الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تساؤلات يجب تجنبها أمام ذوي التوحد 10

تساؤلات يجب تجنبها أمام ذوي التوحد 10
17 سبتمبر 2015 20:25
خورشيد حرفوش (القاهرة) يتسم التعامل مع أسرة وذوي التوحد أو الإعاقة بحساسية كبيرة في كثير من الأحيان. وفي أحيان كثيرة تسبب تساؤلات وتعليقات كثيرين حولهم، الآلام أو الحرج على أقل تقدير. وهناك من يسبب ذلك عن غير علم أو قصد، في الوقت الذي تتزايد فيه الجهود المجتمعية نحو تشجيع دمج ذوي الإعاقة أو التوحديين في المجتمع مما يسهم في تخفيف معاناتهم وأسرهم، ويخلق حالة من الود والتآلف الاجتماعي الإيجابي. ويتفق خبراء علاج وتأهيل على ضرورة تجنب عشرة تساؤلات أو تعليقات ، يراعى عدم الإتيان على ذكرها عندما نتعامل مع والد أو والدة الطفل المصاب بالتوحد: 1 -احذر من وصف الطفل أمام والديه أو ذويه بأنه «متخلف عقلياً»، وإذا أقدم على سلوك أو إنجاز غير متوقع منه، لا تقل إنه نجاح باهر، أو أنك لم تكن تعرف أو تثق بأنه يمكنه القيام بذلك، ويستحسن أن تكون ردود أفعالك على تصرفاته أمام ذويه طبيعية. 2 -لا تقل ولا تسأل «ما رأيك في الأطفال المصابين بالتوحد؟»؛ لأن الإجابة عن هذا التساؤل لا تنطوي أو تتضمن إجابة موضوعية أو دقيقة، نظراً لاختلاط مشاعر التمني بمشاعر الألم والإحباط في معظم الحالات. ولأن الجهود تنصب على جعل الوالدين يركزان على «كيفية التعامل مع الأمر الواقع» وليس التباكي على ما كان. كما أن الإجابة بشفافية وموضوعية لن تفيد في تحقيق شيء مفيد من شأنه أن يخفف عن ذوي التوحد بعضاً من آلامهم. 3 -لا تسأل «هل تخلت الأم أو أهملت طفلها المصاب وهو رضيع؟» أو تسأل والدي الطفل «ما هو الخطأ الذي ارتكبته في حق ابنك؟»؛ لأن مثل هذا السؤال يستدعي آلاماً عميقة، وينبش جروحاً عميقة تحاول الأم تناسيها إن كانت أهملت بالفعل، فكل أمهات أطفال التوحد بشكل خاص يعانين الشعور بالذنب حتى ولو لم يكن قصرن في رعاية أطفالهن. ومن بديهيات سيكولوجية ذوي التوحد أنهم يمارسون على أنفسهم الآلية الدفاعية «الإنكار» للتخفيف عن آلامهم النفسية من الإحساس بالذنب. 4 -لا تقل «أنت مسكين»، ولا تبالغ في محاولة التعبير عن تضامنك أو مشاركتك العاطفية التي تشعر الآخرين بأنه الجانب الذي يستحق الشفقة. إن آباء وأمهات الأطفال التوحديين لا ينتظرون الشفقة، بل هم في حاجة إلى دعم نفسي ومعنوي، كما أن الإفراط في إشعارهم بالشفقة يكرس في نفوسهم الإحساس بالدونية أو النقص أو عدم الكفاءة الاجتماعية كآباء وأمهات صالحين. 5 -لا تصدر أحكاماً عامة أو مطلقة على الطفل إن صدر عنه ما يزعجك أو إذا انتابته حالة الغضب أو الصراخ أو فرط الحركة أو محاولة تدمير أو تكسير أشياء موجودة قريبة منه، فلا تصفه أمامهما بأنه «شقي» أو «مزعج» ولا تطلب من والديه السيطرة على تصرفاته، أو القول إنه «يحتاج أن يضرب، أو أنه يحتاج إلى كذا.... أو كذا، وما إلى ذلك»، فالتصرف السليم في مثل هذه المواقف هو الصمت والتجاهل، حتى لا تزيد من متاعب الأبوين النفسية. 