كيباكي مستعد لحكومة وحدة وطنية وأودينجا يتمسك بإعادة الانتخابات

أبدى الرئيس الكيني مواي كيباكي ''استعداده'' أمس لتشكيل ''حكومة وحدة وطنية''، وذلك خلال لقائه مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية المكلفة بالشؤون الأفريقية جنداي فرايزر في نيروبي في إطار جهود الوساطة لاحتواء الأزمة· في حين تمسك زعيم المعارضة رايلا أودينجا بمطلبه إعادة الانتخابات في غضون ثلاثة أشهر، ملمحاً إلى ولاء القضاء الكيني لخصمه كيباكي· وحثت الوسيطة الأميركية طرفي النزاع على التوصل لتسوية سلمية للانتخابات المتنازع عليها، والتي أثارت احتجاجات دامية على مدى الأيام الماضية· وقد أبدى الرئيس كيباكي استعداده لتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار الجهود لحل الأزمة الحالية، لكن بيان الحكومة لم يعط أي تفسير لأي ترتيبات لتقاسم السلطة· وقال مكتب كيباكي: إن الرئيس وفرايزر اتفقا على ''ضرورة بذل الجهود كافة لضمان إنهاء أعمال العنف ذي الدوافع السياسية فوراً، ومساعدة الأسر المتضررة واستئناف الحياة الطبيعية''· وكانت فرايزر التقت أولاً أودينجا، ونقلت وكالة ''أسوشيتد برس'' عن سليم لوني المتحدث باسم زعيم المعارضة قوله: إن المحادثات ركزت على سبل إيجاد حل للأزمة· وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم ''الخارجية'' الأميركية شون ماكورماك: إن مهمة فرايزر إكمال الجهود الدولية لتشجيع الأطراف في كينيا على إيجاد حل سلمي للأزمة· ويعول الكينيون على الوسيطة الأميركية في إيجاد أرضية للتفاهم بين كيباكي وأودينجا الذي يتهم الفريق الرئاسي بتزوير الانتخابات· وأفاد مراقبون في نيروبي بأن هناك تكهنات بأن يقوم الأميركيون بإقناع طرفي النزاع بصيغة معينة للحل، إما بانتخابات مبكرة في سنة أو ستة أشهر أو إقناع زعيم المعارضة بأن يصبح رئيساً للحكومة، وتعديل الدستور لمنح رئيس الوزراء صلاحيات أوسع· وقال كبير أساقفة جنوب أفريقيا ديزموند توتو الذي يتوسط في الازمة: إن كيباكي متقبل لفكرة تشكيل حكومة ائتلافية إذا قبلت المعارضة بشروطه· وتطالب الحركة الديمقراطية برئاسة أودينجا بإجراء انتخابات رئاسية جديدة في غضون ثلاثة أشهر، وتوسط هيئة معترف بها دولياً، والاتفاق على ''ترتيب انتقالي'' وليس تشكيل حكومة قبل إجراء انتخابات جديدة، متهمة المحاكم الكينية بالتبعية والولاء للرئيس الكيني، الذي قال المتحدث باسمه: إنه سيقبل بإعادة الانتخابات إذا أمرت محكمة بذلك· على الصعيد الأمني، فرقت الشرطة الكينية بالقوة لليوم الثاني على التوالي متظاهرين نظموا احتجاجاً في مدينة مومباسا الساحلية ضد كيباكي· وشهدت المدينة أمس موجة من أعمال السلب والنهب، حيث اقتحم عشرات الأشخاص المحال التجارية واستولوا على محتوياتها قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل عدداً منهم· وفي السياق ذاته، قالت سلطة الموانئ الكينية: إن ميناء مومباسا شريان الحياة لاقتصادات المنطقة، يكافح لاستيعاب شحنات هائلة تكدست بعد أن عرقلت الاضطرابات النقل البري خارج المدينة· وتعاني مدن كينيا في ظل أزمة الانتخابات الحالية شحاً في المواد الغذائية الأساسية، وقد اصطف الآلاف في نيروبي، في طوابير طويلة طلباً للمساعدات بعد أيام من احتجاجات دامية خلفت مئات القتلى و250 ألف مشرد وتركتهم دون طعام وماء· وسارعت الأمم المتحدة بمساعدة ''الصليب الأحمر'' بتقديم مساعدات لنحو 160 ألف شخص في منطقة الوادي المتصدع، في حين استمر تدفق اللاجئين الكينيين إلى الحدود مع أوغندا، حيث تجتهد هيئات الإغاثة الدولية لتقديم العون لهم· وقد رفعت السلطات حظر التجول عن كيسومو معقل أودينجا، لكنها أبقت على قوات الشرطة شبه العسكرية·