السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التفاصيل التراثية تروي حكاية فنون البناء وجمالياته

التفاصيل التراثية تروي حكاية فنون البناء وجمالياته
19 ديسمبر 2010 19:55
تسعى أندية وجمعيات التراث في الدولة إلى إحياء تراث الآباء والأجداد، ونشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث العمراني والمباني القديمة الطابع. فبعد أن عمت النهضة العمرانية إمارات الدولة وانتشرت الأبنية العصرية الشاهقة، عادت للظهور مؤخراً الاهتمام بإنشاء بيوت شعبية وفلل ومساكن ومكاتب ذات طابع تراثي يعيدنا إلى الحقب الماضية من تاريخ المنطقة. تحاكي القرى والأحياء والبيوت التراثية التي تقيمها أندية التراث والبلديات وهيئات الآثار والسياحة في تفاصيلها دور أجدادنا على مر العصور، سواء الذين كانوا هنا قبل سنوات أو قبل مئات السنين، وتشهد على ذلك القرى التراثية بما فيها من تصاميم تراثية ومبان ومرافق وحجرات وأبواب وشبابيك وبراجيل وحظائر وطوي وغير ذلك من تفاصيل بيئية. البيوت الكبيرة يعكس البناء الإماراتي القديم بشكل واضح للقيم الثقافية والاجتماعية والبيئية، يوضح ذلك أحمد العناب- مدير جمعية التراث العمراني، ويقول: “تتمثل العمارة التقليدية في التنظيم الوظيفي لعناصر المسكن والاعتماد على الفناء الداخلي المفتوح لتوفير الخصوصية اللازمة للسكان واستخدام مواد إنشاء محلية لبناء البيت الكبير مثل الأحجار البحرية والجص والحجر والنخيل، والاستفادة من البراجيل في تلطيف الجو الداخلي للغرف. لذا انتشرت القلاع عند مداخل المدن لتوفير الحماية للسكان وتعددت أمثلة العمارة التراثية في أنحاء الإمارات لتشترك جميعها في تحقيق الطابع المعماري المميز الذي يعكس كافة ظروفها الثقافية والبيئية والاجتماعية”. ويضيف: “في عصرنا الحالي بعد انتشار مبان حديثة الطابع لا تحمل طابع ولا هوية المنطقة، عادت الأشكال المعمارية التراثية للظهور نتيجة للوعي بأهمية وجود طابع معماري مميز للمنطقة، كي لا يتفاقم الاهتمام بالتطور التكنولوجي في سبيل تحقيق عمارة تتناسب مع متطلبات العصر والتقدم التكنولوجي دون الاهتمام بالإنسان وظروفه الثقافية والاجتماعية، لذا عادت العمارة التقليدية والتراثية من خلال الفلل والبيوت الشعبية”. الأبواب والنوافذ تنتشر أبواب البيوت القديمة تراثية الطابع (الخشبية خاصة) في كافة إمارات الدولة، وتعنى أندية التراث عبر أسواقها الشعبية على صناعة أبواب لها طابع تراثي تماثل الأبواب القديمة في المنطقة، يقول في ذلك حثبور بن كداس- استشاري التراث في “نادي تراث الإمارات”: “تؤدي الأبواب في المنطقة دوراً مهماً في تحقيق الزمان للسكان، سواء كانت الأبواب خشبية أو حديدية أو من سعف النخيل. وقد توفرت في أبوظبي على مر السنوات البعيدة الماضية أبواب مختلفة الطراز تنتمي لعدة عصور عربية. لذا تحرص أندية التراث وهيئات السياحة في الدولة على الحفاظ على القديم المتبقي منها وعرضه في متاحفها”. من جهته يوضح علي بن حسن- استشاري التراث في “نادي تراث الإمارات” دور النوافذ “الدرايش” في المنزل القديم، يقول: “أدت النوافذ دوراً مهماً في المنزل الشعبي القديم سواء أطلت على المنزل أو على الشارع، وكان آباؤنا يزودون الحجرات بفتحات في الطوف لها وظيفتان هما إدخال الضوء والتهوية في الصيف، وإدخال أشعة الشمس في الشتاء. وكانت آنذاك تصنع من أخشاب الأشجار المحلية على شكل مستطيل يمر به صف من قضبان الحديد الطولية المرتبة بشكل أفقي، وكانت “الدرايش” تصنع بأشكال وأحجام مختلفة، فمنها حجرية تحفر في الجدار نفسه، ومنها خشبية تعشق بالحديد وتكون على باحة البيت في الأدوار السفلية ولا تكون على الشارع إلا في الأدوار العلوية وتكون من درفتين، ومنها تزين البيوت من الخارج وتسمى الزرانيق”. براجيل الهواء كان البرجيل ينصب فوق بيت العريش المبني من سعف النخيل، وهو عبارة عن أربعة مربعات أو أعمدة، يساهم ارتفاعه في جلب الهواء. يقول في ذلك ابن كداس: “يحاط البرجيل من الداخل والخارج بقماش الأشرعة و”الطربال” و”اليزايا” مع تشبيك سعف النخيل وإحاطته بالحصير والسجاد وتثبيته بأوتاد من كل الأطراف ليتماسك ويصمد في وجه التيارات الهوائية، ويزود بسقف من السعف “الدعون” على شكل مظلة تقي من أشعة الشمس الحارة. وهناك برجيل آخر حجري أو من الجص له شكل البرج، وتشكل أسياخ الحديد دعامته، بينما القسم العلوي منه يجهز بشبكة حديدية، تستخدم بغرض دعمه ومنع دخول الطيور إلى داخل البرج”. فنون العمارة العربية وجمالياتها ثمة تفاصيل معمارية تراثية عديدة تزين الدور الشعبية والمباني التي ترفعها أندية التراث والبلديات ومنها “القرية التراثية بأبوظبي، حي البستكية بدبي، بيوت الخطاطين الشارقة، المنطقة الأثرية برأس الخيمة، القرية التراثية بالفجيرة”، وتروي جميعها حكاية فنون العمارة العربية وجمالياتها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©