الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مخاوف مشروعة

11 فبراير 2017 23:28
بعيداً عن كل التداعيات غير المسؤولة والتي أثارتها- ولا تزال- بعض وسائل الإعلام وبعض الكتّاب ومواقع التواصل والكتائب الإلكترونية الموجَّهة لتكريس الفرقة والاصطياد في ماء عكر، كان هناك دوماً الكثير من الكتّاب والمفكرين الغيارى، والكثير من الصحف والمواقع الخليجية والعربية التي تحمل لواء التقارب ولم الشمل العربي، وهناك أيضاً العديد من المراكز البحثية تتصف بالواقعية والعقلانية في نظرتها وتحليلها للأحداث، حيث تدعو إلى تنحية الاختلافات كضرورة حتمية وملحّة ولا بديل عنها.. والتركيز على مجالات التوافق والاتفاق، وهي «كثيرة جداً» ومتعددة الأوجه، من أجل المحافظة على ثوابت ضرورية لأمننا القومي خليجياً وعربياً، وذلك في ضوء المستجدات المتسارعة من حولنا، وكيفية استثمار التعامل مع الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، وتزايد الدور الروسي في ظل المتغيرات المتسارعة في العالم، وبما يتناسب مع الأوضاع المحيطة في العراق وسوريا وليبيا واليمن. نحن جيل، تربينا عبر سنوات طويلة على مفاهيم كبيرة وكثيرة، كلها تدعو إلى إعلاء الشعور القومي والوطني والعروبي، وهي مفاهيم ما زالت تحمل الكثير من الألق والرونق بين طياتها، كلنا كعرب نشعر بتقارب كبير مع إخواننا في محيطنا وامتدادنا الخليجي، ونشعر بتقارب كبير، يجمعنا الود والمحبة والمصالح المشتركة وتشابه عاداتنا وتقاليدنا، فنحن الامتداد التاريخي والجغرافي الطبيعي والمكمل بعضنا للآخر، ناهيك عن وحدة المصير. ولكن الآن تغيرت الحال وزادت أطماع القوى الإقليمية في بلداننا، حيث الأطماع الإيرانية الجديدة والممتدة نحو اليمن وسوريا ولبنان، والوصول إلى شواطئ البحر الأحمر والمتوسط، وكل ما يستدعي ذلك من تغييرات ديموغرافية وجيوسياسية تسعى إلى تحقيقها بكل قوة.. وهذا ما يجب أن يدركه وبوعي شديد كل عربي. إيران تحاول بكل الوسائل الناعمة للتقارب والتمدد نحو أفريقيا، من خلال دعوات متكررة إلى بعض الفعاليات والمسؤولين لحضور فعالياتها ومؤتمراتها، وتعمل على تحسين صورة مليشياتها الإرهابية.. وللأسف وقع البعض في هذا الفخ وتجاوب مع هذه الألاعيب. كان هذا- ولا يزال- دأب إيران ومنذ سنوات طويلة للنفاذ، سواء إلى أفريقيا شمالاً وجنوباً، وإلى غيرها من الدول، فإيران تحاول وتسعى وبشدة لعودة علاقاتها، ووجدت فسحة لها بعد ثورات ما يطلقون عليه «الربيع العربي» واستيلاء جماعة الإخوان على الحكم في مصر، ولكن شعوبنا العربية من أشقائنا في شمال أفريقيا، كانت تقف لذلك بالمرصاد. شعوبنا العربية تتوجس من تدخلات وسياسات إيران نتيجة ما سيترتب عليها من آثار كارثية، من خلال نشر الطائفية والمذهبية والتي هدفها تدمير النسيج الاجتماعي المتصالح واللحمة الوطنية المتناغمة لشعبنا العربي وعلى امتداد الوطن العربي.. وما آل الوضع إليه في العراق وسوريا واليمن خير دليل ومثال على ذلك. فإيران لن تبدل أو تتخلى عن سياستها وأطماعها التوسعية وتصدير أيدلوجيات وأفكار ثورتها، كواحدة من الوسائل لزرع الفتنة والتناحر والحروب الأهلية بين أبناء البلد الواحد.. وهذا ما يجب أن يفهمه جيداً ويحذره شعبنا العربي. حين ننظر من بعيد إلى حالنا وما وصلنا إليه من فوضى، نرى خريطة جديدة تُرسم، لها أهداف واضحة وواحدة تتشارك فيها دول وقوى إقليمية وعالمية، لا تريد لنا خيراً، وبعيداً عن كل ما يقال من شعارات وبروباغندا إعلامية تسوق لغير ذلك وتخفي الحقيقة والحقائق، وتذهب بنا بعيداً عن الواقع، فهل تتعاطى طهران بإيجابية مع المبادرة الخليجية الأخيرة؟ لا بد من نبذ الخلافات، فهي ترف لم نعد نملكه، ولا بد من تقريب المسافات لكي نواجه العالم مجتمعين أقوياء وليس فرادى ضعفاء، ولتحجيم واحتواء رقعة البعد والتنائي والاختلاف بيننا، فأطماعهم وأهدافهم لا تحتاج إلى تفسير. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©