الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيلويت··· جزيرة عذراء متوجة بالبهاء

سيلويت··· جزيرة عذراء متوجة بالبهاء
24 ديسمبر 2006 00:49
سيشل - سيلويت تحقيق وتصوير روعة يونس: يعتاد المرء في الرحلات الجوية، على هبوط الطائرة في مدرج إسفلتي مفتوح على مساحات شاسعة، يدخل بعدها إلى مبنى إسمنتي واسع، لكن في جزر سيشل، الأمر مغاير تماماً! تكتشف ذلك حين تنوي السفر إلى جمهورية ''جزر سيشل'' التي افتتحت شركة طيران الإمارات وجهة سياحية جديدة إليها منذ شهر يناير ،2005 لتسيّر حالياً أربع رحلات أسبوعية من دبي، باستخدام طائرة حديثة من طراز إير باص 27 مقعداً في درجة رجال الأعمال و251 مقعد في الدرجة السياحية، لتحظى بمميزات رائعة توفر سبل السفر المريح والممتع والآمن· بعد أربع ساعات ونصف من التحليق فوق الماء والسحاب، تصل إلى العاصمة ''بورت فيكتوريا'' الرابضة على جزيرة ''ماهي'' أكبر الجزر، ورغم وصولك الأرض تشــــعر بالتحليق في فضاءات الجمال الخارق، فالطائرة تحط فوق رصيف لا ككل مدرجات المطارات العصرية، بل محاط بالبحر يميناً وجبال الجزيرة يساراً، كمن يهبط في غابة تفتح يديها على البحر وجزره حين تلاقي زوارها· هيلا يا واسع يستقبلك أناس ابتساماتهم واسعة، تعكس ألوان بشرتهم الأفريقية ملامح الطيبة والترحيب، ولن تغلب في الجوازات والجمارك فهم يتحدثون الفرنسية والإنجليزية، ولغتهم الكريولية المحلية· ستحصل على تأشيرة دخول سياحية من المطار، لتخرج فوراً إلى بحر على مدّ النظر لا يمكن إلاّ أن تلقي عليه السلام على طريقة فيروز ''هيلا يا واسع'' فمركبك الذي يقلك من ميناء العاصمة إلى جزيرة ''سيلويت'' سوف ''يسافر بليلة ريح دافئة وتدار الدفة جنوبية، تحن عليه الريح وتصل على الميناء الغجرية''· في الطريق إلى سيلويت الذي يستمر قرابة ساعة كاملة بالسفينة، تمر بالعديد من جزر سيشل البالغ عددها 115 جزيرة، ربعها فقط مأهول بالسكان، يخترقها السحاب كما لو كان ''شماغاً'' أبيضاً فوق جبال الجزر التي ترتفع عن سطح البحر، وتفغر فاهك لمرأى الأشجار تنبثق من أحجار الغرانيت الأسود· تصادف الدلافين الوديعة تنبثق كالنوافير من ماء المحيط، والطيور تزقزق فوقها تراقصها بمحبة، ولن يسلبك من متعة تأمل هذه الطبيعة المتنوعة المتفردة وصولك إلى جزيرة سيلويت، فأنت موعود بمتع أكثر وأكبر، كيف لا وقد وطأتَ جنة الله على الأرض كما اُتفق على تسميتها! في ميناء صغير بسيط يكاد يتسع لسفن لاتتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، تقف السفينة، لتنزل إلى بهو استراحة خشبي أنيق جميل، ستكتشف بعدها أن الجزيرة كلها مبنية من خشب الأشجار والحديد بطريقة ''أسطح مسبقة الصنع''· يقدمون لك كوباً مزيناً بزهرة ليمون وتستقل السيارات الصغيرة المكشوفة، لتقلك إلى فندق ''لابريز'' المنتجع الوحيد في الجزيرة· الظل الأصل تعبرمنعطفات وشوارع الجزيرة الرملية الضيقة، وتتعرف على طبيعتها الساحرة وأهلها ومرافقها الخدمية البسيطة، ستفغر فاهك وتفتح أجنحة عينيك على وسعهما لتحلقا في الفضاء الرحب مذهولاً بما تراه، محدثاً نفسك بأمرين: هل حقاً أنت هنا! وكم سيفوتك لو لم تأت هنا؟ وسرعان ما تثق أنك لاتحلم، وبأن ''سيلويت'' أي ''الظل'' بالفرنسية هي أصل وحقيقة، وليست ظلاً ولا تخيلاً، وإن فاق جمالها الوصف والخيال· أنت محاط بسماء وبحر· المدى مفتوح على الأزرق في الأعلى والأدنى والأقصى، ليس بالقرب سوى الأخضر لون الجزيرة وجبالها، ورمال لونها ليس ذهبياً كما في صحارينا، بل بيضاء ناعمة، تسوّر شواطىء المحيط موشاة بأصداف يتركها الموج بعد كل مدّ وجزر، تنحني عليها بقاماتها الفارعة أشجار النخيل وجوز الهند المصطفة بجوار أحجار الغرانيت لتضفي على روعة هذه المشاهد، رونقاً فريداً قلما تجده في طبيعة هذا الكون· لابريز أسطورة النسيم تستقل السيارة الصغيرة ''بوتي كار'' المكشوفة، لتقلك إلى المنتجع الوحيد في الجزيرة والذي اُفتتح مؤخراً في نوفمبر، فالإقامة في سيلويت تعني فندق ومنتجع ''لابريز'' وهذا يعني بدوره الدخول إلى الحلم الجميل و''النسيم العليل'' كما يقال في الفرنسية· ومع أن الجو الاستوائي يعني حرارة مرتفعة بعض الشيء، إلاّ أن النسائم تبدد هذا الظن خاصة مع مطلع نوفمبر وصولاً إلى إبريل، حيث فصل الشتاء يباشر لهوه ومرحه هناك· يمتد المنتجع من قلب الجزيرة إلى طرفها الغربي، يتربع بين غابات النخيل وجوز الهند وأنواع عديدة أخرى وشجيرات لاحصر لها من الأزهار الملونة، وحيث مضيت في منعطفات ودروب المنتجع الأسطوري الباهر تشم عطر الليمون والياسمين والفاكهة المنبعثة من الأشجار التي تحيط به، ويغفو برمته على صوت موج المحيط المنساب إلى الشاطىء بعذوبة ورقة وهدوء كعاشق يدنو من دار معشوقته على أطراف أصابعه· يتميز الفندق بهندسة وتخطيط تناسب الطبيعة العامة للجزر· فالغرف عبارة عن شاليهات قريبة جداً من الشاطىء، مصطفة إلى جوار بعضها كأصدقاء متشابكي الأيدي، قبالة كل شاليه تمتشق أشجار النخيل والزينة والعطرية وعدد من شتلات الزهور المنوعة، كما تتوفر أجنحة خاصة للعرسان، حيث يعدّ المكان الأنسب مطلقاً لقضاء شهر العسل· الأسماك وعرائس البحر ما يجعل من ''سيلويت'' منطقة جذب سياحي، لاسيما لمحبي الاستجمام والسباحة والغوص في جميع فصول العام، هو تعدد الرياضات المائية فيها، خاصة الغوص في بحر يتدرج أزرقه البلوري الصافي من الأزرق الفاتح فالأغمق وصولاً إلى التركوازي فالأزرق الغامق· تتاح لك فرصة الإبحار مع السيدة روث، مدربة الغوص في ''لابريز'' وعضو جمعية الغوص في الإمارات، وسبق لها أن عملت مدربة في الكاريبي وأميركا وأفريقيا ومصر، وبلدها ألمانيا· تخبرك أن الغوص وأدواته تتوفر بنوعين: للمتقدمين الذين يستخدمون عبوات الأوكسجين ووسائل حماية أكثر، ويغوصون في الأعمق، وللمبتدئين: حيث الغوص في المياه الضحلة، بمناطق الأسماك المتنوعة الملونة والشعب المرجانية، ومشاهدتها عن قرب والسباحة بجوارها، كما تتيح صفاء المياه فرصة نادرة لهواة التصوير تحت الماء· قمة على القمة لاتكتمل الرحلة إلاّ بالتنزه في الجزيرة وتسلق قمم جبالها العالية، قد تشعر بصعوبة القيام بهكذا مغامرة، لكن المتعة تكمن في استكشاف المجهول وسط الزهور والنباتات الاستوائية وأشجار الكاجو والخيزران والنخيل وجوز الهند التي يرتفع رمزها شعاراً للجمهورية في كافة مؤسساتها، ومن غرائب هذه الثمرة الأنثى فْمٍ مل ُكُكف أن شكلها يماثل شكل حوض المرأة! حين تدرك المخبوء لك فور وصولك إلى قمة الجبل وتكشف المحيط الهندي، ترى الدنيا شبابيك تطير منها عصافير آهاتك بهجة ودهشة وتسبيحاً، فالمناظر المذهلة من خلال الجزر الصغيرة الموزعة هنا وهناك يمتزج فيها أخضر الأشجار بأزرق الماء، ومعظمها غير مأهولة، بينما تمتد أسفلك سيلويت ببهائها وإغوائها، يستغرقك التأمل في سر الكون والخلق، وتشعر مع التواضع والشكر والحب للخالق بما خلق، بإحساس إنساني غريب، فأنت على قمة جبل وشعورك أنك قمة على القمة· للاستعلام: طيران الإمارات/ العطلات هاتف: 043439999 فاكس: 043439955 ص ب: دبي 7631 dnalsI etteuohlis /zirbal هاتف:248322323 فاكس: 248321221 الايميل: cs.sellehcyes@etteuohliَّ الخبير والمختبر قبالة مهبط طائرات الهيلكوبتر، وبجوار محمية صغيرة تضم بعض السلاحف والزواحف يقع مختبر أخصائي حماية البيئة