السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قادة العراق يوقعون وثيقة الشرف الوطني

19 سبتمبر 2013 23:43
هدى جاسم، وكالات (بغداد) - وقع قادة الكتل السياسية والفعاليات الدينية والاجتماعية بعد ظهر أمس في بغداد على وثيقة الشرف الوطني والسلم الاجتماعي، بغياب زعيم القائمة العراقية أياد علاوي، والقيادي في العراقية صالح المطلك، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، ورئيس الجمهورية جلال طالباني. ودعا رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الوقوف بوجه التحديات التي يمر بها البلد، واصفاً التوقيع على الوثيقة “إكراهاً”، فيما هاجم رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الحكومة وإجراءاتها الأمنية، واتهمها بـ”الفشل”، محذراً من أن إهمالها “سيكون المسمار الأخير في نعش التفاهمات بين الكتل”، وسط استمرار التدهور الأمني الذي حصد أمس 10 قتلى و29 جريحاً في بغداد ونينوى. وجرى التوقيع على الوثيقة بحضور المالكي، ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي الذي دعا لتوقيع الوثيقة، والنجيفي وزعيم التحالف الوطني إبراهيم الجعفري، وزعيم المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم، والأمين العام للحزب الإسلامي العراقي أياد السامرائي. ومثل بارزاني النائب الكردي لرئيس الوزراء روز نوري شاويس، ومثل التحالف الكردستاني رئيس كتلته البرلمانية فؤاد معصوم، إضافة إلى بعض شيوخ العشائر، ورئيسي الوقفين السني والشيعي. كما حضر نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جيورجي بوستن. وتنص الوثيقة على صيانة الوحدة الوطنية لأبناء الشعب العراقي وحماية النسيج الوطني وعدم السماح لأي كان بإيجاد التفرقة الدينية أو القومية أو المذهبية، واعتماد مبدأ الحوار سبيلاً وحيداً لمعالجة المشكلات التي تعتري مسيرة العملية السياسية في البلاد. كما تؤكد الابتعاد عن استخدام وسائل الإعلام لطرح الخلافات والمشاكل، واللجوء إلى اللقاءات الوطنية أو الثنائية، والبحث عن الحلول عبر الوسائل الدستورية. وتدعو أيضاً إلى نبذ التقاطع والقطيعة بين القوى السياسية عند حدوث الأزمات والخلافات، والتماس الحلول لها من خلال الحوارات المباشرة، والعمل على تعزيز الثقة بين أطراف العملية السياسية في ما بينهم من جهة ومع الشعب العراقي من جهة أخرى. وتنص أيضاً على أهمية العمل بروح الفريق الواحد لخدمة الوطن والشعب، والوقوف بحزم لمواجهة أي خطاب أو نهج أو ممارسة تحرض على العنف والطائفية، وتجريم كل الأنشطة الإرهابية التي يمارسها أعداء العراق من جماعات حزب البعث و«القاعدة» أو أي تجمع يستخدم العنف والإرهاب لتحقيق أهدافه. وكان علاوي ورئيس جبهة الحوار الوطني نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، أعلنا مقاطعتهما الاجتماع بسبب عدم تطبيق الاتفاقات السابقة، وبينها اتفاقات أربيل التي بموجبها تم تشكيل حكومة المالكي، فضلاً عن عدم وضع توصيات اللجنتين الخماسية والسباعية الخاصة بمطالب المعتصمين موضع التنفيذ. أما طالباني فلا يزال يخضع للعلاج في ألمانيا. ودعا المالكي خلال كلمة أمام المؤتمر إلى “الوقوف بوجه التحديات التي يمر بها البلد”، وقال إن “خطورة ما نمر به داخلياً، لا يقوم به عقلاء، إنما يرتكبه جهلاء ويضطرنا للانسياق وراءه من هدر للدم وإثارة للطائفية التي يستحيل معها الإعمار والوفاق”. ووصف المالكي جلوسه وقادة الكتل السياسية للتوقيع على وثيقة الشرف، أنهم كانوا “مكرهين” على ذلك، داعياً الجميع إلى الالتزام ببنود تلك “الوثيقة”. وأضاف “نتعاهد لمواجهة الخطر الذي تعيشه المنطقة من أجواء الحرب، والعراق في قلب العاصفة، فالمنطقة أصبحت مرة أخرى في حالة من الانفجار مع انتشار قوى الإرهاب، وأصبح العراق مرة أخرى مسرحاً للقتلة المتخلفين”. من جانبه، هاجم النجيفي سياسية الحكومة وإجراءاتها الأمنية، واتهمها بـ”الفشل”، محذراً من إهمال وثيقة الشرف الموقعة “إن الإهمال سيكون المسمار الأخير في نعش التفاهمات بين الكتل السياسية”. وقال إن “الانتقال بالمبادرة إلى حيز التطبيق يقترن بتوافر النية المخلصة لذلك، ومن خلال عدم التهميش لأي مكون أو جهة”. وأشار إلى أن “الحكومة فشلت أمنياً في الحد من عمليات التهجير في مناطق عديدة، وأهملت مطالب المتظاهرين ولم تتعامل مع مطالبهم المشروعة وانحازت لتظاهرات دون أخرى”. وأضاف أن “الحكومة فشلت أيضاً في حماية المساجد، ما اضطر البعض إلى إغلاق بيوت الله”، مؤكداً أهمية وثقية الشرف للخروج من أزمة البلد. بدوره، أكد الخزاعي أن التحديات الإقليمية توجب الالتزام بالوثيقة لإبقاء العراق بعيداً عن لهيب الفتن التي تعصف بالمنطقة. وأكد شاويس ممثل بارزاني، أن الأزمة السياسية أضاعت على العراق فرصاً اقتصادية وتنموية مهمة، مشدداً على ضرورة الالتزام بالدستور وعدم التجاوز عليه. فيما قال عمار الحكيم إن الشعب “غاضب” من تقاطعات الكتل السياسية، داعياً إلى “تغليب مصالح الوطن الاستراتيجية على ما سواها”. كما أعرب جيورجي بوستن نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، عن قلقه البالغ إزاء حالات التهجير الطائفي في أعقاب تقارير مقلقة أخيراً عن عمليات تهجير قسري وقتل تعرض لها أبناء عشيرة السعدون (السنية)، وأبناء الطائفة السنية في محافظة ذي قار والبصرة وواسط وديالى، وطائفة الشبك في محافظة نينوى. وكان العشرات من سكان البصرة خرجوا في تظاهرة مناهضة لاستهداف السنة في المحافظة. وفي غضون ذلك، عثرت الشرطة العراقية صباح أمس على عشر جثث مجهولة الهوية تعود لشباب تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً، ومصابة بطلقات نارية في الرأس والصدر خلف معمل للأدوية بمنطقة المعامل شرق بغداد. وفي قضاء أبو غريب غرب العاصمة، أسفر انفجار عبوة ناسفة داخل سوق شعبي وسط سوق ناحية النصر والسلام عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة 25 آخرين. وفي محافظة نينوى، نجا مدير الشرطة من تفجير وهجوم مسلح استهدف موكبه بناحية تل عبطة، وأسفر عن مقتل أحد عناصر حمايته وإصابة اثنين آخرين. فيما قتل ضابط في الجيش وأصيب جنديان بتفجير وهجوم مسلح استهدف دورية عسكرية في الراشدية شمال الموصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©