الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

521 شاباً مواطناً يحلقون بأحلامهم مع «طيران الإمارات»

521 شاباً مواطناً يحلقون بأحلامهم مع «طيران الإمارات»
21 سبتمبر 2013 00:26
دبي (الاتحاد) - انضم 521 شاباً مواطناً إلى صفوف الطيارين في طيران الإمارات، التي تطمح إلى توظيف أكثر من 5 آلاف طيار خلال العشر السنوات المقبلة، أي بمعدل 500 طيار كل عام، وتولي اهتماما بالغاً بالتوطين، من خلال توظيف الكوادر الوطنية، من خريجي برنامج تدريب وتأهيل الطيارين، الذي ترصد له ميزانية سنوية تقدر بـ 70 مليون درهم، حيث وصل تعداد المشاركين فيه إلى 521 من إجمالي 2641 طياراً لدى الشركة، التي تخرج فيها مؤخراً مجموعة من الخريجين الإماراتيين الذين يشكلون بصمة مؤثرة في صياغة مستقبل الطيران في الدولة. دورات مكثفة ويقول مدير الطيارين المواطنين المبتدئين في «طيران الإمارات» عبدالله الحمادي: إن برنامج تدريب وتأهيل الطيارين المواطنين بدأ عام 1992 من خلال 4 طيارين، من بينهم فتاة، ثم تطور من خلال الدورات المكثفة والحرص على اختيار المتقدمين، في ظل الإقبال المتزايد للشباب على البرنامج، ولحاجة منطقة الشرق الأوسط لما يقارب 36 ألف طيار خلال السنوات المقبلة، منهم 30% لطيران الإمارات، بحسب دراسات علمية لهيئة أسترالية و«البوينج». 100 طيار مواطن وعن اهتمامهم بالكوادر الوطنية، يقول الحمادي إنه يأتي في إطار استراتيجية الشركة التي تهدف في هذا العام إلى توظيف أكثر من 100 طيار مواطن للبرنامج، حيث قامت الشركة مؤخراً بتوقيع مذكرة تفاهم مع وزارة التربية والتعليم، بهدف استقطاب طلاب المرحلة الثانوية لبرامج تدريب الطيارين المواطنين وتأهيلهم، مشيراً إلى أن برنامج قبول الطيارين المواطنين يتطلب اجتياز امتحانات يجريها الطلبة في مواد كاللغة والفيزياء والرياضيات، إضافة إلى امتحانات الفحص الطبي المبدئي والدوري. ولفت إلى أن الطالب يتقاضى في البرنامج رواتب مغرية، ورعاية صحية، وسكناً، ومواصلات، وبرامج تقاعدية، موضحاً أن كل طيار مواطن ملزم بالعمل لدى الشركة مدة خمس سنوات بعد تخرجه، لتغطية كلفة تدريبه التي تتجاوز المليون درهم، كما يحصل الخريج بعد الانتهاء من تدريبه على شهادات معترف بها عالمياً، تخوله العمل بأي شركة طيران عالمية مرموقة. أكاديمية الطيران توقع الحمادي أنه مع نهاية عام 2014 سيتم الانتهاء من مشروع «أكاديمية طيران الإمارات»، وهي أكاديمية متكاملة في دبي، ستضم ستمائة صف دراسي، وسكناً، بالإضافة إلى قاعات اجتماعات ومسجد، وغيرها من المرفقات المهمة، منها مدرج خاص يستقبل 40 طائرة، وستستقبل الأكاديمية نحو 400 طالب في وقت واحد، وستكون هي الأولى من نوعها التي تخرج الطيارين خلال برنامج دراسي نظري وعملي داخل الأكاديمية، من دون الحاجة إلى إرسال الطلاب إلى خارج الدولة، مؤكداً أن إنشاء الأكاديمية سيساعد في سد النقص الموجود في