السعودية تتوقع زيادة إنتاج «أوبك» بسبب ارتفاع الطلب

قال وزير النفط السعودي علي النعيمي أمس إن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” قد يرفعون انتاج الخام خلال 2011 تلبية لتنامي الطلب العالمي، الذي توقع أن يرتفع بين 1,5 و1,8 مليون برميل يومياً خلال 2011، مؤكداً استقرار أسعار النفط العالمية خلال العام الحالي. واستقر خام القياس الأوروبي مزيج برنت بالقرب من 98 دولاراً للبرميل أمس مع تجدد الثقة في أن الاقتصادات المتقدمة تنتعش، وارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت للشحنات تسليم مارس سبعة سنتات إلى 97,67 دولار للبرميل. وكان قد وصل إلى 99,20 دولار في 14 يناير، مسجلاً أعلى مستوى منذ أكتوبر 2008. وتراجع الخام الأميركي الخفيف للشحنات تسليم مارس 41 سنتاً إلى 88,70 دولار للبرميل. وتراجع سعر سلة خامات نفط “أوبك” إلى 92,90 دولار للبرميل يوم الجمعة من 92,95 دولار في اليوم السابق. وأوضح النعيمي، خلال منتدى التنافسية العالمي في الرياض أمس، أن زيادة الطلب على النفط ستأتي من الصين والهند إضافة إلى أن الطلب الأميركي سيرتفع بشكل طفيف. وقال النعيمي إن آسيا تحصل على نحو 60% من صادرات النفط السعودي. وتوقع استمرار فائض الطاقة الإنتاجية لـ”أوبك” عند 6 ملايين برميل يومياً، مع مواصلة الدول غير الأعضاء في “أوبك” زيادة الإنتاج. وقال إن فائض الطاقة الإنتاجية للسعودية في 2011 سيكون نحو 4 ملايين برميل يومياً، لكنه أبدى مخاوفه من المضاربين على سوق العقود الآجلة ودفعهم الأسعار للارتفاع أو الهبوط بعيداً عن العوامل الأساسية للسوق. وأخذت أسعار النفط العالمية مساراً صعودياًً منذ أواخر العام الماضي، إذ سجل مزيج برنت أعلى مستوى خلال 27 شهراً في وقت سابق من الشهر الجاري، مقترباً من مستوى 100 دولار للبرميل الذي توقع محللون في مسح أجرته “رويترز” أن يكون هدفاً وشيكاً. وقال النعيمي إن السياسة النفطية للسعودية تركز على استقرار أسعار النفط، مضيفاً أن هذه السياسة تقوم على محورين: الأول التوازن بين العرض والطلب ووجود مخزونات تجارية مناسبة، والثاني استقرار سعر النفط عند مستويات لا تؤثر سلباً على نمو الاقتصاد العالمي خاصة في الدول النامية. وظلت الأسعار في نطاق 70 إلى 80 دولاراً للبرميل خلال النصف الثاني من 2010، وهو مستوى قالت السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم إنها تفضله. ولم يذكر النعيمي مستوى محدداً يفضله لأسعار النفط، لكنه قال إن من المتوقع أن تدر مستويات الاسعار الحالية إيرادات مناسبة للدول المنتجة. وأضاف أن من المفترض أن تدر هذه المستويات أرباحاً مناسبة للشركات النفطية بغض النظر عن ملكيتها أو حجمها لتواصل الاستثمار في جميع مراحل سلسلة القيمة النفطية. ورفض النعيمي القول إن كان إنتاج السعودية يتماشى مع حصتها المقررة في “أوبك”، بعدما أشار تقرير صدر مؤخراً من وكالة الطاقة الدولية إلى أن السعودية ترفع امداداتها من الخام إلى السوق. وقال النعيمي للصحفيين “ما دخل وكالة الطاقة في هذا الأمر؟ هم يقولون ما يريدون، لن أجيب عن هذه الأسئلة لأننا وضعنا نظاماً يمكنكم معرفة المعلومة من خلاله”. وأوضح الوزير السعودي أن من المرجح أن تواصل الدول غير الأعضاء بمنظمة “أوبك” تعزيز انتاجها لكن بوتيرة أبطأ، مضيفاً أن ذلك سيمنح “أوبك” الفرصة لتعزيز الامدادات في السوق العالمية. ويتوقع الخبراء انتعاش الأسعار على خلفية قوة الطلب على النفط خاصة من الدول الناشئة وهو ما سلط النعيمي عليه الضوء أيضاً.