التسول ظاهرة تنتشر في مواسم معينة، وأصبحت مهنة من لا مهنة له، فالمرأة المتسولة رأس مالها عباءة وغطاء للوجه وطفل تحمله بين ذراعيها، تتجول به في الطرقات وأمام المساجد وغيرها من الأماكن، أما الرجل فرأس ماله عكاز وورقة كتب عليها أنه يعاني من مرض معين أو أن أحد أبنائه يحتاج الى عملية عاجلة· ويعتبر التسول تجارة رابحة، ومعظم المتسولين يأتون الى الدولة في أوقات معينة من السنة من أجل جمع الأرباح والمغادرة بعد ذلك·
ولم يكفهم التسول في الشارع بل يلجأ البعض منهم الى المراكز، فخلال زيارتي لأحد المراكز التجارية اقتربت مني امرأة عربية ظننت للوهلة الأولى أنها تريد السؤال عن شيء معين، ولكنني فوجئت عندما بدأت تروي قصتها المأساوية مع زوجها المريض، وأنها تريد المساعدة وليس لديها أحد في الدولة يساعدها· هذه المرأة متسولة لكنها من الطراز الحديث ،لأنها تفوقت على غيرها وبدأت تتسول بالمراكز بدلاً من الشارع الذي اعتدنا أن نرى فيه المتسولين ،فهل أصبح التسول مهنة من لا مهنة له؟!
رقية موسى الحوسني
ش
عدد اليوم