المنطقة، لأن العمل مع الأشقاء في دول الخليج والعالم العربي يقوم على أسس منظومة متكاملة من التعاون والتنافس لخدمة الجميع. أول فتاة وحققت حنان محمد حلم طفولتها وأصبحت «كابتن طيار»، حيث قالت: حبي للطيران جاء بعد أن قرأت في إحدى الصحف حواراً مع أول فتاة إماراتية طيار، وهي الكابتن عائشة الهاملي، ثم تشجعت وتقدمت للدراسة بتحفيز من الأهل، وبالفعل بدأت دراستي بمبنى الطيران في دبي ثم درست سنتين في إسبانيا، طرنا خلالها 200 ساعة، وعند عودتنا إلى دبي طرنا 800 ساعة على طائرة البوينج. وعبرت حنان عن تقديرها للاحترام الذي تلقاه من شركتها ومن الركاب الذين يحترمونها ويقدرونها، مؤكدة أن الفتاة الإماراتية أثبتت أنها جديرة بتحمل أي مسؤولية مهما كانت. مشاعر الخوف ويوضح الخريج منصور الشحي أنه انضم إلى طيران الإمارات عام 2007، حيث انخرط في مركز الإمارات الهندسي، وتدرب لمدة سنتين، وفي 2009 تحول إلى برنامج الطيارين الإماراتيين الذي جذبه، كاشفاً عن أن معرفته باللغة الإنجليزية لم تكن قوية في البداية، لكنه عزم على تقويتها من خلال دراسة مكثفة استمرت أربعة أشهر، وهو ما أفاده في تعلم أساسيات الطيران. ويضيف: عندما سافرنا للدراسة في إسبانيا، بدأنا الدراسة النظرية، ثم انتقلنا للطيران بطيارة ذات محرك واحد، ثم واصلنا تدريباتنا مع الطيارين الآخرين في الشركة. ويشعر الشحي بفخر كونه أحد الخريجين الجدد، مشيراً إلى أن أول رحلة له كطيار كانت إلى عمان، وصف شعوره خلالها: كنت خائفاً جداً قبل الإقلاع، لأنني أحمل مسؤولية أرواح الركاب، لكن ما أن جلست في قمرة القيادة، إلا أنني تمالكت أعصابي، وبدأت في تطبيق برنامج الطيران، مع التركيز على اكتساب الخبرة والمهارة من زيادة عدد ساعات الطيران، كما إنني استفدت كثيراً من رحلة داخلية سابقة قمت بها لمدة عشر دقائق، وكانت من دون ركاب. نصيحة للشباب ويرى عامر عبد الله البحري أن تجربته مع الطيران بدأت منذ الطفولة، وأنه أحب هذه المهنة بعد أن نصحه أحد الأصدقاء بالبحث في محرك الإنتـرنت عن مواقع الطيران، ووجــد بعدهـــا أن رغبتـــه تكبر، وبالتالي كان عليه أن يحقق تلك الرغبة في حلمه بقيادة الطائرة والتحليق بأحلامه في عنان السماء، وهو ما تحقــق بالفعـــل في البرنامج، الذي يحظى باهتمام الإدارة وتقديرها. وعن أولى رحلاته يقول: كانت إلى العاصمة البحرينية المنامة، وكان شعوري لا يوصف، وكنت سعيداً جداً على الرغم من التوتر الذي صاحبني، وللأمانة الخوف كان ضئيلاً مقارنة بالثقة التي كسبناها من التعليم في طيران الإمارات، لكن الشعور بالمسؤولية يجعل الحرص على أرواح الركاب، يولد بعض الخوف، وهو في هذه الحال أمر طبيعي، سرعان ما يتلاشى مع بدء حركة الطيران، والتركيز في الإقلاع ومواصلة قيادة الطائرة حتى لحظة الهبوط بسلام، ووقتها يشعر قائد الطائرة، أنه بسعادة غامرة، وأنه أدى المسؤولية الموكلة إليه بنجاح. ويوضح البحري أن