6 -لا تحاول أن تسأل متعجباً: «لماذا لا ينظر في وجهك الطفل عندما تتحدث إليه؟» أو يدفعك الفضول إلى السؤال عن سبب تكراره بعض الحركات النمطية، أو غير ذلك؛ لأن ذلك من سمات الأطفال الذين يعانون التوحد، وقد لا يكون عند الوالدين تفسير مقبول أو منطقي لذلك. وهذه التساؤلات تعزز مشاعر الوالدين السلبية؛ لأن سلوكات طفلهما مصدر انتباه واهتمام وفضول من الآخرين. 7 -احذر أن تقول، إن ما هو عليه الطفل إنما هي حالة أو صورة من صور عقاب الله سبحانه وتعالى للوالدين في الدنيا، أو أنهما «يعانيان في حياتهما حتى يخفف الله عنهما في الآخرة»، وغير ذلك من آراء وتفسيرات لا تستند إلى أسانيد موثوق بها، وقد تفتح الأبواب لخلافات جدلية لا لزوم منها، ولا حاجة إليها، ولا تضيف سوى المتاعب النفسية، بل إنها تسبب الكراهية والبغضاء بين الناس، ومن المؤكد أن هناك أحكاماً وأسانيد فقهية تستند إلى حكمة الخالق سبحانه وتعالى وإرادته ومشيئته الإلهية في خلقة، وفي الصورة والهيئة التي يكونوا عليها، ولا دخل للبشر فيها. 8 -لا تقل أمام والدي الطفل: «لا أحد يرغب في اللعب مع ابنك لأنه يبدو غريبا أو مزعجاً». وهناك كثير من القصص المؤسفة والمحزنة التي يرفض فيها بعض الآباء والأمهات السماح لأطفالهم باللعب مع الأطفال المصابين بالتوحد أو من ذوي الإعاقة. إن مثل هذه الحالات إنما تدل عن جهل كبير، والإفصاح عنه أمر يفتقر إلى اللياقة الاجتماعية والإنسانية. 9 -لا تسأل: «ماذا ستفعل مع ابنك عندما يكبر بالعمر؟»، ربما يكون مثل هذا التساؤل مزعجاً لكثيرين من ذوي التوحد، وينطوي على فضول غير مقبول. ومن المؤكد أن مستقبل الطفل قد استحوذ على مساحة كبيرة من تفكير والديه، ومن المؤكد أنهما يجهلان تماما مصير هذا الطفل، وماذا يمكن أن يقدمان له في الغد القريب، أو المستقبل البعيد. إنهما الآن مشغولان فقط بكيفية التعامل معه، ومحاولة تحسين حالته ليكون في وضع أفضل. أما أمانيهم المستقبلية لطفلهما، فمن المؤكد أنها لا تقل عن أماني أي أب وأي أم لطفل طبيعي. 10 -لا تحاول أن تسأل والد أو والدة الطفل التوحدي عن ماهية «التوحد؟ أوكيف يحدث؟» وما إلى غير ذلك من تساؤلات مربكة، ولا تجد لها إجابات شافية. إن مثل هؤلاء الآباء والأمهات ربما اكتسبوا خبرات التعامل مع أطفالهم من خلال فرص تبادل المعارف والخبرات مع حالات مشابهة، ولم يتسنى لهم الاطلاع على مثل هذه الخبرات إلا بعد اكتشافهم لحالة طفله، ومن المرجح أن مثل هؤلاء الآباء والأمهات لا يفضلون كثيراً الحديث عن أمر لا يبدو لهم معلوماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©