الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التربية السوية مسؤولية الوالدين

التربية السوية مسؤولية الوالدين
17 سبتمبر 2015 20:10
خورشيد حرفوش (القاهرة) تظل مسألة التربية السوية للأطفال إشكالية شائكة أمام معظم الآباء والأمهات. ولعل الحلقة المفصلية الأهم من حلقات التربية الجنسية للطفل، تلك التي تشهد فضوله المعرفي خلال طفولته المتوسطة (ما بين 3 و 6 سنوات) رغم أن بدايتها الحقيقية غير المرئية تبدأ قبل ذلك. ومن ثم تبرز أهمية دور الوالدين في تشكيل ثقافة الطفل تشكيلاً صحياً سليماً غير مشوه. أسس استرشادية وتلخص الدكتورة هبة قطب، أستاذ الطب الشرعي بكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، والخبيرة العالمية في العلاقات الإنسانية، الأسس الاسترشادية للتربية الجنسية الصحيحة للأطفال، في المرحلة الحرجة، التي تقلق الآباء والأمهات، ومن شأنها أن تساعدهم في تشكيل وعي وثقافة أبنائهم بصورة «سوية». وتقول إن التربية الجنسية للطفل تبدأ مع ولادته، وهذه التربية لا تعني مجرد محاضرة تلقى في المدرسة، أو حديث جدي بالبيت، فالطفل يتعلم «واقع الحياة» طيلة فترة طفولته من دون أن نلاحظ، فإذا لم يختر الوجه الصالح من هذا الواقع، فإنه لن يجد أمامه سوى الطالح منه، فالمعرفة الجنسية لا تتوقف عند معرفة الطريقة التي يتكون فيها الطفل في بطن أمه، بل تشمل ثقافة الرابطة التي تجمع بين الرجل والمرأة، ومن ثم تتكون اتجاهاته بناء على طبيعة العلاقة القائمة بين والديه وشعورهما تجاه الذكور والإناث. وتضيف أن الطفل الطبيعي يبدأ بطرح تساؤلاته عن الجنس بصيغ مختلفة عندما يبلغ العام الثالث، وتتشعب تساؤلاته أكثر بداية من محاولة التعرف إلى الاختلافات الفسيولوجية بينه وبين أخته، فإن تولد لديه انطباع خاطئ بشأن الجنس، فإن الأمر يصعب تصحيحه لاحقاً. إجابات صحيحة وتؤكد أنه لا بديل عن الإجابة السليمة التي تنطوي على «الحقيقة» عندما يبادر الطفل بسؤاله التقليدي «من أين أتيت؟» فالتلفيق لن يفيد طويلاً، ومن الممكن أن تجيب الأم ببساطة «الطفل يتكون وينمو في مكان خاص داخل البطن». وإن سأل «كيف دخل بطن الأم؟» و«كيف خرج منها؟» على الأم ألا تصاب بالحرج وتتخيل أنه يبحث في العلاقة الجنسية، ويمكن أن تقول له إنها تبتلع بذرة تنمو وتصبح طفلاً، ويستحسن ألا تبعدي دور الوالد كلياً عن الصورة الذهنية للطفل، ويمكن للأم أن تضيف «الأب هو الذي قدم للأم هذه البذرة التي أصبحت طفلاً». وأما عن كيفية الخروج، فيمكن أن تجيب بأن هناك فتحة خاصة في بطنها يخرج الطفل منها عندما ينمو. وتقول إنه على الوالدين إدراك عواقب الإجابة المغايرة للحقيقة، فعندما يشاهد سيدة حامل، ويسمع كلاماً متناقضاً عن الحمل بخلاف ما قالته له أمه فإنه سيقع فريسة التناقض والحيرة ما يزعزع ثقة الطفل في كلام أمه أو والديه بعد ذلك. أسلوب تدريجي وتنصح الأم بصعود السلم درجة درجة. وعليها أن تتوقع أن طفلها ابن الخامسة أو السادسة قد يفاجئها بسؤاله في أي وقت، وعليها ألا تحاول إسكاته، بل عليها أن تفهمه أن الإجابة عن تلك الأسئلة يفضل أن تكون في البيت؛ لأن ليس هناك متسعاً للإجابة أمام الغير. كما يجب أن تدرك أن تساؤلاته المحرجة ليست إلا نوعاً فضولا، وإذا تطرق إلى مسألة ارتباط وجود الطفل بالزواج، فمن الممكن الإجابة ببساطة عن العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، وإذا كانت بنتاً وسألت عن ملاحظاتها بالمصادفة عن علامات الحيض فمن الممكن تبسيط الإجابة من دون إخلال بالصدقية. وتتابع: «قد يحجم الطفل عن طرح مثل هذه الأسئلة بسبب الحرج، وقد يتحين الطفل الفرصة ليبدي ملاحظاته الساخرة حول الأمر، وهنا يمكن للأم أن تستثمر المبادرة كي تشرح له». مزيد من المكاشفة تقول الدكتورة هبة قطب: عندما يتم الطفل أو الطفلة العام السادس تقريباً يسهل على الوالدين شرح أمور الجنس بشيء من الوضوح، خاصة الأب حين يريد مزيداً من المكاشفة مع ولده، والأم مع ابنتها، وهنا يجب التركيز على إيصال المعلومة الصحيحة إليهما قبل أن يستقيها أي منهما من أصدقائهما، وحتى يصبح الوالدان المرجعية الأولى للأبناء عندما يرغبون في استيضاح مسألة ما تبدو لهم غامضة في زمن يصعب فيه السيطرة على مصادر المعلومة أو نوعها. دور المدرسة عن دور المدرسة، تقول الدكتورة هبة قطب: يمكن للمدرسة أن تكمل دور الأسرة كلما تقدم الطفل في العمر، وفي سنوات الدراسة، ويمكن عن طريق الدروس العملية التي تتيح التعايش مع بعض الحيوانات الداجنة من الذكور والإناث، وتفسح المجال ليطلع الأطفال على مختلف أوجه الحياة، وكذلك دروس الأحياء، والتناسل، والتشريح، وغير ذلك من أساسيات ومعارف أولية مهمة لتكوين ثقافة جنسية سوية، ومن ثم يمكن للوالدين متابعة ما يدرسه الطفل، والتأكد من وصول المعلومة إليه بشكل سليم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©