مهنة الطيران ممتعة، وتزداد متعتها إذا كان الطيار يحب هذه المهنة، وهو شخصياً دائم البحث عن جديد الطيران في المواقع الإلكترونية ، بالإضافة إلى أنه يسأل الجميع ممن سبقوه ليكتسب من خبراتهم، وبالتالي يطور نفسـه يوماً عن الآخر، إيماناً منه بأهمية البحث والدراسـة، حتى يحقق الشاب أهدافه في الحياة، والتميز في مجال عمله، وأن يكون دائماً محل ثقة من حوله. وتابع: فيما يخص الأسرة فهم فخورون بي، خاصة الوالد الذي دائما ما يسألني عن كل رحلة أقوم بها، ويجلس معي كي يستمع مني عن المواقف التي حصلت لي، وينصح البحري الشباب الإماراتي بالدخول في دراسة مهنة الطيران، لأنها مهنة راقيـة تحقق للإنسان فوائد مادية ومعرفية كبيــرة، وتضيف كل ساعة طيـران إلــى حصــيلة معلوماتـه الحياتية. وتجعل منه إنساناً مثقفاً على دراية بالكثير من الأمور من حوله، كما تمكنه من التعرف إلى الكثير من ثقافات الشعوب والاطلاع على عاداتهم، بالإضافة إلى اكتسابه الخبرات العلمية في المراكز التي توافرها شركات الطيران للبحث والدراسة أمام المنتسبين إليها. كنت متشوقاً عبر أحمد عبد الله سعيد الطنيجي عن فرحته الكبيرة لأنه أصبح احد الطيارين الإماراتيين الذين ستعتمد عليهم طيران الإمارات في المستقبل، ويضيف: في دبي تعلمنا أشياء أساسية، وفي إسبانيا درسنا نظرياً وتطبيقياً لمدة سنة ونصف. ويوضح أنه دخل الطيران بعدما وجد تشجيعاً من احد الأهل، وهو يعمل أصلاًَ طياراً عسكرياً، ويضيف جاءت المصادفة التي قادتني إلى قراءة إعلان في إحدى الجرائد، فتقدمت للانخراط في برنامج الطيارين الإماراتيين، وحلقت 600 ساعة طيران، ودشنت حياتي العملية برحلة إلى العاصمة القطرية الدوحة، وهي رحلة قصيرة لم يكن الخوف مسيطراً عليَّ، لأنني كنت متشـوقاً لها. برنامج التدريب على ثلاث مراحل يستوعب برنامج تدريب الطيارين المواطنين وتأهيلهم ثلاثاً إلى أربع دفعات كل سنة مالية، ويستمرون نحو أربع سنوات من خلال ثلاث مراحل، الأولى تسمى المرحلة التأسيسية، وتمثل في مستواها الأول دورة مكثفة في اللغة الإنجليزية لمدة 39 أسبوعاً، والثاني يتعلق بدورات في اللغة الإنجليزية والمصطلحات الخاصة بالطيران، وبعض المواد المتعلقة به لمدة 30 أسبوعاً. أما المرحلة الثانية، فتسمى مرحلة التدريب العملي، تنقسم إلى قسمين، يحصل المتدرب في القسم الأول على رخصة طيار تجاري، ويتم التدريب خلالها في إسبانيا مدة 18 شهراً، وفي القسم الثاني يحصل على رخصة طيار نقل جوي، ويتم هذا التدريب في دبي مدة ثلاثة أشهر. والمرحلة الثالثة، هي التدريب على الطائرات التجارية، تتمثل في التدريب على الجهاز التشبيهي «سميوليتر»، ويتم فيها تحديد نوع الطائرة التجارية للمتدرب ليتدرب عليها، إما بوينج 777 أو إيرباص 30A3، إلى جانب التدريب العملي على الطائرة التجارية بمعدل 138 رحلة على مدار تسعة أشهر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©