ما يضعه الناس في غير موضعه

«أشفار العين»: يذهب الناس إلى أنها الشعر النابت على حروف العين، إنما الأشفار حروف العين التي ينبت عليها الشعر، والشعر هو الهدب، وقال الفقهاء المتقدمون: في كل شفر من أشفار العين ربع الدية، يعنون كل جفن، وشفر كل شيء حرفه، وكذلك شفيره، ومنه يقال «شفير الوادي» وشفر الرحم. وإن كان أحد من الفصحاء سمى الشعر شعراً فإنما سماه بمنبته، والعرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا كان مجاوراً له أو كان منه بسبب، كما يسمى الشيء باسم غيره « من ذلك» حُمَّة «العقرب» يذهب الناس إلى أنها شوكة العقرب التي يلسع بها، وذلك غلط، إنما الحمة لسمها وضرها وكذلك هي من الحية (لأنها سم) ومنه قول ابن سيرين «يكره الترياق إذا كان فيه الحمة» يعني بذلك السم. - نسمع في وصف الظلم على العباد بأنه كالسيف المصلت، فما هو الصلت؟ صلت: تجرد الشيء مما يعروه. ويتحقق المعنى في كل استعمالات الجذر (صلت) فمن قولهم: أصلت سيفه: جرده من غمده (وهو صريح). ورجل صلت الجبين واضحه (جبينه مجرد من الشعر الذي يكسو ما حوله). والصلتان: الحمار المنجرد القصير الشعر (قصر شعره يبديه كأن حجر بالنسبة إلى طويل الشعر). وجاء بمرق يصلت: إذا كان قليل الدسم، كثير الماء (مجرد من قشرة الدسم، التي تعلو المرق الدسم). وانصلت في سيره: مضى وسبق (سبقه يخلصه من بين ما حوله فيصبح وحده كأنه تجرد مما يحيط به). أمثال يهب مع كل ريح يضرب للإمعة أهدى من القطا يضرب المثل بهداية القطا في المجاهل لا تهرف بما لا تعرف الهَرَفُ: الإطناب في المدح، يضرب لمن يتعدى الحدود في المدح قبل تمام معرفته. - هَرِّقْ على جمرك هَرَّق الماء صبه: يضرب للغضبان، أي صب ماء على غضبك وسكّنه. إذا هلك عير فعير في الرباط. يضرب مثلاً للشيء يقدر على العوض منه فيستخف لفقده. والرباط الحبل الذي تربط به الخيل أو الإبل. إما هُلكٌ وإما مُلكٌ أي إما أن أهلك وإما أن أفوز. نوادر لقي يعقوب صروف أحد أصحاب مجلة المقطم الشيخ يوسف الخازن، وهو يحمل رزمة من الأوراق، فقال يعقوب صروف مازحاً: تأبط الشيخ شراً في إشارة إلى شاعر كان يلقب بتأبط شراً، فضحك الشيخ يوسف الخازن وفتح رزمة الأوراق فإذا هي مجموعة من مجلة المقطم، فخجل صروف وانصرف.‏ إسماعيل بن محمد الشاشي العامري: أخلاي أمثــال الكواكــب كثرةٌ بل كلّهـــم مثل الزمــــان تلوناً وكُنّتُ أرى أن التجــــارب عِدةٌ إسماعيل ديب