك اب في فترة لاحقة· وخلص تقرير أعدته هيئة مختبرات الطاقة المتجددة الوطنية الأميركية في الشهر الماضي إلى أن اقتصاد الوقود في الأساطيل المهجنة في نيويورك أفضل بمقدار الثلث من ذلك الخاص بالحافلات التي تعمق بالديزل وأفضل أيضا بنسبة تتراوح ما بين 60 إلى 120 في المائة من السيارات التي تعمل بالغاز الطبيعي، كما أن السيارات الهجينة تتمتع بمصداقية أكبر بكثير من أدنى مستوى للمعايير المحددة·
وتتطلع نيويورك إلى زيادة أسطولها من الحافلات المهجنة من نوع اوريون من 500 إلى 825 حافلة، أما في كندا فتعتزم السلطات زيادة عدد الحافلات المهجنة بحيث تشكل ثلث اجمالي عدد الحافلات في تورنتو، وكما يقول بات سكولي المسؤول التجاري عن إدارة الحافلات في أميركا الشمالية في شركة ديملر كرايسلر ''نحن نعتقد بأنه بمرور الوقت فإن حجم مشتريات الحافلات سوف يتحول لمصلحة الحافلات الهجينة''· وبلا شك فإن الدعم السياسي الذي تتلقاه السيارات الهجينة قد ساعد على تحمل أسعارها المرتفعة حيث أن الحافلة المهجنة تبلغ تكلفتها 530 ألف دولار أي أكثر بنسبة 60 في المائة من الموديل الذي يعمل بالديزل· وفي الولايات المتحدة فإن الحكومة الفيدرالية تدفع 80 في المائة من قيمة فواتير الحافلات الجديدة الخاصة بالبلديات المحلية لكن ارتفاع هذه الأسعار مازال يمثل حاجزاً أمام انتشارها في بعض الأسواق الأخرى بما فيها القارة الأوروبية، إذ يقول سكولى ''إن ظاهرة التهجين مازالت حتى الآن أمرا يقتصر على الولايات المتحدة وكندا''·
عدد اليوم
