السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إصابة وزير الدفاع اليمني في محاولة اغتيال

إصابة وزير الدفاع اليمني في محاولة اغتيال
12 سبتمبر 2012
أُصيب وزير الدفاع اليمني، اللواء ركن محمد ناصر أحمد، أمس الثلاثاء، في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، استهدف موكبه بالقرب من مقر الحكومة، وسط العاصمة صنعاء، موقعاً 12 قتيلا، هم سبعة جنود وخمسة مدنيين، بينهم سياسي وسفير سابق. وقال سكان وشهود عيان لـ(الاتحاد) إن “انفجارا قويا” هز، ظهر الثلاثاء، الأحياء السكنية المجاورة لمقر الحكومة، في حي “التحرير”، وسط صنعاء، مشيرين إلى أن الانفجار وقع أثناء مغادرة وزراء حكومة “الوفاق الوطني” مبنى رئاسة الوزراء بعد عقد اجتماعهم الأسبوعي هناك. وذكر حسن عبدالولي، الذي يسكن بجوار مقر الحكومة، إن سيارة كان يقودها شخص، “حاولت اعتراض موكب وزير الدفاع”، المكون من ثلاث سيارات، أثناء مروره بجوار حديقة صغيرة تابعة لمبنى إذاعة صنعاء، وعلى بعد حوالي 200 متر من البوابة الرئيسية لرئاسة الوزراء، لافتا إلى أن السيارة الثالثة بموكب وزير الدفاع “اعترضت” طريق السيارة المهاجمة، قبل ثوان من انفجار الأخيرة، ما أدى إلى احتراق السيارتين بالكامل، وتضرر عدد من السيارات التي كانت تمر أو تقف على جانبي الطريق. وشوهدت أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من مكان التفجير، الذي يعد رابع محاولة اغتيال، منذ أواخر العام الماضي، تستهدف وزير الدفاع اليمني، الذي قاد، منتصف يونيو الفائت، هجوما واسعا ناجحا على معاقل تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين. ومنع رجال الشرطة العشرات من المدنيين والسكان من الاقتراب إلى مكان التفجير، الذي هرعت إليه سيارات إسعاف لنقل القتلى والجرحى إلى مستشفيات قريبة، فيما سارعت سيارات الدفاع المدني إلى إطفاء الحرائق الناجمة عن هذا الانفجار، الذي يحمل، حسب مراقبين، بصمات تنظيم القاعدة المتطرف. وأعلن وزير الداخلية اليمني، اللواء عبدالقادر قحطان، في بيان صحفي، مساء أمس، أن 12 شخصا، بينهم سبعة من حراس وزير الدفاع قتلوا في “التفجير الإرهابي”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وقد شوهدت جثث عدد من حراس وزير الدفاع وقد تفحمت بالكامل، جراء الانفجار الذي أدى إلى احتراق منزل وتضرر عدد آخر من المنازل. وقال ضابط يمني، مكلف بحماية مقر الحكومة، لـ(الاتحاد) إن وزير الدفاع “لم يصب بأذى” في التفجير، مؤكدا سقوط قتلى وجرحى في صفوف حراس الوزير وعدد من المدنيين، بعضهم من المارة. لكن مسؤولاً رفيعاً في وزارة الصحة والسكان، أكد لـ(الاتحاد)، إصابة وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، “بجروح غير بالغة”، مضيفاً أن “هناك توجيهات رسمية بعدم الإعلان عن إصابة وزير الدفاع”. وذكر أن من بين القتلى المدنيين، السفير السابق والسياسي البارز، محمد عبدالمجيد قباطي، الذي انشق، العام الماضي، عن المؤتمر الشعبي العام”، حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، احتجاجا على قمع احتجاجات مناهضة للحكومة. وقال إن جثث عدد من القتلى “تمزقت إلى أشلاء صغيرة”، موضحا بأنه تم نقل 13 جريحا، حالة