السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفقر يدفع أطفال أفغانستان إلى العمل بدوام كامل

19 ديسمبر 2010 19:51
أوضحت تقارير صادرة عن الحكومة الأفغانية ان نحو 1,2 مليون طفل أفغاني يعملون دواما كاملا أو لبعض الوقت في بلد أوجدت فيه الحرب والفقر والبطالة المنتشرة على نطاق واسع، والرغبة في تكوين عائلات كبيرة، سوق عمل ضخمة للصغار. وكشفت دراسة للمفوضية المستقلة لحقوق الإنسان في أفغانستان في عام 2010 أن قطاعا كبيرا من الأطفال الأفغان البالغ عددهم 15 مليونا، أي ما يصل الى 40 في المئة من سكان البلاد، يرجح انخراطهم في نوع ما من الأعمال المدفوعة الأجر. وتقول جماعات الإغاثة وحقوق الإنسان إن قوانين عمالة الأطفال يجري تجاهلها بشكل روتيني. وفي حين يستطيع الأطفال الأفغان العمل بشكل قانوني حتى 35 ساعة في الأسبوع بدءا من سن الرابعة عشرة، فليس مسموحا لهم القيام بأعمال تنطوي على خطورة مثل العمل في ورش الحدادة أو سواها من الأعمال المنهكة، والمتسمة بقدر كبير من الخطورة. ويوضح عبد الوهاب، ذو الحادية عشرة من العمر، والذي تبدو كتفاه أعرض من أكتاف أقرانه في مثل سنه، بسبب عمله في ورشة حدادة يملكها والده: “أود الذهاب الى المدرسة، لكن والدي وحيد هنا لذلك يتعين علي مساعدته”. ويقول والده عبد الرزاق انه انتقل هو وزوجته وأطفاله الاربعة الى العيش في كابول قبل عامين من مدينة هرات بغرب افغانستان. ويضيف عبد الرزاق الذي يكسب ما يعادل (33 دولارا) في الاسبوع في منطقة باروان 3 بكابول وهي مركز لورش اصلاح السيارات: “يتعين علينا العمل. لا أحب ان يعمل ابني هنا. أريده ان يذهب الى المدرسة لكن علينا أن نعمل”. كما يعمل بعض الأطفال في ورش إصلاح السيارات، وفي الزراعة، وغزل السجاد وبيع السلع والبضائع في الشارع، ويتسولون المال بمسح المركبات التي يعلوها التراب في الاختناقات المرورية المزمنة في كابول، او يجمعون العلب والزجاجات من مستودعات القمامة. ويصف نادر نادري، رئيس المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان في أفغانستان، أوضاع الأطفال العاملين بقوله: “معظمهم يبدأون العمل من سن التاسعة، ولدينا اطفال دون التاسعة يبيعون اشياء في الشارع. جزء كبير من هؤلاء الاطفال يعولون أسرهم”. ويكشف أن عمالة الأطفال لم تعد تسبب صدمة للأفغان بعد، لكنها أصبحت مشكلة اجتماعية أساسية، محذراً من أنه اذا لم يجر التعامل مع هذه المشكلة، واذا ترك الاطفال دون تعليم فسيؤدي ذلك إلى تقويض اي إمكانية للنمو والتنمية المستقبلية للبلاد”. من جانبها تحمل بيبي جول، البالغة من العمر عشرة اعوام، وترتدي فستانا أحمر متسخا وسروالا أخضر، حقيبة مصنوعة من الخيش لتجمع فيها الركام المعدني. وتقول أن والدها قتل في حادثة بمصنع ويتعين عليها كسب المال لامها وأخوتها الأربعة بدلا من الذهاب الى المدرسة. كذلك الأمر بالنسبة ل”أريس” البالغ من العمر سبعة أعوام فهو يود ان يكون معلما عندما يكبر، لكنه يعمل في إصلاح السيارات منذ عامين. ويوضح بخجل، بينما هو جالس أعلى الإطار الجديد لشاحنة ممسكا بمفتاح ربط “أعمل في إصلاح السيارات بشكل عام”. مضيفاً أنه يذهب الى المدرسة من السادسة صباحا الى التاسعة صباحا، ثم يعمل ما لا يقل عن ثماني ساعات ليكسب ما يعادل(دولارا) في الاسبوع.
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©