جون، الذي قدم من جنوب أفريقيا واستقر في سيلويت منذ سنوات بعيدة، وقام بدراسات وأبحاث وألف كتاباً بكل ما يتعلق بها وبالكائنات الحية فوقها، يقدم للسياح نبذة عن تاريخها وعن المحمية الصغيرة بجوار المختبر التي من شأنها الحفاظ على السلاحف والمساعدة على تكاثرها، فثمة أنواع منها تزن نحو 200 كيلو غرام، يمتد العمر بها إلى نحو 200 عام، كما يضم المختبر هياكل لسلاحف وزواحف، ومجموعة رائعة من الأصداف النادرة· بطاقة تعريف بجزيرة سيلويت جذور جزيرة سيلويت ضاربة في القدم، ففي مطلع 1500 ميلادي وصل إليها فاسكودي غاما، ومن بعده ماسكاريناس، لكنهما عبرا المحيط دونها وأشارا إليها في كتاباتهما، في عام 1770 غامر بدخولها الإنسان، عبر بعض تجار الجزر الأخرى بحثاً عن الزواحف وخيرات الأشجار، وفي عام 1860 اكتشفها مجدداً الفرنسي ''مسيو ديبان'' التاجر الثري وأقام فيها، وتعاقب الفرنسيون والإنجليزعلى سكنها إلى حين استقلال جمهورية سيشيل عام 1976 من الاستعمار الإنجليزي· لم تكن الجزيرة مأهولة منذ زمن بعيد، فبيوتها جديدة وقليلة العدد (25 بيتا) لعدة أسر يشكلون نحو 100 شخص فقط هم كل سكانها المقيمين فيها، ضمنهم 15 شخصا مسلما يؤمون مسجداً صغيراً يمارسون ضمنه عبادتهم، أسوة بالكنيسة الصغيرة التي يرتادها باقي أهل الجزيرة، قامت الحكومة بتوطينهم فعلياً عبر الإنفاق عليهم وتأمين التعليم والطبابة والتنقل وفرص العمل، فهم المعنيون بنظافة الجزيرة وبنائها، كتقليم الأشجار وتكنيس الدروب وتنقية الجبال من بعض نفايات الزوار، ورفع الأغصان الذابلة والزراعة، وفق مفهوم ''الجزيرة مُلكٌ لك وعليك حمايتها''، فالسياحة مصدر الرزق الوحيد، ومعظم الاهتمامات تصب في خدمة هذا التوجه عبر تكريس النظافة والأمان للسياح· الكبار رجالاً ونساءً يتعاونون في تنظيف الجزيرة وبناء البيوت والسفن، والصغار لديهم مدرسة تشبه بيوتهم الخشبية، فيها فصول دراسية وصالة رياضة وفنون وكمبيوتر، محاطة بحديقة مقتطعة من الجزيرة، قبالتها تقع العيادة الطبية، وهي عيادة بسيطة تلبي احتياجات المرضى إذا ما عانوا من الأمراض الاعتيادية، غير ذلك يتوجه المرضى إلى جزيرة براسلين أوماهي للعلاج، أواستكمال الدراسة أوالتسوق· نيكولاوس مدحت: الخليجيون قادمون يقول نيكولاوس مدحت، مديرعام منتجع لابريز، موجزاً الميزات والخدمات التي يقدمها المنتجع لنزلائه: استأجرنا الجزيرة من حكومة ''سيشيل'' لنبني عليها هذا المنتجع الذي كلّف نحو 40 مليون دولار، بقصد جعل ''سيلويت'' الجزيرة الساحرة قبلة أنظار الباحثين عن المتعة والجمال والهدوء، وباستثناء الشاليهات المزودة بخدمات فنادق ''الخمسة نجوم'' بما فيها خدمات الإنترنت والستالايت التي أدخلناها الجزيرة لخدمة زبائننا السياح، هناك مقهى إنترنت، واستراحات وسلسلة مطاعم عالمية مكشوفة مباشرة على البحر، تقدم وجبات فرنسية وإيطالية ومكسيكية وآسيوية وعربية وخليجية، إضافة إلى التمتع بالمأكولات المحلية الكريولية الشهيرة كالأسماك النادرة والروبيان والجمبري وثمار البحر والكاري والأرز، وأصناف لا تنتهي من الحلويات والفواكه الأفروأسيوية· ولصحة ورشاقة النزلاء هناك أكثر من صالة رياضية مجهزة وفق أفضل المواصفات الفندقية العالمية، وشاطىء يعد الأنقى والأنظف في العالم لهواة العوم والرياضات البحرية البسيطة، وحوض سباحة لمن يهوى الماء الحلو، وجاكوزي، وغرف قراءة وبهو استقبال وخدمات متنوعة، أهمها برنامجي الغوص وتسلق جبال الجزيرة· ونتوقع أن يتوجه الخليجيون إلى سيلويت بشكل أكبر، بعد افتتاح ''لابريز'' لقربها النسبي من الإمارات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©