بعضهم حرجة، إلى مستشفيات “الجمهوري”، “الكويت”، و”العسكري” الحكومية. وقد تعهدت السلطات اليمنية بأنها “لن تتوانى بتعقب عناصر الإرهاب التي يثبت تورطها بالحادث”، الذي وقع غداة إعلان الحكومة اليمنية مقتل الرجل الثاني في “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، في “عملية نوعية” للجيش في محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد. واتهم محمد قحطان، وهو قيادي بارز في تكتل “اللقاء المشترك”، الذي يُشكل منذ ديسمبر الحكومة الانتقالية مناصفة مع حزب “المؤتمر”، تنظيم القاعدة، ومن وصفهم بـ”بقايا العائلة”، في إشارة إلى عائلة الرئيس السابق، بالوقوف وراء محاولة اغتيال وزير الدفاع، بهدف “وقف الحرب على الإرهاب” و”إجهاض عملية هيكلة الجيش” المقسوم منذ مارس 2011. وطالب قحطان بـ”توحيد” المؤسسة العسكرية والأمنية “ليكون اليمن قادرا على مواجهة الإرهاب الذي أصبح مدعوما من صالح وعائلته”، حسب قوله. ولا يزال نجل الرئيس السابق، العميد ركن أحمد علي صالح، يقود قوات “الحرس الجمهوري”، أقوى فصائل الجيش عتادا وتسليحا. واعتبرت “المنسقية العليا للثورة”، وهي فصيل بارز في مكونات حركة الاحتجاج الشبابية في اليمن، التفجير الذي استهدف وزير الدفاع “محاولة لجر البلاد إلى العنف”، و”وسيلة قذرة وفاشلة للعودة للحكم”، متعهدة بأن “مرتكبيها لن يفلتوا من العقاب”. ومنذ شهور، تصاعدت حدة الخلاف بين وزير الدفاع والرئيس السابق على خلفية اتهامات للأول بالتحالف مع القائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر، الذي تمرد، العام الماضي، على صالح، الذي أجبر على التنحي، نهاية فبراير، تحت ضغط موجة احتجاجات، هي الأعنف، منذ توليه السلطة في العام 1978. «المشترك» يُدين خطاب «المؤتمر» صنعاء (الاتحاد) - دان تكتل اللقاء المشترك»، الشريك في الائتلاف اليمني الحاكم، ما وصفه بـ»خطاب التهديد والوعيد» الذي أطلقه شريكه في الحكومة، حزب «المؤتمر الشعبي العام»، الليلة قبل الماضية، على خلفية الإعلان عن مسيرة احتجاجية نحو منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وذكر تكتل «اللقاء المشترك»، في بيان، أمس الثلاثاء، أنه يدين «خطاب التهديد والوعيد التي تضمنته وسائل إعلام تابعة للنظام السابق، والتلويح بالعنف الذي قالت انه سيطال الجميع»، مشيراً إلى أنه يأخذ خطاب حزب صالح «على محمل الجد»، وأنه يحمل «الجهات التي أصدرت مثل تلك التهديدات المسؤولية الكاملة». ودعا «المشترك» الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، والحكومة الانتقالية، إلى «التعامل بحزم ومسؤولية إزاء ما تتعرض له البلاد من استهداف مباشر للأمن والاستقرار ومحاولات إغراقها بالفوضى والعنف».وكان «المؤتمر» وحلفاؤه في مجلس «التحالف الوطني»، حذروا من أن صبرهم «قد ينفذ إذا أوغلت تلك الأطراف (في إشارة إلى بعض أحزاب اللقاء المشترك) في ممارساتها الفوضوية واختيارها للعنف والدماء»، منبهين إلى أن أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح «لن يتحركوا بالآلاف وعشرات الآلاف، وإنما بالملايين في كل محافظات اليمن للتصدي لأي ممارسات هوجاء».
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©