الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كلام منطقي جداً

كلام منطقي جداً
20 سبتمبر 2013 21:04
تنفتح شاشة المخيلة على حمار محترم يمارس التمارين السويدية في الهواء الطلق على سجادة زرقاء، عندما يدرك حمارنا بأن الكاميرا تتجه اليه، يعود ليقف على أربع، يتنفس من منخرية بهدوء... نهيق شهيق... نهيق شهيق شهيق... ثم يبتسم للكاميرا، ويشرع في الحديث كمذيع محترف، على أبواب التقاعد. ــ من أنا من أنا؟؟؟؟ لا تسأل عن الاسم فهو لا يعني شيئا... لو أسميت الوردة حذاء مثلا، فلن تتوقف عن إطلاق عبيرها الرائع... ولو أسميت الحذاء وردة فسيظل حذاء حتى يهترئ... الأسماء ومدلولاتها هي أحد ابتكاراتكم الوهمية... من أنا؟؟؟ أنا... أنا زعيم الأغلبية الناهقة ما علينا!! هل تعرفون من أنا فعلا؟؟ لا أنتم لا تعرفون، لأنكم تطلقون فورا أحكامكم المسبقة وأنتم تبتسمون بخباثة. أولا، أنا لا أقل عنكم علما، فأنا حمار جامعي... نعم حمار جامعي تخرجت، ولم أزل طالبا من مدرسة الحياة والخبرة العملية والممارسة اليومية. تخرجت مهندسا فذّا.. وإذا بحثتم قليلا سوف تدركون أنني وراء تصميم معظم الطرقات الصعبة في العالم.... وقد مشيتم خلفي لتحفروا وتعبّدوا، فيما بعد. ما علينا مرة أخرى: أنا رفيق وصديق الرجال العظام الذين صنعوا التاريخ، من أنبياء وفلاسفة ورحالة، وأنتم لا شك تعرفونهم، بل أنا صديقكم جميعا... لا بل أنا بطل أول رواية مكتوبة في تاريخ الإنسانية التي تحمل اسم أحد أجدادي (الحمار الذهبي)، ولا ننسى حمار دونكيشوت الذي كنت أعقل منه وأكثر واقعية. وهل تذكرون حمار جحا؟؟؟... هل تتذكرون عندما «شلّيتم» عرض جحا لأنه ركب حماره، بينما ابنه يمشي الى جانبه، ثم شللتم عرضه عندما أركب ابنه، ثم شللتم عرضه عندما حملنى ليتخلص من شروركم..... ماذا كنتم تريدون.... ومن هو الذي كان الأفضل.؟؟؟؟. الذي يتدخل في شؤون لا تعنيه، أم ذلك الحمار الذي كرس نفسه لخدمة جحا الإنسان بدون تذمر؟؟؟ طبعا لا ننسى حمار توفيق الحكيم، وغيره من الكتاب الذين عرفوا قدري وسيرتي. تقولون إن الإنسان هو حيوان ناطق، أما انا فحيوان ناطق من دون المرور بمرحلة الأنسنة بما فيها من كذب وتدجيل وغرور، فأنا زعيم الأغلبية. نعم أنا زعيم الأغلبية الناهقة، وأعضاء حزبي ينتشرون ويتناسلون في كل مكان، في المؤسسات الرسمية وغير الرسمية.... في الأحزاب المؤيدة والمناوئة من أقصى اليمين الى أدنى الشمال.... منهم الخفير ومنهم الوزير.... منهم الطيب ومنهم الشرير. ومن موقعي كزعيم للأغلبية تأتيني المعلومات من أعضاء حزبي من كل المواقع، ومعلوماتي موثوقة وواقعية. أقول لكم، إن الحمار الذي يتأنسن أفضل بكثير من الإنسان الذي يستحمر، وأنا حمار أتأنسن من أجل أن أرسم الابتسامة على وجوهكم والتكشيرة على وجوه المهملين والمسيبين والفاسدين في كل مكان. نعم، إن الابتسامة – حتى على وجهي – هي أفضل من تكشيرة على وجه أجمل كائن.... وأنا لا أضحك لأفرحكم فحسب، بل أيضا من أجل قرع نواقيس الخطر والإشارة بالحوافر الى أماكن الخلل بغية إصلاحها وتجاوزها، وهذه رسالة أسعى الى تحقيقها في مجتمعكم، عن طريق أصدقائي الكتاب الساخرين في أنحاء العالم العربي، الذين سوف ينهقون في وجوهكم كلما شاهدوا أو سمعوا عن ممارسات خاطئة، سواء كانت ممارسات سياسية أم اجتماعية، أم اقتصادية أم حياتية بشكل عام. وليس آخر. من الآن فصاعدا، عليكم، إن أردتم أن تمتدحوا إنسانا، أن تلقبوه بالحمار، إنه يعني الصبر والجلد والتحمل.... نهيق شهيق... نهيق شهيق... شهيق نهي.........................................!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©