الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كأس النرجس

كأس النرجس
13 سبتمبر 2012
شِعر: د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي* نادَيتُ في أُمِّ القُرَى رَبَّةَ الدَّارِ، فاستَعْجَمَتْ خَيْلُ الحُرُوْفِ على القَاري للهِ، واقُمْرِيةً هَتَفَتْ في دَمِيْ! ماذا صَنَعْتِ بِشاعِرٍ ثائِرٍ ضَاري؟! وشالكِ المُنْثَالُ مِنْ بارقِ المُنْحَنَى، يُنْبـِيْهِ: أنَّ شِفَاهَهُ حَطَبُ النَّارِ أو شَعْرُكِ الرَّيَّانُ عِطْرًا بِجُنْحِ الوَنَى يَصُوْغُ عُمْرَ الشَّمسِ في مُهْجَةِ السَّاري *** غَنَّى، ويَأْسٌ نازِفٌ مُنْتَهَى كَأْسِهِ، ما لم يَقُلْهُ شارِبٌ رَبُّ أَكْدَارِ: النَّرْجِسُ البَرِّيُّ لِيْ، والثَّرَى دَفْتَرِيْ، يا دِيْمَةَ الشُّرفَاتِ، يا رِيْمَ أَشْعاري نَرْجَسْتِ عَيْنِيْ، والهَوَى في الهوى قاتلي، والبَعْثُ وَجْهُ حَبـِيْبَتِيْ/ فُلْكُ أَسْراري يا زَهْرَةً تَشْفِيْ (الزُّهَيْمِرَ)، وَيْلُمِّها! تَنْسَى رَبِيْعًا شاعِرًا ذاتَ إِزْهارِ هل فِيْكِ مِنْ دِيْوَانِ سِحْرِيْ لَمَى وَرْدَةٍ؟ كَلَّا! ولا ما صُغْتِ في رِيْشِ أَسْحَارِي! *** يا أَيُّهاتِيْكَ القُرَى، اسْتَيْقِظِيْ طِفْلَةً! كَمْ نِمْتِ، يا أنتِ، وكَمْ شَابَ سُمَّاري! قُوْلِيْ، مَتَى، يا جَذْوَةً عُمْرُها جَمْرُها، تأْتِيْنَ مِنِّي؟ والمُنـَى جَمْرُ أَعْماري في العَيْنِ مِلْحُ تَساؤُلِيْ! شَفَتِيْ حائِلٌ! دَهْرِيْ يَلُوْكُ على الطَّوَى بِيْدَ أَدْهَارِي! *** والعاطِلُوْنَ اسْتَعْبَروا في فَمِيْ مَوْطِنيْ يا لَلْمَذاقِ المُرِّ! أَزْرَى بِأَمرَارِي! صاحُوا: “البَواشِقُ أَرْسَلَتْ جُوْعَها بَغْتَةً!” تَبًّا.. فَتَبًّا للنُّسُوْرِ، سِرْبَ أَعْذَارِ! يا لَلنُّسُوْرِ الكاسِراتِ!.. ويا لِيْ هُنا؟ أَنَّى ابتَدَعْتِ، حديقتي، طَيْرَ أَقدَاري؟ *** خُبْزِيْ بِلا خُبْزِيْ، ومائِيْ ظَـمَا دامِعِيْ، والناسُ تَأْكُلُنِيْ وتَشْرَبُنِيْ داري! ما ذُقتَ حتَّى قَطْرَةً مِنْ دَمِيْ، يا فَمِيْ، لا ماءَ، يا هَامَ البَرارِيْ، بِآباري! كُنْتُ الثَّرِيَّ، المُرْتَجَى طَيْرُهُ في الوَرَى، واليَوْمَ كُلُّ ضُيُوفِهِ القَشْعَمُ الضَّاري اليَوْمَ، كُلُّ جُيُوشِهِ، سِلْمُهُ كالوَغَى، ذُبَّانُ فاكِهَةٍ ذَوَتْ مُنْذُ أَعْصارِ! *** تتَساقَطُ الذِّكْرَى على كَاهِلِيْ خُنَّسًا، رُحْمَاكَ بِيْ.. باللهِ، يا لَيْلَ تَذْكَاري أَسْرِيْ عَجُوْزًا، دامِسًا ثَدْيُها، دامِسًا نَهْـدَ الصَّبَاحِ، مُوْغِرًا صَدْرَ أنهارِي! لا تَستطيعُ تَقَدُّمًا؛ كُسِرَتْ نارُها، لا تَسْتطيعُ تراجُعًا؛ قَشَّ تَيَّارِ ودُخَانُها التَّارِيْخُ، والـ”كانَ.. كُـنَّا” ـ إذا بِالكَهْفِ مَارَ حَنِيْها ـ تَاجُها الغَارِي تَبْكِيْ عَلى ذَهَبِيَّةِ العَيْنِ، ما أَطْرَقَتْ بِنْتُ السَّماءِ، تَعُبُّ في شَعْرِها الجَارِي وتَلُوْمُ ما رَقَمَ النَّهَارُ ، أَلَيْسَتْ تَرَى يُتْمًا بِعَيْنِ صَباحِها يَقْضِمُ الصَّارِي؟! *** يا أَيـُّهذا اللَّابِسُ العِشْقَ ثَوْبًا لَهُ، قُدَّتْ ثِيَابُ العاشِقِيْنَ مِنَ النَّارِ! قابَلْتُهُ، والجُوْعُ يَأْكُلُهُ، فَانْطَوَى، ومَكَثْتُ تَأْكُلُنِيْ شُمُوْسِيْ وأَقْمَارِي ولَرُبَّما اشْتَاقَ الفَتَى مَوْطِنًا، فاشْتَكَى ـ بِسِياطِ قَارِعَةِ اللَّيَالِيْ ـ لِغَدَّارِ! *** يا صاحِبِيْ، أَوْجَعْتَنـِي.. أَحْرُفًا تَرْتَوِي مِنْ كُلِّ غاباتِ الرَّدَى نِسْغَ أَوْتَاري تَجرِيْ سَفِيْنُكَ ماخِراتٍ ضَنَى أَظْلُعِيْ مَلْأَى بِيَأْجُوْجَ بْنِ مَأْجُوْجَ مِنْ عَارِي ثُرْ كالدُّوَارِ بهامَتِيْ، شَبَحًا قائِما يَأْبَى المُقَامَ، وكُنْ لَهُ.. قُطْبَ تَسْفَارِي! * شاعر سعودي، أستاذ النقد الحديث ـ جامعة الملك سعود، عضو مجلس الشورى السعودي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©