السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

روحاني: إيران لا تسعى للحرب مع أي بلد

روحاني: إيران لا تسعى للحرب مع أي بلد
19 سبتمبر 2013 23:41
أحمد سعيد، وكالات (عواصم) - أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران لا تريد الحرب مع “أي بلد” وذلك في مقابلة مع قناة “إن بي سي” الأميركية تم بثها أمس، وعرض تأكيدات بأن لديه سلطة كاملة للتوصل إلى اتفاق مع الغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأثنى على الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤكدا أنه تبنى نهجا “إيجابيا” حيال طهران في رسالة وجهها إليه، ملمحا إلى احتمال لقائه به على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المتوقع في 24 سبتمبر الجاري. وقال البيت الأبيض إن أوباما أبلغ روحاني أن واشنطن مستعدة لحل نزاعها النووي مع طهران بطريقة تسمح للأخيرة بإظهار أنها لا تحاول إنتاج أسلحة، وأشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن بتصريحات روحاني، معتبرا أنه من مصلحة طهران “التعاون مع المجتمع الدولي”. فيما اتهمت إسرائيل إيران باستخدام “الخداع والمخاتلة” كسبا للوقت لبرنامجها النووي، مشككة في ابتعاد روحاني عن الموقف المتشدد لسلفه. وقال روحاني في مقابلة مع القناة الأميركية بثت أمس الأول “لن نسعى في أي ظرف كان إلى حيازة أسلحة دمار شامل، بما في ذلك السلاح النووي، ولن نسعى إلى ذلك أبدا”. وأضاف “نحن لم نسع يوما لحيازة قنبلة نووية ولن نفعل”، مؤكدا “ما نريده فقط هو تكنولوجيا نووية سلمية”. وأشار روحاني إلى أن إيران ترزح تحت أعباء العقوبات الدولية عليها بسبب برنامجها النووي، لكنها تسعى إلى امتلاك “تكنولوجيا نووية سلمية”. واكد أيضا أنه وعلى الرغم من الصلاحيات الكثيرة التي يتمتع بها مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في الكثير من نواحي الحياة السياسية في البلاد، فإن حكومته “لديها كل السلطات وصلاحية كاملة” في ما يخص الملف النووي. وأضاف “المشكلة لن تكون من جانبنا لدينا ما يكفي من رحابة الصدر السياسية لحل هذه المشكلة”. وقال روحاني إن الرسالة التي وجهها إليه الرئيس الاميركي بعد انتخابه كانت “إيجابية وبناءة”. وأضاف “في هذه الرسالة هنأني على انتخابي وطرح بعض المواضيع التي تهمه”، مضيفا “رددت على هذه الرسالة، شكرته وأعربت عن وجهة نظر جمهورية إيران الإسلامية”. وأكد “من وجهة نظري، فإن لهجة الرسالة كانت إيجابية وبناءة، وقد تكون هذه خطوات صغيرة نحو شيء هام”. وأضاف “أعتقد أنه بإمكان قادة كل الدول أن يفكروا بمصالحهم القومية، ولا يجوز أن يرضخوا لنفوذ مجموعات الضغط”، في إشارة محتملة إلى مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة. وردا على سؤال عن الملف السوري والهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي يتهم الغرب نظام الرئيس بشار الأسد حليف إيران بشنه على مناطق في غوطة دمشق، قال روحاني “أنا لست الحكومة السورية، نحن أحد بلدان هذه المنطقة والتي تنشد السلم والاستقرار والقضاء على كل أسلحة الدمار الشامل في كل المنطقة”. وبدا حذرا في رده على سؤال عما إذا كان أوباما قد بدا ضعيفا بعد تريثه في قرار شن ضربات عسكرية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد ردا على استخدامه المفترض للأسلحة الكيماوية، فقال “عندما تقرر أي حكومة أو إدارة شن حرب، نعتبر ذلك ضعفا، وأي حكومة تقرر السلام ننظر إليها باحترام للسلام”. ووصف روحاني إسرائيل بأنها “محتل” مشيرا إلى أنها “تمارس الظلم وتسبب عدم الاستقرار في المنطقة بسياساتها الحربية”. وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد على غرار سلفه محمود أحمدي نجاد أن محرقة اليهود خرافة، أجاب “لست مؤرخا، أنا سياسي”، وتابع “المهم بالنسبة إلينا هو تقارب الشعوب وقدرتها على تجنب أي تعد أو ظلم”. وكثف روحاني مبادرات الانفتاح قبل توجهه الأسبوع المقبل إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وردا على سؤال بشأن تعليقه على مقابلة روحاني، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل إنه “سعيد” لسماع مواقف الرئيس الإيراني، مشيرا إلى أن أوباما لطالما كان “يريد التفاوض” مع طهران. وأضاف لبرنامج “بي بي إس نيوز أور” على القناة العامة “لكنني أعتقد أن الخطوة المقبلة هي رؤية مدى تطابق أعمال إيران” مع تصريحاتها. كان روحاني قد عرض في الأسبوع الماضي إجراء محادثات نووية مع القوى الدولية الشهر الحالي، خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحد، حسبما ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”. ومع ذلك لا توجد أي خطط عن اجتماع روحاني مع أوباما على هامش الاجتماعات، حسبما أعلن البيت الأبيض أمس الأول. غير أن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني شدد على أن أوباما يعتقد أن هناك مجالا للتوصل إلى حل دبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال كارني “سمعنا كثيرا في العالم من إدارة الرئيس روحاني وعن رغبتها في تحسين علاقة الحكومة الإيرانية مع المجتمع الدولي، ويعتقد الرئيس أوباما أنه يتعين علينا أن نختبر هذا التأكيد وأننا بصدد ذلك وسوف نفعل ذلك”. وأضاف “أشار الرئيس في رسالته إلى أن الولايات المتحدة مستعدة لحل القضية النووية بطريقة تسمح لإيران بإظهار أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية صرف”. وتابع “أشارت الرسالة أيضا إلى ضرورة أن يكون العمل مرتكزا على شعور بمدى إلحاح الحاجة للإسراع في علاج هذه القضية، لأن هناك كما قلنا منذ فترة طويلة، فرصة لحل القضية دبلوماسيا لكنها لن تظل قائمة للأبد”. وتم التعاطي مع مواقف روحاني بتفاؤل حذر مشوب بالتشكيك في واشنطن، حيث يشير الخبراء إلى أن خامنئي هو الآمر الناهي في ما يتعلق بالسياسة الخارجية الإيرانية. من جهتها اتهمت أسرائيل إيران أمس الأول باستخدام “الخداع والمخاتلة” كسبا للوقت لبرنامجها النووي. وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية شاؤول حوريف “الصورة التي يرسمها ممثلو إيران فيما يخص الانفتاح والشفافية في برنامجها النووي، تتعارض بشدة مع تصرفات إيران الفعلية والحقائق على أرض الواقع”. وأضاف في الاجتماع السنوي للوكالة الذرية أن القضية الأساسية ليست هي أن إيران “عينت مبعوثين جددا وعدلت لغتها الدبلوماسية، وإنما ما إذا كانت تتصدى بجدية وفي وقت مناسب للقضايا المعلقة التي ما زالت دون حل منذ فترة طويلة جدا”. واتهم حوريف إيران “بالخداع والمخاتلة وخلق انطباع زائف بشأن وضع حوارها مع الوكالة، بهدف كسب مزيد من الوقت للتقدم الذي تحققه يوميا في كل أوجه برنامجها النووي العسكري”. كما اتهم الدول العربية باستغلال اجتماع الوكالة الذرية “لتوجيه ضربات متكررة” لإسرائيل وحث الأعضاء على رفض أي مشروع قرار ترعاه الدول العربية يطالب إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة دولية لحظر الأسلحة النووية. بدوره أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن أمس بتصريحات روحاني. وقال على هامش خطاب ألقاه في بروكسل “لقد تشجعت كثيرا بعد سماعي التصريحات الأخيرة للسلطات الإيرانية الجديدة” التي أبدت فيها انفتاحها على حل دبلوماسي لأزمة البرنامج النووي. وأضاف “من مصلحة إيران التعاون مع المجتمع الدولي”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©