الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مدينة العسل» تقدم التراث و «برود كاست من المريخ» تبحث سبل إنقاذ الأرض

«مدينة العسل» تقدم التراث و «برود كاست من المريخ» تبحث سبل إنقاذ الأرض
19 ديسمبر 2010 22:19
تواصلت فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل، على خشبة معهد الفنون المسرحية بالشارقة، حيث جرى مساء أمس الأول عرض المسرحيتين “مدينة العسل” لفرقة مسرح الشارقة الوطني، إعداد وإخراج عدنان سلوم و”برودكاست من المريخ” لفرقة مسرح زايد للطفولة، إعداد حميد فارس وإخراج مبارك ماشي. وقد حقق العرضان إجماعاً على ارتفاع سويتهما الفنية من قبل المسرحيين والأطفال، الذين تابعوا العرضين، وذلك بحسب درجة انسجام الأطفال معهما أو ما قيل في ردهة معهد الشارقة للفنون المسرحية، فضلاً عن ما قيل في الندوتين التطبيقيتين، إلا أن البعض قال، صراحة، إن المهرجان قد بدأ اليوم. واعتمد المخرج عدنان سلوم في عرضه على بساطة الفكرة والخبرة العالية للممثلين وعناصر ديكور أكثر بساطة. تدور الفكرة حول فكرة “المرابي” والجدة. وذلك في قالب حكاية أكثر قرباً من الإرث الشفوي للحكاية المتعلق بقصص الأطفال، حيث تطلب الزوجة من زوجها المرابي شراء العسل، فيكلف أحدهم بشرائه وأثناء عودته يلتقي بالجدة التي تطلب منه قليلاً من العسل لحفيدها المريض، وعندما يرفض تدعو الله أن يندلق العسل وأن تتغير فائدته، وهذا ما يحدث بالفعل، فيجتمع أهل المدينة حول العسل ويلعقون منه فيصابون بما يعرف بالعربية الفصيحة بالفواق، أو بالزغطة بلهجة أهل مصر، بما فيهم الحاكم الذي يستدعي الجدة فتروي له حكاية حفيدها، ولما طلب منها أن تشفيهم بدعواتها من هذا البلاء تشترط أن يقوم المرابي بدفع أثمان العلاجات. بهذه البساطة ينتصر الخير على الشر. لقد أثار العرض بجمالياته البسيطة سعادة جمهور المتفرجين الصغار وتناغم التمثيل واستجابته لطبيعة الديكور، وكذلك للإضاءة التي جاءت موفقة تصميماً وتنفيذاً. أما في “برودكاست من المريخ”، فقد استطاع المخرج مبارك ماشي أن يجرّ الطفل إلى منطقته الخاصة وأن يجعل انتباهة الأطفال مصوبة باتجاه العرض ربما لسبب أساسي هو احترامه لعقل الطفل ومخيلته ثم لصناعته سينوغرافيا لا تخلو من الإبهار، تحديداً في الإضاءة. تدور فكرة العرض حول اجتماع للكواكب، لأن كوكب الأرض بات مريضاً، حيث تدور الأحداث في سياق الحفاظ على البيئة وما يفعله أهل الأرض بكوكبهم ما أوصله إلى هذه الحال المزرية. ولمزيد من الإيهام الذي يستبطن الرغبة في توسيع مدارك الطفل ومخيلته عمد المخرج إلى وضع ما هو شبيه بشاشة سينمائية أبرزت عالم الفضاء الخارجي، لكن اللحظة التي ابتعد فيها انتباه “الأساتذة الصغار” عن العرض كانت في تلك اللحظة التي هبطت فيها من خلفية المسرح، أي الجهة المعاكسة للخلفية “طيارة” فبات الأطفال بانتظار واحدة أخرى، لكن لم يستغرق الكثير من الوقت. والأمر الآخر، الذي شدّ انتباه الأطفال إلى العرض، ربما هو حضور ممثلين أطفال في العرض، فإن يرى الطفل طفلاً آخر مثله يقوم بفعل التمثيل، فإن الأمر بدا مثيراً لفضوله، حيث اعتاد أن يرى الممثل على الخشبة أو في التلفزيون شخصاً ناضجاً. وبدا تمثيل الأطفال مرتفع السوية ومقنعاً وجديراً بالانتباه إليه كي يسمر هؤلاء ويرفدوا المستقبل بمواهبهم، وهو من جهة ثانية يشير إلى انتباه المخرج إلى الاشتغال على ممثله وأن المشاركة في مهرجان خاص له حساسيته، يعني أنه مبارك ماشي مخرج يعرف دوره كاملاً. يعرض اليوم يشهد المهرجان في السادسة من مساء اليوم عرض مسرحية “جسّوم ألون” لفرقة مسرح دبي الشعبي، تأليف أحمد الماجد وإخراج محمد سعيد السلطي. وفي الثامنة مساء تعرض مسرحية “الأمير مشغول” لفرقة جمعية حتّا للثقافة والفنون والتراث من إعداد وإخراج عمر غباش.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©