القاهرة- إيمان إبراهيم:
رغم تكريم النجمة يسرا في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثلاثين وسط عدد من نجوم العالم فإنها بدت حزينةً، ولم تستطع ابتسامات المجاملة التي كانت توزعها هنا وهناك، أن تخفي آثار هذا الحزن في عينيها، وقالت يسرا: إن هذا التكريم يدل على تقدير القائمين على المهرجان لمشواري الفني، ورغم تكريمي في العديد من المهرجانات العربية والأجنبية فإن التكريم من مهرجان بلدي له طعم مختلف، وتقدير أعتز وافتخر به، خاصة بعد ترشيحي أيضا للمشاركة في عضوية اللجنة العليا للمهرجان·
في وجه الانتقادات
لمحة الحزن لم تغادر يسرا، وكان لابد من التعرف على الحقيقة، وحاولت أن تنكر وجود شيء، لكن سرعان ماغلبتها صراحتها، وتحدثت بمرارة عن دهشتها من الانتقادات التي وجهها البعض لرئيس المهرجان بسبب ترشيحها لعضوية اللجنة، وقالت: قرأت بعض التعليقات التي تعترض على اختياري وأتساءل: ألا يعرف هؤلاء أنني أبذل من وقتي وجهدي الكثير لأجل هذه المشاركة؟، أما بخصوص اختياري للتكريم فاعتقد أن مشواري الفني يؤهلني لذلك، وأشكر الفنان عزت أبو عوف رئيس المهرجان لأنه أعفاني من الرد، ورد بنفسه على هذه الانتقادات التى لا أرى لها أهمية، لكنني أحترم آراء الجميع، وكل واحد حر فى رأيه·
أنا وإيناس
وفيما يتعلق بالحملة ضد احدث افلامها ''ماتيجي نرقص'' مع المخرجة ايناس الدغيدي قالت يسرا: أنا سعيدة بهذه التجربة السينمائية الجديدة، وكنت أعرف منذ البداية أن أفلام صديقتي ايناس تثير مشاكل وخلافات كثيرة، لأن هذا خامس لقاء سينمائي بيننا بعد ''امرأة واحدة لا تكفي''، و''دانتيلا''، و''كلام الليل''، و''الوردة الحمراء''، والفيلم يناقش معنى الحياة من خلال شخصية سلوى التي قدمتها بحب، وهي مديرة الشؤون القانونية في إحدى الشركات الكبرى وزوجة وأم تكتشف ذات يوم أن حياتها باردة، وأنها لا تشعر بالمتعة، فتقرر تعلم رقصة ''السالسا'' في إحدى مدارس الرقص، من دون أن تخبر زوجها، فتنقلب حياتها تماما، وفكرة الفيلم مقتبسة عن فيلم أميركي بنفس الاسم لعب بطولته النجم ريتشارد جير، وشاهدت الفيلم مرة واحدة فقط مع ايناس، ولم أكرر مشاهدته حتى لا أتأثر بأداء ريتشارد جير لأنني قدمت دوره، وقام تامر هجرس بدور جينيفر لوبيز·
واضافت يسرا: اكثر ما أعجبني في الفيلم هو التعبير عن تمرد المرأة على حياتها اليومية في سن النضج، الذي يسميه البعض ''أزمة منتصف العمر''، وهي الأزمة التي تدفع المرأة لمراجعة حياتها وحساباتها ألف مرة·
وعن ظاهرة الرقص في الأفلام قالت: الرقصات ليست محشورة، فموضوع الفيلم يقتضي ذلك، وكنت أتدرب على رقصة ''السالسا'' أربع ساعات يوميا لمدة أسبوعين على يد الفنان وليد عوني، كما أنني أعشق الرقص والغناء بشكل عام، وسبق أن رقصت في بدايتي السينمائية في فيلم ''ألف بوسة وبوسة'' مع نجوى فؤاد، كما رقصت في الاستعراض الفرعوني الذي قدمه يوسف شاهين في فيلم ''المهاجر''·
بعيدا عن شاشة رمضان
وعن أسباب اختفائها عن شاشة رمضان الماضي قالت: قررت أن أتمهل قليلا، وتحولت هذا العام إلى متفرجة أتابع أعمال زملائي وزميلاتي، وجلست أمام الشاشة، وحصلت على فرصة ذهبية لأرى اعمالا مختلفة، وأفكر في نوعية العمل الذي أعود به لجمهوري، وكنت أحتاج للحصول على قسط من الراحة·
واستنكرت يسرا الآراء التي حاولت الربط بين إجازتها الدرامية من شاشة رمضان، والهجوم النقدي الذي تعرض له مسلسلها الأخير ''أحلام عادية''، وقالت: تعجبت من رد الفعل القاسي الذي تعامل به بعض النقاد مع المسلسل، ولم أصدق أن أحدهم وصفه بأنه ''غلطة عمري''، وهذا ليس صحيحا بالمرة، لكن ربما شعر البعض بالصدمة من الدور الجديد الذي قدمته، ولم يستوعبه الذين تستهويهم مشاهدة الدراما التقليدية، ولم يفهموا أنني كممثلة أحتاج بين الحين والآخر لتغيير نوعية الأدوار التي أقدمها·
وأضافت: حيرني النقاد حيرة كبيرة، ففي السنوات السابقة قدمت مسلسلات ''أين قلبي'' و''ملك روحي'' و''لقاء على الهواء''، فكتبوا أن يسرا تقدم دائما دور المرأة المثالية التي لا تخطئ، فتعاملت مع ملاحظاتهم باهتمام، وقررت تغيير أدواري ووجدت الفرصة في دور ''نادية أنزحة'' في مسلسل ''أحلام عادية''، فقدمته وبذلت فيه جهدا كبيرا، وبعد عرض العمل واعجاب الجمهور به، فوجئت بالنقاد يكتبون أشياء غريبة، ويواصلون الهجوم بآراء عكس ماقالوه من قبل··· فماذا أفعل لأُرضيَهم؟ لقد حاولت دائما تغيير أدواري، ولم أقدم نوعية واحدة، حتى أنني قدمت دور أم وجدة، مع أن هناك ممثلات أكبر مني في العمر رفضن ذلك، ولكن هذا لايقلقني لأنني أنتمي إلى نوعية الممثل الذي يعيش العمر كله·
عدد اليوم
