الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إبراهيم مبارك:اتحاد الكتاب مؤسسة ديمقراطية يمكن نقدها وحتى رميها بالحجر

24 ديسمبر 2006 01:06
حوارـ ريم البريكي: كتب عن البحر بحكم أنه من أبناء الصيادين وعلاقة كتابته بالبحر علاقة شبيهة بالكتابة عن الأب والأم اللذين تحبهما فوق كل حب، فقد عاش على الشاطئ الذي لا يبعد عن منزله سوى خطوات قليلة في منطقة أم سقيم المعروفة بأنها منطقة صيادي أسماك العومة، حيث حياتهم في مجملها تقريبا هي البحر والصيد··هو القاص ابراهيم مبارك الذي عندما ولد في أم سقيم بمنطقة الجميرة بدبي عام 1952 كان صوت الموج أكبر من أي صوت يدوي من حوله، فمنذ عرف الحياة وهو يسمع أصوات الموج، وكبر في الحياة وتماس مع كل شيء ونمت فيه روح المعرفة واتقدت شرارة الكتابة واصبح من اكثر المثقفين المبدعين اتصالا بالساحة الثقافية وتواصل مع متغيراتها '' الاتحاد'' التقته بصفته قاصا وكذلك بصفته نائب رئيس اتحاد كتاب وادباء الإمارات وحاورته حول القصة والمشهد الثقافي المحلي وما يحمله من شؤون وشجون وكان التالي: ü الإمارات مساحة تنوعت فيها الثقافات والأجناس، هل تعتقد أن هذا التنوع شكل إضافة نوعية للأدب، أم ماذا؟ üü بالتأكيد إن التنوع يثري كل شيء والمجتمعات القوية والمنتجة والفاعلة هي المتنوعة في كل شيء، وأعتقد أن المبدعين يمكنهم استثمار هذا التنوع لصالح الأعمال الأدبية والفنية· üالرعيل الأول قدم أقلاماً رائعة في القصة القصيرة·· أين الصف الثاني من الكتاب؟ üü الرعيل الأول اجتهد بصدق في أن يسجل للإمارات شيئاً مفيداً ومؤسساً للعمل الثقافي والفني، وكان هم كتاب القصة هؤلاء هو الاشتغال على فن القصة وتعلقهم بالأدب جاء من حب عميق للثقافة وحدها وتسجيل حياة الناس في الإمارات كأمانة تاريخية يتوجب على الأبناء رصدها· بينما نلاحظ البعض من الأقلام الجيدة يشتغل على الأعلام أكثر دون الاهتمام بالفن القصصي، أو الاشتغال للفن دون الالتفات إلى الصورة الإعلامية· ولكن أتصور أن أجيالا جديدة سوف تظهر وتواصل السير نحو عمل أجمل وربما تتجاوز ما أنتجه الرعيل الأول، هذه سنة الحياة، فالجديد يستفيد من تجارب الذي سبقه ليصنع شيئاً أجمل، وهذا ما نرجوه· üتكتب مقالاً أسبوعياً في جريدة الاتحاد·· فهل كتابة المقال أغناك عن الاستمرار في كتابة القصة؟ üüأولاً أشكر جريدة ''الاتحاد'' والأخوة هناك الذين ساندوا ودعموا وجودي في الصفحة الثقافية في الاتحاد، حيث نجد أن الكثير من الأقلام الإماراتية الصادقة والجيدة والوطنية قد تم حجبها عن الكتابة، حيث لا تعطي الفرص إلا للمطبلين والمداحين وماسحي الجوخ، لذلك اختفت تلك الأقلام، والحمد لله أنني أواصل معكم· المقال الأسبوعي في جريدة ''الاتحاد''، بالتأكيد لا يغني عن الاستمرار في كتابة القصة، لديه بعض الأعمال القصصية سوف تظهر منشورة في بعض المجلات والصحف في الإمارات، وربما في المستقبل تظهر في مجموعة قصصية جديدة· اتحاد الكتاب üبصفتك نائب رئيس اتحاد كتاب وادباء الامارات ماهو تعليقك حول ابتعاد الكثير من الكتاب عن الاتحاد؟ وهل لهذا العزوف ما يبرره·· وأين ترى الخلل؟ üüاتحاد الكتاب ليس بالضرورة يصنع الكاتب، حيث إن الإنسان دائماً هو الصانع لذاته وإبداعه، الاتحاد فضاء جميل يلتقي فيه الأعضاء ومحبو الثقافة لتبادل الأفكار والإطلاع ربما على المشاريع الشخصية للأصدقاء، ثم تأتي المناشط الثقافية التي تثري الجوانب الثقافية والفنية· في نظري الاتحاد يجب أن يكون واحة مفتوحة بدون سياج لا يهم أن تكون فقيرة ومتراصة البيوت مثل بيوت الصيادين الفقيرة أو المزارعين القديمة في الإمارات أو مضارب البدو والخيام المتحلقة حول بئر الماء، في الاتحاد نحن نعيش مثل ما كان أهلنا في البيوت الشعبية كلنا أهل وكلنا أصدقاء· الاتحاد مؤسسة ديمقراطية، يستطيع الجميع توجيه النقد إليه بل رميه بالحجارة وتقريعه واتهامه، حتى من قبل حملة الأقلام وهو يتقبل نقد الجميع، بل يجب عليه ـ الاتحاد ـ أن يتقبل· أيضاً الاتحاد لا يحب الكثيرون التواصل معه، حيث لا توجد منفعة وتكسب يمكن الاستفادة من هذا الهامور أو ذلك ''اليريور''! أنا شخصياً لا أتعجب من هذه الجفوة أو عدم الحضور من البعض للأنشطة أو التواصل مع الاتحاد، فهو ليس مكانا يستفيد منه البعض، أنه فضاء للذين يحبون الصدق والهدوء، والعمل من أجل الثقافة وحدها· أما العزوف، فأعتقد أنه طبيعي، حيث ظروف الأدباء والكتاب مختلفة، بعضهم بسبب أعمالهم وبعضهم الظروف الأسرية والمعيشية تمنعه والآخر يبحث عن مؤسسات يمكن أن يناله شيئاً منها، والآخر توقف طبيعياً عن الكتابة، لذلك كل هذا غير مهم وطبيعي، والمهم أن يظل الاتحاد، لأنه ليس لفئة أو مجموعة، بل مؤسسة ثقافية للأجيال القادمة سوف يأتي هذا ويذهب ذاك، إنها تجربة إماراتية ديمقراطية والمحافظة عليها شيء مهم·· لنقول إن الإمارات عالم من الحرية وتقبل الاختلاف من زمن طويل خاصة أن الاتحاد الآن يقترب من عامة الفضي، وهذه التجربة شيء جميل يؤكد أن بلدنا والمسؤولين فيها لديهم الأفق الواسع لتقبل أشكال المناشط الاجتماعية وحتى الاختلاف في شكل الاشتغال الثقافي والاجتماعي، أي أن الإمارات بلد الحرية والصدر الواسع الذي يتيح للأبناء التعبير عن أفكارهم بالأساليب التي يجدونها تخدم هذا البلد الجميل العزيز· الحركة الثقافية üالحركة الثقافية في الإمارات تبرق في موسم، وتخبو في مواسم·· أين المشكلة؟ في المثقف أم في المؤسسات؟ üüأعتقد أن مشكلة الحركة الثقافية في الإمارات سببها المؤسسات الثقافية وكذلك المثقف· بعض المؤسسات الثقافية تملك ميزانيات كبيرة ولكن نشاطها ضعيف جداً،وأيضاً مجالس الإدارات الثابتة لمدة تزيد على العشر سنوات عند البعض وكلهم من الأعيان الذين يريدون أن يأتي القوم لتحياتهم والسلام عليهم، واستدرار عطفهم، مثل هذه المؤسسات من أين تصنع ثقافة أو أجيالا جديدة·· وبعض المؤسسات الثقافية فقيرة معدمة (اتحاد الكتاب) مثلاً الذي يعجز حتى عن عمل مؤثر أو طباعة كتبه· وبعض المثقفين أصبحوا رجال أعمال، لا يحضرون النشاط الثقافي الا بصحبة جوخة من ''المطارزية''، كيف نصنع لمثل هؤلاء ثقافة؟! الجوائز üهذه السنة، سنة الجوائز التقديرية، هل تعتقد أن الرسالة وصلت للمثقف لكي ينتج ويبدع، أم أن هناك أسئلة لابد من طرحها؟ üüالمثقف أوالمبدع يجب أن يشتغل دون التفكير في الجوائز، حيث أن عالم توزيع الجوائز له مسالكه ودروبه الكثيرة، وتوجد من التأثيرات الذاتية والتوصيات والهنات الكثير·· أي عمل لا يقام في الهواء الطلق وبعيداً عن الجهات الرسمية والحكومية يظل للأخذ والرد·· لذلك الفرصة جميلة ومشجعة· لكن لا يجب أن يكون الاشتغال على هذا الأساس، فالذي يشتغل حتى يحصل على جائزة فهو لا يقدم عملاً ثقافياً رفيعاً، فمن المهم هو أن تأتي الجوائز طبيعية دون القصد من العمل لهذه الجائزة، ولكن بالتأكيد مثل هذه الجوائز