الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معركة مارجة الحاسمة... أين المفر لـ«طالبان»؟

معركة مارجة الحاسمة... أين المفر لـ«طالبان»؟
14 فبراير 2010 20:41
بدأ الآلاف من مشاة البحرية الأميركية "المارينز" والجنود الأفغان الزحف على معقل رئيسي لحركة "طالبان" في جنوب أفغانستان خلال الساعات الأولى من صباح السبت الماضي، باستعمال طائرات الهيلوكبتر والمركبات العسكرية المقاومة للألغام... وذلك في إطار أكبر عملية عسكرية تنفذها القوات الأميركية منذ 2001 بهدف فرض سيطرة الحكومة على هذا البلد. وقد وصلت الموجة الأولى من جنود المارينز والجنود الأفغان إلى منطقة مارجة الزراعية حوالي الساعة الثانية صباح يوم السبت، حسب التوقيت المحلي، حيث حطت طائرات الهيلوكبتر الخاصة بنقل الجنود من طراز "سي إتش 53 سوبر ستاليون" وسط غيوم من الغبار فوق الحقول الراقدة. وبينما كان الجنود، المثقلون بالذخائر والإمدادات، يترجلون من الطائرات ويعدون المواقع الدفاعية، كانت تحلق فوق رؤوسهم مقاتلات "إي في- 8 بي" وطائرات الهيلوكبتر الهجومية من طراز "إيه إتش 1 كوبرا" في ليلة غاب عنها القمر. وخلال الستين دقيقة التالية، وصلت موجتان أخريان من الجنود بالقرب من مواقع استراتيجية أخرى في مارجة. وقد شن المتمردون هجمات متفرقة على قوات التحالف خلال الساعات الأولى من العملية، لكن من دون أن يتسببوا في إصابات مهمة. وعند شروق الشمس، دخلت المنطقة براً مئات أخرى من قوات المارينز والجنود الأفغان، باستعمال جسور متحركة لعبور قنوات الري التي بناها مهندسون أميركيون قبل أكثر من 50 عاما، ولعبت دور خنادق مائية دفاعية يتحصن وراءها مقاتلو "طالبان". وقامت شاحنات مدرعة لكسح الألغام ودبابات مجهزة خصيصا لهذا الغرض بشق طريق عبر حزام من القنابل التي زرعت عبر البلدة. ويذكر أن قوات المارينز التي دخلت مارجة كانت مرفوقةً ببعض الوحدات العسكرية الجديدة التي تصل إلى أفغانستان بموجب قرار الرئيس أوباما، في ديسمبر الماضي، نشر 30 ألف جندي إضافي في أفغانستان قصد محاربة تمرد "طالبان" المتنامي. وتهدف العملية إلى حرمان الحركة من ملاذاتها في هلمند، الإقليم الذي يقول مسؤولو الاستخبارات العسكرية إنه يأوي عددا من المنشآت الخاصة بصناعة القنابل ومعامل تحضير المخدرات. وفي هذا السياق، يقول الجنرال لورانس نيكلسون، قائد لواء المارينز الثاني: "إن العملية تهدف إلى إخراجهم من مارجة"، مضيفا أن من شأن القيام بهذه العملية أن يؤدي إلى "تغير أساسي في هيلمند، ومن ورائها، كل أراضي أفغانستان". ورغم أن أفغانستان شهدت حملات عسكرية أميركية كبيرة من قبل لطرد "طالبان" خلال الحرب التي بدأت قبل ثماني سنوات، إلا أن هذه المهمة مختلفة على اعتبار أنها تقوم على تعاون أكبر مع الجيش الأفغاني مقارنة بأي جهد سابق؛ ذلك أن كل سرية أميركية مرفوقة بسرية أفغانية -حيث يجلس الجنود الأميركيون والأفغان جنبا إلى جنب في طائرات الهيلوكبتر- كما يعمل قائد أميركي كبير إلى جانب جنرال أفغاني في أحد مراكز القيادة. وعلى سبيل المثال، فعندما دخلت كتائب أخرى بلدات بمحاذاة وادي هيلمند الصيف الماضي، كان ثمة جندي أفغاني واحد مقابل كل 10 جنود أميركيين. أما هذه المرة، فهناك جندي أفغاني مقابل كل جنديين أميركيين. وفي هذا الإطار، يقول جون كيل ويستون، ممثل وزارة الخارجية في العملية: "إنه معدل يرغب الشعب الأفغاني في رؤيته، ويحتاج الشعب الأميركي لرؤيته". وأعلن مسؤولون أميركيون أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أذن للعملية العسكرية مساء الجمعة بعد محادثات مع السفير الأميركي كارل إيكنبيري والجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأميركية وقوات "الناتو" في أفغانستان، وذلك في أول عملية عسكرية كبيرة يدعمها كرزاي، كما أفاد مسؤولون. فحسب عدد من المسؤولين الأميركيين، فإن كرزاي كان مترددا بشأن إطلاق حملة عسكرية في مارجة، حيث كان يأمل بدلا من ذلك إقناع بعض المتمردين بالمشاركة في برنامج لإعادة إدماجهم؛ لكن إيكنبيري وماكريستال، إضافة إلى بعض الأعضاء الكبار في حكومة كرزاي، حثوه على الموافقة على العملية، لافتين إلى أن المقاتلين في المنطقة كانت لديهم أشهر ليغيروا ولاءاتهم ولم يفعلوا. كما شددوا على أن أكثر من 400 زعيم قبلي من مارجة والمناطق المحيطة بها عبروا عن دعمهم لعملية عسكرية في اجتماعات نظمها حاكم هلمند يومي الخميس والجمعة. والواقع أن ضباط المارينز لم يكونوا واثقين من أن العملية ستبدأ إلا قبل خمس ساعات على الموعد الذي أقلعت فيه أولى طائرات الهيلوكبتر، عندما أعلن نيكلسون لكبار ضباطه أن "الرئيس كرزاي وافق على العملية. إننا ذاهبون". وقد تمت العملية المعقدة لنقل جنود المارينز والجنود الأفغان بواسطة 36 طائرة هيلوكبتر، وأكثر من 24 من طائرات الدعم الأخرى. هذا ومن غير المعلوم كيف ستكون ردة فعل المقاتلين على العملية في المنطقة، لكن القادة العسكريين الأميركيين يتوقعون أن يقف العديد منهم ويحاربوا، حيث تشير التقارير الاستخباراتية الأميركية إلى أن زعماء كبارا من "طالبان" ربما يكونون قد عبروا إلى أفغانستان من مخابئهم في باكستان خلال الأيام الأخيرة لقيادة عمليات دفاعية في مارجة. غير أنه في عمليات سابقة، اختار العديد من المتمردين الفرار إلى المناطق المجاورة حيث توجد قوات أمنية أقل. وقد حاولت وحدات المارينز والجيش محاصرة منطقة مارجة لمنع المقاتلين من الفرار، إلا أنه مازالت ثمة مناطق واسعة من الصحراء حيث يمكنهم الفرار إليها. لكن حتى في حال لم يقاتل المتمردون بأعداد كبيرة، فإن مارجة ستظل ميدانا خطيرا يعج بالعبوات الناسفة تقليدية الصنع، حيث يقول ضباط أميركيون إنها تعد من أكثر الأجزاء تفخيخا في البلاد. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
المصدر: معسكر ليذرنيك (أفغانستان)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©