محفزة، بل تدل على أن المسؤولين وصلوا إلى قناعة بأن للثقافة دورها واحترامها· بعض الجوائز للأسف دعائية وترويجية، لن ينالها أحد من أبناء الإمارات لأنها صممت للخارج، والعجيب أن أبناء الإمارات يغيبون عن عضوية الإشراف على مثل هذه الجوائز وإن وجد فإنه لا يزيد عن فرد واحد، وأنا أعرف الجوائز المخصصة مثلاً (لأدب الأطفال) نجد المشرفين عليها والمحكمين والفائزين كلهم من خارج الإمارات · ü في مقابل هذا التغييب للمبدع المحلي، أين هوموقع الأديب الإماراتي في الساحة الثقافية العربية والعالمية؟ وهل هناك تقصير إعلامي؟ وما دور اتحاد الكتاب في هذا الشأن؟ üüموقع الأدب في الساحة العربية موجود والفضل يعود إلى بعض السفراء والأدباء وسعيهم الشخصي وبدون دعم من أحد، بينما يحاول اتحاد كتاب وأدباء الإمارات دفع بعض الأسماء الإماراتية من خلال نشر أدبهم وانتاجهم والمشاركة في المعارض واللقاءات والاجتماعات الخارجية التي يتواجد فيها، كذلك قدم الاتحاد بعض الترجمات إلى اللغات الأجنبية المختلفة، ولكنها قليل وحسب الإمكانيات الفقيرة للاتحاد· وأعتقد أن المسؤولية تقع بصورة أكبر على وزارة الثقافة في نشر الكتاب الإماراتي والتعريف بالأدب المحلي، حيث تملك ميزانيات كبيرة، للأسف كانت تصرف في المهرجانات والاحتفالات التي لا تراكم ثقافة للإمارات، في الوزارة الجديدة أرجو أن يكون الأدب والثقافة صاحبي النصيب الأكبر من الميزانية· نادي النصر üأنت أحد مؤسسي اللجنة الثقافية بنادي النصر الرياضي في السبعينيات، أود تسليط الضوء من قبلكم على هذه المرحلة بالذات، وهل كانت البداية الحقيقية للكاتب إبراهيم مبارك للكتابة ؟ üüعندما انضممت إلى اللجنة الثقافية بنادي النصر، كنا مجموعة من الطلبة، أخذنا المد القومي والاهتمام بالقضايا الوطنية في تلك المرحلة من بدء السبعينات وتعرفنا على الكثير من الشباب من مختلف الفئات في مدرسة الشعب بدبي، كان الاعتزاز بالانسان العربي وصوت عبدالناصر والقوى الوطنية في الخليج العربي والعالم العربي هي النبراس الذي يقود فخرنا بالإنسان العربي وعزته وكرامته، وكان ذلك مؤثراً جداً في التثقيف الذي نؤمن به، وعندما تجمعنا في اللجنة الثقافية في نادي النصر كانت لنا فرصة أكبر في القراءة والإطلاع، حيث كنا فقراء ولا نستطيع أن نشتري الكتب الجيدة وإن قرأنا وقتها فكانت بعض المجلات والجرائد التي تصل إلى دبي مثل المصور وآخر ساعة والكواكب والسينما والهلال وبعض المجلات الفنية التي تأتي من بيروت، ولكن في اللجنة الثقافية استطعنا أن نطلع على كتب أكثر تأثيراً أو أجمل طرحاً وهي مستويات ثقافية كبيرة وعالمية، مثل: تولستوي وجوركي وهيجو ودستوفيسكي، إضافة إلى روايات الأدباء العرب، نجيب محفوظ، يوسف السباعي، يحيى حقي، طه حسين، العقاد، جورج طرابيش، أنيس منصور وقائمة طويلة من الثقافات المختلفة من كتب أميركا اللاتينية· بينما كان هدفنا عند اصدار نشرة النصر الثقافي هي محاولة لتثقيف المجتمع بعد تثقيف أنفسنا، لذلك كان هدف الكتابة في تلك النشر هو نشر الوعي بين أعضاء النادي والجمهور كما كنا نتصور ونحن صغار معتقدين أن هذه النشرة سوف يكون لها تأثير على ثقافة الناس، ولذلك كانت الكتابة لا تهدف إلى خلق الذات وإنما التعبير عما نتصوره يخدم المجتمع وبكتابات مختلفة الأشكال، من المقال إلى القصة إلى الحكايات والأخبار·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©